أثار قرار وزارة الإعلام إحالة عدد من النجوم الكبار في التمثيل إلى النيابة العامة ضجة كبيرة في الساحة الفنية الكويتية.

Ad

شهدت الأيام القليلة الماضية، إثارة قضية إحالة الفنانين عبدالحسين عبدالرضا وسعاد عبدالله وحياة الفهد إلى النيابة، بتهمة تصوير أعمالهم التي عرضت في شهر رمضان الماضي من دون ترخيص من وزارة الإعلام، وهو ما اعتبرته الوزارة انتهاكاً للقوانين المتبعة والضوابط المعمول بها.

السؤال المثير للجدل فعلاً، هل تلك الأعمال هي من إنتاج الفنانين أنفسهم، أم ان هناك جهات أخرى قامت بانتاج تلك الأعمال؟

تابعنا تلك الأعمال التي عرضت في الشهر المبارك، ووجدنا أن «ثريا» من إنتاج مؤسسة عامر صبّاح، بالتعاون مع إحدى الجهات الخليجية، وكذلك الحال مع «ريحانة» لحياة الفهد، أما مسلسل «العافور» فهو من انتاج تلفزيون الكويت، السؤال الأكثر غرابة في موضوع إحالة هؤلاء الفنانين، لماذا تتم إحالة فنان قام بالتمثيل دون أن يحال المنتج لمساءلته؟

ترخيص

في مسلسلي «ثريا» و»ريحانة» كل المشاهدين تابعوا أن لا علاقة لسعاد عبدالله أو حياة الفهد بالانتاج، كما ظهر في تترات التلفزيون، السؤال الأغرب كيف تم تصوير مسلسل من إنتاج جهة ليست محلية في الكويت؟ ومن هو الذي ساعده في منح الترخيص؟، إذا كان المنتج عامر صباح قد صور مسلسلي ريحانة وثريا بتصريح محلي، وبدعم من شركة انتاج محلية تمتلكها سعاد عبدالله أو حياة الفهد، فهذا أمر آخر، لكنه لم يتضح في تترات التلفزيون التي عرضها.

أما بالنسبة لمسلسل «العافور» الذي أنتجه تلفزيون الكويت أو ساهم في انتاجه، فإن الأمر الغريب في الموضوع أن وزارة الإعلام وجهت التهمة للفنان عبدالحسين عبدالرضا، بصفته منتجاً للعمل، من دون أن توجه التهمة لتلفزيون الكويت الذي ساعد في الإنتاج، وهنا يبرز التناقض، كما أن مسلسل العافور لم يصور كاملاً في الكويت، بل صورت أجزاء كبيرة منه خارج الكويت، وتحديداً في دولة الإمارات العربية المتحدة.

أمر إحالة الفنانين إلى النيابة غريب جداً، والسؤال الذي يتبادر للذهن، هل وجهت التهمة إلى الفنان بصفته فناناً أم بصفته منتجاً؟ فإذا كانت التهمة موجهة له بصفته فناناً، فمن المفترض أن توجه التهمة إلى فنانين آخرين شاركوا في المسلسل نفسه، وعلى سبيل المثال، فإن مسلسل ثريا الذي لعبت بطولته سعاد عبدالله شاركت فيه مجموعة كبيرة من الفنانين، فلماذا وجهت التهمة لسعاد عبدالله بالذات؟ وهذا الأمر ينطبق على المشاركين في مسلسلي ريحانة والعافور.

نعتقد أن توجيه التهمة إلى النجوم يشوبه كثير من المغالطة، فالأعمال التي قدمت لم تكن من إنتاج هؤلاء الفنانين أنفسهم، وإذا كانت وزارة الإعلام لديها دليل واحد على أن تلك الأعمال من انتاج هؤلاء النجوم فهو أمر آخر، أما اذا لم تكن تملك دليلاً على ذلك، فإن التهمة ساقطة وباطلة.

سلبيات

إن إحالة هؤلاء النجوم إلى النيابة أمر غريب جداً، وهو بعيد عن المنطق، وربما تكون له تبعات أخرى سلبية على الانتاج الدرامي في الكويت، وربما يرحل هؤلاء النجوم إلى بلدان أخرى لتصوير أعمالهم، وهو ما حدث فعلاً في السنوات الأخيرة عندما صور أكثر من فنان مثل حياة الفهد وإلهام الفضالة وخالد أمين وعدد من الفنانين والمنتجين أعمالهم في دولة الإمارات العربية، التي وجدوا فيها حضناً دافئاً يستقبلهم ويسهّل أمورهم، بل ويغريهم بالعديد من التسهيلات لتصوير أعمالهم.

بقي القول إن وزارة الإعلام مطالبة بمد يد العون والدعم لنجومنا الكبار الذين يعتبرون «أهراما» شامخة لا يمكن أن يعوضوا، وعليها أن تستفيد من تجارب الدول الأخرى وتحديداً الشارقة ودبي اللتين تدعمان الفنان المحلي وتشجعانه على الإنتاج وتسهلان له كل السبل لتقديم أعمال درامية ناجحة.