هدف الفنانين من ذلك الحضّ على الوطنية والتعريف بالمستقبل المشرق لمصر، لذا يطالبون بالتأني في تنفيذ المشاريع القومية  لتخرج بشكل لائق، ولا تصبح مجرد أغان معبأة في أشرطة، على غرار أعمال كثيرة نستمع إليها  مرة واحدة ثم تختفي.

Ad

عقب تدشين مشروع قناة السويس الجديدة،  فتح عبدالرحمن رشاد، رئيس الإذاعة المصرية، استديوهات الإذاعة لتسجيل الأغاني الوطنية التي تحث على مشاركة المصريين في هذا المشروع، كاشفاً  تخصيص موازنة لإنتاجها،  وهو ينتظر المطربين الذين سيسجلونها بأصواتهم، لافتاً إلى أن هؤلاء لن يحصلوا على مقابل مادي للأغنيات، ولن يدفعوا مليماً واحداً لقاء تسجيلهم لها، «فالكلمات والألحان موجودة،  وستتولى الإذاعة أجور الفرق الموسيقية، وعلى المطربين والمطربات إثبات حبهم لمصر في ظل الأوضاع الصعبة التي نعيشها والتحديات التي نواجهها».

الحلم المصري

{الحلم المصري العظيم}  وثائقي خاص  حول أهمية مشروع قناة السويس الجديدة، من إخراج مجدي الهواري الذي يُظهر فيه عظمة مصر وقدرة أبنائها على إنجاز المشروعات العملاقة وصنع المعجزات، مثلما حدث في السد العالي، على سبيل المثال، مشيراً إلى أن فيلمه سيُترجم إلى خمس لغات، ليشاهد العالم الإنجاز الذي يحققه المصريون .

المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم الذي سبق زملاءه بالغناء لمشروع قناة السويس الثانية،  يؤكد أنه يتشرف بتقديم أغانٍ وطنية، لا سيما أغنية قناة السويس، معتبراً أن هذا المشروع هو أمل مصر، وصوّر الكليب الخاص بالأغنية أثناء زيارته لموقع المشروع، كاشفاً أنه شارك بقلبه وجسده فيه ومتمنياً لو يستطيع مشاركة العمال في التنفيذ.

يطالب عبدالرحيم الشعب المصري  بدعم هذا الإنجاز لإنجاح هذا الصرح العالمي، وإيصال  رسالة مهمة للعمال ولكل من يشارك في البناء مفادها {أننا وراءكم ونؤازركم ونعلم مدى المجهود الذي تبذلونه}.

بدوره يوضح علي الحجار أن الغناء للوطن واجب على كل فنان مصري وعربي، {نشأنا في مصر  وتربينا من خيرها، والمشروعات القومية التي تنشئها الحكومة المصرية حالياً ستدر الخير الوفير على البلد وستحسّن الأحوال،  سواء بالنسبة إلى مشروع قناة السويس أو مشروعات الطرق واستصلاح الأراضي التي بدأتها الحكومة منذ فترة قصيرة}.

يطالب الحجار زملاءه الفنانين بضرورة التكاتف في المرحلة الراهنة لأن الفن مرآة المجتمع، ويجب إظهار الإيجابيات ودفع المجتمع نحو مشروعات قومية ضخمة ينتظرها مستقبل مشرق لأنها ستغير خريطة القوى في العالم.

قلب العروبة

لا تمانع نادية مصطفى في غناء المطربين العرب للمشروعات القومية المصرية وتقول: «لا وطن للفن، والأغاني الوطنية ليست حكراً على المطربين المصريين، ستظل مصر قلب العروبة وحاضنة الفنانين العرب،  لا سيما أن كثراً منهم قدموا أغاني وطنية تعيش بيننا لغاية الآن مثل وديع الصافي الذي قدم أغنية «عظيمة يا مصر».

تطالب نادية مصطفى الفنانين العرب برد الجميل لمصر في مثل هذه الأوقات، موضحة أنها قررت إنتاج الأغاني الوطنية على حسابها الشخصي، لإحساسها بضرورة الوقوف إلى جانب البلد في هذه اللحظات المهمة والدقيقة التي لا تحتمل أي تهاون أو تأخير من أي طرف.

من جهته يرى الموسيقار محمد سلطان أن الغناء للمشروعات القومية سبب رئيس في نجاحها، مطالباً المطربين والملحنين والشعراء «باستكمال المسيرة وتقديم أغانٍ توضح وتبين المشروعات القومية التي نحن بصددها الآن، شرط أن تكون  جيدة  وبعيدة عن الابتذال والاستسهال، فالاهتمام بالتفاصيل الفنية الدقيقة يضمن لنا خروج تلك الأعمال في أفضل صورها».

يتذكر سلطان المطربين الكبار الذين كانوا  يقضون أياماً وليالي في مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري، تحضيراً للأغاني الوطنية، خلال الحرب أو أثناء تنفيذ المشروعات الكبيرة، مثل بناء السد العالي،  بمنتهى الاستمتاع ومن دون الشعور بالملل، وكان لهذه الأعمال الأثر الطيّب في نفوس المستمعين ودفعت مصر إلى الأمام.

أما الناقد الفني أحمد سعد الدين فيفرّق بين الغناء والاحتفال بالمشروعات القومية وبين توجيه الإعلام والفن، ويرى ألا مشكلة في أن يمهد الفن للمشروعات الوطنية والقومية، خصوصاً إذا كانت حقيقية وستعطي دفعاً إلى الأمام، فخدمة الوطن شرف لا يرفضه أحد طالما يأتي ذلك في صالح البلد وفي سبيل نهضته.

يضيف: «في فترات سابقة كان الغناء في سبيل الحاكم وليس في سبيل الوطن الذي يستحق منا التضحية بكل غال ونفيس، لذا يجب أن  تصنع هذه الأغاني بضمير وحب على غرار الأغاني القديمة التي نستمتع بها ونستحضرها في أي مواقف وطنية، وحتى لا تظهر هزيلة.