أعلنت أستراليا الخميس توقيف 15 شخصاً واحباط عمليات قتل كان تنظيم "الدولة الإسلامية" يخطط لها على أرضها ولا سيّما عمليات قطع رأس مدنيين كان التنظيم ينوي تصويرها.

Ad

وشارك أكثر من 800 شرطي في حملة المداهمات التي جرت عند الفجر في ضواحي سيدني وبريزبين في ولايتي كوينزلاند ونيوساوث ويلز (جنوب شرق) بهدف توقيف 25 شخصاً يشتبه بأنهم يشكلون شبكة.

وجرت العملية وهي الأضخم  التي تنفذ في أستراليا حتى الآن بعد أسبوع على رفع كانبيرا مستوى التحذير إزاء الخطر الإرهابي المتمثل في مقاتلين أستراليين في صفوف الدولة الإسلامية عائدين من الشرق الأوسط.

وتم ضبط قطعة سلاح ناري واحدة على الأقل وسيف وأوقف 15 شخصاً مثّل منهم مشتبه به يدعى عمرجان آزاري (22 عاماً) أمام محكمة قضت باعتقاله المؤقت لاتهامه بالتخطيط لعمل إرهابي يهدف إلى "إثارة الصدمة والهول والرعب"، بحسب النيابة العامة.

وبحسب الاتهام، فإن آزاري تلقى أوامر بالهاتف من الأسترالي الأفغاني الأصل محمد بريالي الأعلى مرتبة في تنظيم الدولة الإسلامية، تقضي بـ "اختيار أشخاص عشوائياً لإعدامهم بشكل فظيع" وتصوير هذه الأعمال بحسب سيناريو يتضمن "درجة غير اعتيادية من التطرف".

وبحسب شبكة ايه بي سي التلفزيونية العامة، كان من المقرر إرسال الأشرطة إلى وحدة الإعلام التابعة للدولة الإسلامية في الشرق الأوسط قبل بثها.

وقال رئيس الوزراء توني آبوت أن المداهمات تقررت بعد اعتراض رسالة "أسترالي في مرتبة عالية على ما يبدو في الدولة الإسلامية" يحض فيها "شبكات الدعم في أستراليا" على تنفيذ "عمليات قتل" علنية على الأراضي الأسترالية.

وقال "أن المسألة لا تقتصر إذاً على الشبهات بل ثمة نية، وهذا ما حمل الشرطة وأجهزة الأمن على اتخاذ قرار بالتحرك".

من جهته قال قائد الشرطة الفدرالية آندرو كولفين أن "الشرطة تعتبر أن المجموعة التي نفذنا العملية ضدها اليوم (الخميس) كانت تنوي وباشرت التخطيط لتنفيذ أعمال عنف هنا في أستراليا"، مضيفاً بأن "أعمال العنف هذه كانت تتضمن بصورة خاصة هجمات عشوائية على مدنيين".

وبحسب شبكة ايه بي سي التلفزيونية العامة، كان المشتبه بهم يعتزمون بصورة خاصة خطف مدني يتم اختياره عشوائياً في سيدني ولفه بعلم تنظيم "الدولة الإسلامية" وقطع رأسه أمام عدسة كاميرا.

وهذه العملية التي كان يجري التخطيط لها تشبه عمليات قطع رأس ثلاثة رهائن غربيين التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية وبث أشرطة فيديو عنها، كما تذكر طريقة التنفيذ بقتل الجندي البريطاني لي ريغبي في هجوم بالسلاح الأبيض استهدفه في وضح النهار في 22 مايو 2013 في أحد شوارع جنوب لندن.

وكان بريطانيان من أصل نيجيري صدما الجندي بسيارتهما وانقضا عليه طعناً بالسكين في رقبته وكادا يقطعان رأسه أمام أنظار عدد من المارة.

وقال توني آبوت "يؤسفني أن اقول بأن هؤلاء الأشخاص لا يكرهوننا من أجل ما نفعله، بل يكرهوننا من أجل ما نحن عليه وطريقة عيشنا".

وتقدّر أجهزة الأمن الأسترالية بحوالي ستين عدد الأستراليين الذين يقاتلون في صفوف الجهاديين في العراق وسورية، وبحوالي مئة عدد الذين يقدمون في أستراليا دعماً ناشطاً للتنظيمات السنية المتطرفة.

وأكد وزير الهجرة سكوت موريسون العضو في مجلس الأمن القومي أن عملية الخميس تؤكد على "الخطر الفعلي" الذي تواجهه أستراليا و"تبرر رد الحكومة القوي".

واعتقل رجلان الأسبوع الماضي يشتبه بأنهما يجندان عناصر للقتال في صفوف الجهاديين، إثر مداهمة مركز إسلامي في بريزبين، كما تم إغلاق مكتب للتحويلات المالية الأربعاء كانت أجهزة الإستخبارات تشتبه باستخدامه لتمويل تنظيم الدولة الإسلامية.

ولأول مرة منذ العام 2003 وبعد حوالي شهر من لندن، رفعت كانبيرا مستوى التحذير من "متوسط" إلى "مرتفع" ما يعني أن مخاطر وقوع عمل إرهابي "مرجحة" دون أن تكون بالضرورة "وشيكة".

وقال توني آبوت عندها أن "أجهزة الأمن والإستخبارات تبدي قلقها حيال العدد المتزايد من الأستراليين الذين يعملون مع مجموعات إرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والقاعدة، إن الخطر الذي يمثلونه يتصاعد منذ أكثر من سنة".

وأستراليا ملتزمة إلى جانب الأميركيين في مكافحة المقاتلين الإسلاميين وتقوم بتسليم معدات عسكرية وأسلحة وذخائر فضلاً عن مساعدات انسانية بواسطة الطيران كما تعتزم نشر 600 عسكري بينهم 400 من سلاح الجو في الإمارات العربية المتحدة للإنضمام إلى الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية".