سألناكم وقد كنّا حياري

Ad

ومانبغي عتاباً واجتنابا

فكم كانت رسائلنا إليكم

ولا نستقبلُ اليومَ الجوابا؟!

وقد كنّا أتيانكم هُياماً

نصافحُكم ونرجوكم صِحابا

كأني لم أكن يوماً صديقاً

فخذ بيدي وعلّمني الصّوابا

تجاهلني الصّديق وملّ صحبي

وردّ يدي وأشعلني عذابا

وصرتُ أشك فيمن افتديه

فأرجعُ بعدما رحت انسكابا

فإنّي قد وصلت إلى طريقٍ

أصارع في جوانبهِ اكتئابا

وما أمسيتُ آمل من بخيلِ

بل إني قد رجوت له الذًّهابا

ومثلك يعرف النّسب الرفيعا

ومثلك لم ينل إلا التّرابا

عزيزٌ جئتً من بلدٍ عريقٍ

إذا عاركتَها صارت ذئابا

بلادُ صاغها الرحمن طيباً

فلولا الحرب لأرتقت السّحابا

وطفلُ في الدّيار تراهُ طفلاً

وبالإرهابِ قد عزّى الشّبابا

وأُدمعَ من معاركِكِم وأمسى

يناشدُ بالشّعوب وردّ خابا

وما ضاقت أياديهم ولكن

دعاة الحقِ قد باعوا الخطابا

فأيّهمُ من الأقوامِ حابى؟

وأيّهمُ تُراهم قد أصابا؟

أيا قومي .. أيا صحبي أراكم؟

على التاريخٍ ترمون العِتابا؟

نراكم قد أردتونا وصالاً

وقد كنتم تريدون الغيابا؟

فلا نسعى نصافحكم نفاقاً؟

وإن كنتم لنا الأمل العِّذابا!