الفكرة هي الأهم

Ad

أحمد عبدالمحسن

بدر محارب

«القضية الممتعة هي التي تفرض نفسها بين بقية القضايا»، يؤكد الكاتب بدر محارب، لافتاً إلى أن مناقشة القصص العاطفية منتشر بين كتاب الدارما راهناً لأن المؤلفين في غالبيتهم من فئة الشباب، ويعلم الجميع أن القصص الرومانسية تجذب الشباب أكثر من أي فئة أخرى.

يضيف: «فكرة العمل الدرامي المميزة تستحوذ نسبة مشاهدة أكبر، وبما أن المتابعين الحاليين في الوطن العربي هم من فئة الشباب فإن الأعمال الرومانسية تحقق نسب مميزة من المتابعة».

يتابع: «ليس كل عمل رومانسي له هذه النسبة، بل يجب أن يتمتع بمعايير تصل إلى درجة التميز، أهمها أن يناقش قضية جادة تمس المجتمع الخليجي بالاضافة إلى القضية الأساسية وهي القصة الرومانسية».

يرى محارب أن لا بد للعمل التاريخي الرومانسي المميز من أن يحقق النجاح، ويوضح: {إذا ركز الكتّاب على عرض أعمالهم الدرامية بقالب رومانسي فحسب، فلن تكون ثمة قيمة درامية لها، لا بد من أن تتخللها قضية حساسة ومهمة، على غرار الأعمال البوليسية أو الاجتماعية أو حتى التاريخية. لدينا مجموعة مميزة من المؤلفين الشباب القادرين على مزج قصص رومانسية بأخرى لها قيمة وفائدة وهدف. بصراحة، أحب متابعة هذه النوعية من الأعمال الدسمة التي يحتاج إليها الوسط الفني، ويتطلب الخوض فيها جهداً أكبر من أي أمر آخر}.

فهد العليوة

{الفكرة التي تُقدم من خلالها الأعمال هي الأهم، سواء كانت رومانسية أو غير ذلك}، يؤكد الكاتب فهد العليوة مشيراً إلى أن الأعمال التي أصبح لها أثر في الوقت الراهن تتسم بالإبداع وبالفكرة المعروضة، ولا يتوقع أن تكون ثمة قصص معينة أفضل من غيرها، مشيراً إلى وجود أعمال ناجحة ذات نوعية اجتماعية وبوليسية وحتى تاريخية وسياسية.

 يضيف: {في بداية عرض الأعمال التركية على الفضائيات العربية أكد الجميع أن نجاحها مردّه تضمنها قصصاً رومانسية وحكايات حب وغرام تجذب فئة الشباب، ولكن عندما عُرضت أعمال بوليسية خالية من حكايات الحب والغرام وحققت نجاحاً  أدرك الجميع أن الدراما التركية مميزة  ولا تعتمد على القصص الرومانسية فحسب}.

يتابع: {بات الجمهور يحدد نسبة نجاح الدراما، ومعياره جودة النص وقوة الأداء ولا يعتمد في تقييمه على قصة أو نوع معين من الحكايات}.

يوضح أنه يركز في كتاباته على قضايا تهم أكبر نسبة من المجتمع، ويقول: {أبحث عن الاثارة وابتكار حبكة درامية ذات طابع مميز، عبر اختياري كل ممثل بعناية،  والدور الذي يناسبه، والتعامل مع مخرجين أثق بقدرتهم على تحويل النص إلى قصة تتعايش معها أكبر نسبة من المُتابعين}.

علي الدوحان

{الدراما التي تعتمد على قصص الحب كموضوع رئيس قد لا تنجح في دول الخليج لأسباب عدة}، يؤكد الكاتب علي الدوحان مشيراً إلى أنه لا يرى أي قضية تطغى على الأخرى في الدراما}.

يضيف أن المسلسلات المحلية، في الوقت الراهن، لا تخوض في تفاصيل دقيقة بسبب الرقابة ما يحدّ من القضايا المتناولة فيها، مؤكداً: «لا تناسب قصص الحب واقعنا الحالي ولا أعتقد أنها تصلح لتكون موضوعاً رئيساً لمناقشته في الدراما، بل لا بد من تعدد القضايا بين سياسية واجتماعية وبوليسية وتنوعها لتحقيق أكبر نسبة من المتابعة على الفضائيات».

يتابع أن تناول قصص الحب والخوض في تفاصيلها يلائم الأعمال التركية والعربية غير الخليجية، لأن مساحة التعبير في هذه الدول أكبر من دول مجلس التعاون الخليجي، ما أسهم في نجاحها، ويقول: {تعجبني الأعمال التركية فهي تناقش قضية رئيسة، قد تكون قصة رومانسية وتتخللها قضايا أخرى تقدّم بصورة ممتعة لا تشعر المشاهد بالملل}.

التنويع ضرورة

بيروت  -   ربيع عواد

ورد الخال

«تتشابه الأفكار في الأعمال الدرامية لكن ثمة معايير تجعل عملاً يتميز عن الآخر، في مقدمها روحية الكاتب وأسلوبه وحواره». تقول ورد الخال التي توافق على أن المسلسلات، في غالبيتها، ترتكز على الحب والخيانة والغيرة.

 تضيف: «مع أن الكاتب يؤدي الدور الأهم في جعل المواضيع الدرامية تبتعد عن التشابه، إنما يجب توافر عناصر أخرى أيضاً، أي الكاست الجيّد والمخرج المبدع، فلا قيمة للقصة الجميلة من دون ممثلين جيّدين ومخرج قادر على التعبير عن روحية السيناريو، وتقديم صورة لها ابعادها التقنية والجمالية المختلفة، فمسلسل «عشق النساء» مثلا مصوّر في المستشفى، وكان من الضروري تميّز مواقع التصوير بلمسة فنيّة معيّنة لئلا ينفر المشاهد منها».

تتابع أن الأعمال التاريخية تستهويها وهي مطلوبة ومحبوبة من الجمهور شرط معالجتها بطريقة صحيحة وجميلة على غرار «وأشرقت الشمس» الذي عرض السنة الماضية وحقق نجاحاً.

كارمن لبس

{للأعمال التاريخية جمهورها وانتشارها تماماً كقصص الحب والقضايا الاجتماعية} توضح كارمن لبس التي شاركت في أكثر من عمل أبرزها {سرايا عابدين} الذي عُدّل بشكل درامي، فكان الحب والقضايا الاجتماعية جزءاً منه أيضاً، واستحوذ على اهتمام الجمهور العربي.

أضافت: {لفتت الدراما التركية انتباه المنتجين إلى اهتمام الجمهور العربي بقصص اجتماعية تتمحور حول الحب والخيانة، وبعدما اقتصرت المسلسلات التاريخية على الحروب والانتصارات من دون التطرّق الى الجانب العاطفي الذي هو جزء أساس في حياة القادة، تغيّرت المعادلة}.

تتابع: {يدرك الجميع تاريخ الخدوي وإنجازاته التي حققها على الصعيد الوطني، إنما لا أحد يعرف تفاصيل حياته الشخصية، لذا من الطبيعي أن تكون حياته الخاصة التي نراها في المسلسل وليدة خيال الكاتب}.

حول التطرق إلى قضايا اجتماعية شائكة في الدراما توضح: {المشكلة أنّ لدينا حريّة في أن نتكلّم عمّا نريد على أي صعيد، ولكن قد يتعرّض الإنسان أو الفنّان للقتل في حال عبّر بطريقة لا تُعجب غيره، في لبنان ثمة عبثيّة وفوضى ولا توجد حريّة، الحرية حريّة الفكر وتقبُّل الآخر كما هو مهما اختلف رأيه عنك}.

بيتر سمعان

{تحقق قصص الحب نسبة مشاهدة عالية بسبب الظروف التي تحاصر الناس في كل مكان} يقول بيتر سمعان الذي يعتبر أن الأعمال التاريخية والاجتماعية لها مكانتها، ولا يمكن لأي نوع أن يحتل مكان الآخر، لكن المشاهد العربي يتعلق بالقصص العاطفية كونها توفر له رومانسية معينة غير موجودة في حياته اليومية بسبب المشكلات التي تحيط به.

يضيف: {نفتقد في عصرنا هذا إلى الحب والغرام مع تحوّل الحياة إلى عملية استهلاكية في ظل مشكلاتنا الاجتماعية والاقتصادية وعدم الاستقرار الأمني، ما أفقد العلاقات الاجتماعية عمقها ورونقها. لذا، يعوّض الجمهور، في ساعة درامية، النقص الذي يعيشه في الواقع، من خلال التفاعل مع شخصيات المسلسل وقصصها، من هنا تختار محطات التلفزة هذا النوع أكثر من سواه}. يتابع: {المسلسلات التي تحمل طابعاً اجتماعياً ضرورية ولديها وقعها عند الناس على غرار {ولاد البلاد} الذي شاركت فيه. برأيي عندما يتفاعل شعور القهر لدى المشاهد أثناء متابعته عملا ما، يمكن القول إنه يضع الأمور في نصابها الصحيح، فنحن شعب لا يحب رؤية الأمور على حقيقتها بل يفضّل التلطي وراء الإصبع وتبني شعارات فضفاضة غير واقعية}.

يؤكد أن {ولاد البلاد} ليس مصلحاً اجتماعياً ولن يكون كذلك، لأن هيكلية لبنان بذاتها تحتاج نفضة جديدة، لكنه سيدفع المشاهد إلى التساؤل عن حلول}.

الجودة هي الحكم

القاهرة –  بهاء عمر

الادعاء بأن الجمهور يهتم بقصص الحب في الدراما مقارنة بالقضايا التاريخية أو الاجتماعية غير صحيح، برأي نبيل الحلفاوي الذي يعتبر أن الحكم الوحيد هو جودة العمل وقدرته على جذب انتباه المشاهدين ولفت نظرهم إلى ما يقدمه من صورة لائقة وأداء مميز.

يضيف أن الدراما التاريخية والاجتماعية تتضمن قصص حب جذابة، لكنها تحتاج إلى مؤلف واعٍ ومتمكن من أدواته ليلتقط الواقعة التاريخية ويضمنها قصة حب مقبولة وجذابة، مشيراً، في الوقت نفسه، إلى عدم وجود اهتمام لدى المنتجين لإنتاج أعمال درامية تاريخية، وهو ما يجب الانتباه إلى خطورته على وعي الأجيال المقبلة التي يجب أن يتفتح نظرها على تاريخها، عبر أعمال ترقى بفكرها ووعيها.

بدوره ينتقد محفوظ عبد الرحمن، بعض ما يتم تقديمه على الشاشة، معتبراً أن هذه الأعمال تظلم المشاهد لأنها تجبره على مشاهدة ما يتم ترويجه على أنه دراما حب، في حين أنه يتسم بالمبالغة في عدد الحلقات وعدم وجود سياق درامي مقنع.

يضيف أنه يحمّل صانعي الدراما المسؤولية، لا سيما المنتجين، في ما يتعلق بزيادة المسلسلات التي تغلب على نصوصها قصص حب لصالح الأعمال التاريخية والاجتماعية.

يؤكد أنه لا يرفض تقديم أعمال مرتبطة بقصص حب، لكنه حريص على الجودة في أي عمل يحترم الفن كقيمة ويحترم عقل المشاهد، محملاً المسؤولية لبعض الممثلين الذين يقبلون أعمالاً دون المستوى، ولا يبحثون عن أدوار جديدة تقدمهم أمام جمهورهم، سواء كانت تاريخية أو اجتماعية.

تهدئة المشاعر

تعتبر إيمان العاصي أن الظروف المعيشية المحيطة بالجمهور، تدفع في اتجاه البحث عن أعمال درامية مرتبطة بقصص حب تهدئ المشاعر وترقى بها، ما يفسر الإقبال على تلك المسلسلات، لكنها اشترطت أن تكون على مستوى لائق ومطلوب.

تضيف أن هذه الظاهرة تأتي بعد موجة اهتمام بالكوميديا، إلا أن ذلك لا يعني أن  صناع الدراما يفضلون نوعاً من دون الآخر، لكنها ظاهرة تستحق الالتفات، مؤكدة ضرورة وجود تعبيرات درامية عن قضايا تستحق العرض تاريخياً واجتماعياً، ومشددة على أهمية وجود معيار الجودة لضمان جذب المشاهدين.

أما نورهان فتلفت إلى أن العمل الجيد والمتمتع بفكرة متميزة يجذب الجمهور إلى مشاهدته بغض النظر عن تصنيفه، ولا تنفي رواج أعمال ذات طبيعة عاطفية في سوق الدراما المصرية، لكنها ليست حالة مصرية فحسب، بل الأعمال المدبلجة التركية، تحديداً، التي تعرضها قنوات مصرية، يغلب عليها الطابع نفسه وتحظى بنسب مشاهدة مرتفعة.

تضيف: «يحتاج العمل الذي يشجع الفنان على خوض الدراما التاريخية، إلى جهد من كاتب القصة فيرسم الشخصيات ويكتب سيناريو لائقاً بجذب الجمهور، مدللة على ذلك بأعمال على غرار «سرايا عابدين» الذي حقق نسبة مشاهدة رغم أنه يصنف تاريخياً، كذلك المسلسل التركي «حريم السلطان»، لتضمنهما تشويقاً وأحداثاً مرسومة بعناية تجذب الجمهور».

تشير إلى أنها تخوض تجربة عمل تاريخي في مسلسل «أوراق التوت»، لكن بمعيار بناء قصص ذات طابع جذاب، وهو يصوّر في الهند من إخراج هاني اسماعيل.

من جهتها ترى رانيا يوسف أهمية من وجود دراما متنوعة، وحكم الجمهور ينصف العمل الجيد، مشيرة إلى أن القصة قد تكون جيدة وتملك مقومات النجاح، لكن يغيب عنها الممثلون المحترفون، ما يسبب الفشل للمسلسل.

تلفت إلى ضرورة أن يحرص صانعو الدراما وممثلوها على تقديم أفكار درامية جديدة غير مصنفة، تثير خيال المشاهدين وتحفزهم على المتابعة، على غرار «السبع وصايا»، مؤكدة أن أي عمل درامي، بغض النظر عن تصنيفه، يجذب جمهوره، ومشددة على ضرورة أن تلتفت مؤسسات الدولة الثقافية إلى إنتاج أعمال تاريخية تلقي الضوء على حقبات مهمة في تاريخ مصر.