حدثينا عن مشاركتك في {ملتقى عمان الرابع للقصة} في بيت تايكي، وعن ترتيبات الدعوة.

Ad

 

 

أتت الدعوة عبر ترشيح أحد الأصدقاء ممن اطلــــع علـــى بعض نتاجاتــي، وهو د. هشام بستاني. وقد سعدت بترشيحه لكوني من المعجبين بتجربته ونصه. لتبدأ الترتيبات من المسؤولين في الملتقى عبر المنسق العالم الكاتب الدؤوب خالد سامح ممثلاً لمديرة الملتقى الكاتبة النشطة بسمة النسوّر.

كان الملتقى قد توقف لأعوام ليعاود مسيرته الزاخرة بالتنوع والجديّة في تقديم تجارب القصة، هي بؤرة اهتمامها الوحيدة والفريدة في عالم السرد الذي يؤثر الرواية في مجالات اهتماماته كافة على نحو يغبن به القصة. لذا أتت أهمية الملتقى عبر استئثاره بالقصة في اتجاهاتها والتفاتاتها، مع ضيوف من الدول العربية كنت من ضمنهم، بينما أتت الغالبية من كتَّاب الأردن وكاتباته.

 

 

ما النصوص التي شاركت فيها خلال الملتقى؟

 

رافقت إصداراتي مع مخطوط لمجموعة قصصية جديدة. أردت تقديم نصوص لا تحمل شكلاً أو أسلوباً واحداً، ولا تأتي من تجربة وفترة زمنية معينة. لذا قررت قراءة نص {صوفيا لورين} من مجموعتي {تلقي بالشتاء عاليا}، مع نص جديد هو {تأملات} من مخطوط يتم إعداده. نص جديد رغم أنه شديد الطزاجة وقابل للتغيير بها، لكنني أردت أن أضع تجربتي في دائرة الاختبار والتلقي.

 

ما الرأي الأكثر تأثيراً من مداخلات الحضور؟

 

نظراً إلى وفرة الجلسات والتجارب الكتابية، كان من غير المعقول مناقشة النصوص في الجلسات، لذا أخذتنا مناقشات ما بعد الجلسات بآراء غنية ومهمة على هامشها. فتوافرت لي آراء كغيري من الكتاب لكنني كأي كاتب يطمح دائماً إلى الأعمق ويرنو إلى الأكثر.

 

وهل كان التفاعل يشبه ما توقعته من {قارئك المفترض}؟

 

يجب الاّ ننسى أن قراءة القصة على المنصة تختلف جذرياً عن القراءة المتمعنة بلا أي حاجز بين القارئ والنص، حتى لو كان حاجز صوت الكاتب يتلو عليه النص، فالقراءة الذاتية هي الأوفر جدوى للقارئ وللكاتب، وبالتالي التفاعل يختلف.

 

كيف وجدت أصداء الأدب {الكويتي}في الأردن؟

 

كانت الفترة بسيطة لتقييم مدى الاطلاع على الأدب الكويتي. ثمة أسماء معروفة من الأجيال السابقة كالأستاذة ليلى العثمان والأستاذ إسماعيل فهد اسماعيل والأستاذ طالب الرفاعي، ومن الشباب سعود السنعوسي اللامع عبر روايته البوكرية البارزة {ساق البامبو} التي رسَّخت حضورها في أمكنة متعددة، منها الأردن.

 

تضمن الملتقى تجارب عربية مختلفة ومتنوعة، ما أبرز ما لفت نظرك فيها، خصوصاً على مستوى الإبداع الكتابي؟

 

عاينت التجريب والمغامرة اللانهائية والحس الساخر، لكن أبرز ما رأيت هو إحكام المفارقة في النصوص فهي أبرز ما توقفت عنده النصوص، في قفلات صادمة رأيتها في نتاج جمعة شنب، نبيل عبدالكريم، محمد خليل، زياد خدّاش، عمار الجنيدي، محمود الرحبي، كوليت بهنا، محمود الريماوي، وأسماء كثيرة من الصعب إيرادها جميعاً.

حضور وتجارب

 

ما التجارب الأدبية التي تخلَّصت من العناصر التقليدية للقصة، وكيف كان مستوى تلقيها؟

 

تجارب كثيرة تنبذ الاعتياد والتكرار وذات اشتغال جاد، من بينها تجربة د. هشام بستاني وهشام غرايبة. ومن المغرب أنيس الرافعي، ومن فلسطين زياد خدّاش، وكثير من الكتاب ممن استمعت واستمتعت واندهشت بهم.

 

كيف كان حضور القصة القصيرة جداً في الملتقى؟

 

ثمة حضور واضح للقصة القصيرة جداً، واحترافية باهرة من أسماء عدة، من بينهم زياد خدّاش وعامر الشقيري ومحمود الرحبي، وغيرهم.

 

اقتراباً من تجربتك إستبرق... هل تهمك الخلفية النظرية للأشكال الأدبية، أم خصوصية أسلوبك في الكتابة، أم آراء القراء والنقاد، للكتابة التالية؟

 

أعتقد أنني أبحث عن خصوصية الأسلوب أكثر، وأحياناً أوفق في ذلك وأحياناً لا يحدث المأمول، ويأتي بعد ذلك ما أظنه قارئي المجتهد ورأيه، من دون التوقف عن محاولة حرث المحاولات في النص، وفي ذلك ربما كان واضحاً ما بين {عتمة الضوء} و{تُلقي بالشتاء عاليا}، فثمة من أعجبته المجموعة الأولى، وثمة من رأى الثانية أنضج إنسانياً، وثمة من لم تعجبه كتاباتي، لكنني في جميع الأحوال لن أتوقف عن الاجتهاد في اختبار إمكاناتي كافة.

 

تضمنت المجموعة القصصية الأولى حضوراً قوياً للقصص التي قد تكون متداولة في عملك في المجال القانوني، بينما اقتربت مجموعتك الثانية إلى تفاصيل حياتية وتجارب عميقة مؤثرة وبين المجموعتين فترة زمنية ليست بالقصيرة، كيف تفسرين ذلك؟

=صحيح، كانت فترة زمنية طويلة. لكنني في العموم لا أصدر أعمالاً كثيرة. أفضل التأني أو هي شخصيتي الكتابية، بمعنى أنني لا أفرض قلّة النتاج على غيري. لكل كاتب طريقته، فمن يسرف في الإصدار لا أجده مخطئاً، إلاّ إن كان {توالي إصداراته} لا يقول شيئاً، وبالتالي تعاطفي التام مع الشجرة التي اقتُطعت لنخسر الأوكسجين وتقديم كتابات مؤكسدة. لذا إن لم يستطع الكاتب أن يقول شيئاً مختلفاً على أي مستوى من المستويات بين تجاربه فهو أمر مؤسف ومحبط.

 

ألا تجدين أن التجربة الشخصية محركك للكتابة الذي قد يكون قيداً يطرد قدرتك على الانطلاق في التخييل خلال الكتابة؟

 

التجربة الشخصية هي أحد منابع الوقود للكتابة لكنها ليست الوحيدة، لذا لا أظن أنها معرقل أو عثرة أو قيد يقلل من انطلاقة التخييل في الكتابة.

 أمنية وسفر

 

• تمنيت قبل فترة عبر تعليق كتبته في {فيسبوك} تفعيل التفرغ الأدبي، ما الذي يمنحه ذلك، وهل يعتبر دافعاً حقيقياً لدخول حالة الكتابة؟

 

يخلصك التفرغ الكتابي من شوائب الالتزام الوظيفي ويحفظ لك مخازن الوقت في ألاّ تصرف إلاّ في الكتابة من دون التعرض لضغوط العمل ولمزاجيات الإنهاك الوظيفي، ففي أوقات أضطر إلى الضلوع ببعض الواجبات الوظيفية في محطة تفرغي الوقتية للكتابة، هذا الوحش الذي يلتهم جهدك يتعبك نفسياً وجسدياً، لذا أحلم بتفرغ حقيقي وكريم.

 

• تكتبين كثيراً خلال السفر. ألذلك علاقة بما سبق من حديثنا عن حاجة التفرغ الأدبي؟

 

صحيح، إذ يبدو أن قدرتي على الكتابة تجد يقظتها خالصة في تغيير الأمكنة واستنطاق الأجواء المحيطة للدخول أسرع وأفضل إلى مراهنات الكتابة على الفكرة. ربما لأن السفر يمثِّل الخلاص من التوترات وقيود الروتين الخانقة.

 

• ألم تجدي فرصة لتعاون عربي مشترك على مستوى العمل الإذاعي الثقافي... وأعني {زوايا السرد} بشكل خاص؟

 

ثمة تعاونات سابقة ولاحقة عدة، ستجد مكانها في المقبل من الأيام، بعضها عبر {زوايا السرد} والذي استحصل على نصوص كثيرة سواء من الكتاب أو انتقيتها لتجد مكانها في الزوايا للتعريف بالتجارب الثرية.

 

• حددي ملامح الكتابة الجديدة التي ترسمينها حاليا؟

 

ذلك أصعب سؤال، وسأترك إجابته للقارئ.