تسعى جامعة الكويت إلى أن تستشف عبق التاريخ عبر زيارات يقوم بها أستاذ قسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة الكويت، د. حمد القحطاني، وطلابه إلى الأماكن الأثرية المنتشرة حول العالم، التي يسعى بعض الجهلاء حالياً إلى هدمها سواء في العراق أو سورية، بحجة تحريمها في الدين الإسلامي، وهو ما اعتبره القحطاني «قولاً شاذاً»، مشيراً إلى ورود ذكرها في القرآن، مستشهداً بأن عمرو بن العاص لم يهدم شواهد الحضارة المصرية في زمنه، بل تركها كما هي.

Ad

«الجريدة» التقت د. القحطاني، الذي بيّن أن قسمه يوثق الرحلات العلمية التي يقوم بها الأساتذة والطلبة إلى المواقع الحضارية القديمة، وفي ما يلي نص اللقاء:

• قبل أن نبدأ الحديث عن الرحلات والطلبة، ما رأيك بمن ينادي بهدم الآثار التاريخية بحجة أنها واجب شرعي؟

- الآثار ذكرت في القرآن الكريم، لكي يتأملها الانسان ويتأمل الاقوام السابقة وما حدث لها، إذن هي موجودة، ومن يقرأ القرآن يجد ان فرعون ذكر فيه وموجود، والنبي شعيب ومغايره موجودة، ومدائن صالح ايضاً موجودة، فإذا كان المسلمون الذين فتحوا مصر بقيادة عمرو بن العاص لم يهدموا الحضارة المصرية وتركوها، فكيف نأتي الان ونفتي بهدم الآثار، نحن لا نعبد هذه الحجارة والشواهد التاريخية، لكن يجب علينا ان نحافظ على هذا الارث الحضاري. أعتقد أن الاصوات المنادية بهذا القول شاذة.

• كيف بدأت الرحلات الاستكشافية التي يقوم بها القسم؟

- الرحلات العلمية التي ينظمها قسم التاريخ جاءت بناء على مقترح الكلية وأعضاء القسم، وعلى رأسهم د. عبدالهادي العجمي، وبتشجيع من عمادة الكلية. وهي تطبيق عملي لما يدرسه الطالب في القاعات، التي في مجملها تهتم بالجانب النظري، لذلك اتت هذه المبادرة المشتركة من الاساتذة والكلية والطلبة وبدعم مادي محدود من الجامعة وتنسيق مع مكاتب السياحة في البلاد المراد زيارتها، لإعطاء فرصة للطالب كي يشاهد ويتعلم اكثر مما يدرسه في المواد النظرية.

• هل للطلبة دور في إعداد الكتب بعد كل رحلة؟

- كما هو معروف ان كل تخصص له استاذ مختص، مثل د. فهد الوهيبي في السعودية، ود. احمد الطوخي في اسبانيا، حيث يطلب من كل استاذ اعطاء القسم مادة علمية بحتة، ثم بعد ذلك نقوم بإعداد وتنظيم كلمة للعمادة، وكلمة لرئيس القسم، وترتيب الصور، وتقوم الجامعة في المرحلة الاخيرة بطباعة الكتاب، ويأتي دور الطلبة من خلال التقارير التي يقدمونها بعد كل رحلة او زيارة إلى معلم اثري، حيث يعتمد الاستاذ على بعض التقارير والدراسات التي اعدها الطلبة بشكل مميز، لذلك نحن نهتم بإعداد الكتب وتوثيقها، فالقسم وثق رحلتي شمال السعودية واليونان، والان نعمل على اعداد رحلتنا الاخيرة هذا العام التي كانت في اسبانيا، بالاضافة الى الكتاب الذي اعدته الكلية بمناسبة مرور400 عام على نشأة الكويت.

• ما الفائدة التي تعود على الطلبة من الرحلات العلمية؟

- الرحلات العلمية تعزز قدرات الطالب في استيعاب الحضارة والتاريخ الذي يدرسه، وليس الطالب الذي يستفيد وحده، بل إن الاساتذة يستفيدون أيضا، وعلى الصعيد الشخصي، استفدت كثيراً من زيارة مدائن صالح ومغاير النبي شعيب، واستطعنا ان نشاهد موقع الشويحية، الذي يقال عنه إن اول انسان ظهر فيه كان من قبل مليوني سنة.

• هل للمواقع الأثرية في الكويت نصيب من هذه الرحلات؟

- قسم التاريخ دائم الاهتمام بهذه الاثار، وكما هو معروف أن في الكويت مواقع اثرية مختلفة، لذلك يقوم كثير من الاساتذة بإعداد بحوث في هذا الجانب، وانا شخصيا بصدد عمل بحث عن آثار الكويت، والمعالم الحضارية فيها، واهم الاحداث التاريخية التي مرت عليها، وتناولت فيه جزيرة فيلكا لما فيها من اثر للإسكندر، وكاظمة والجهراء ووارة وفق زيارات ميدانية.

وعلى وجه العموم، فإن القسم يقوم بشكل دائم بزيارة المتحف العلمي وبيت ديكسون وغيرها من الاماكن التاريخية، بالاضافة إلى اننا نوجه الطلبة لكتابة بحوث عن هذه الاماكن.

• هل تشارك الطالبات في الرحلات الخارجية التي ينظمها القسم؟

- نعم الطالبات يشاركن في الرحلات، لأن هذه الرحلات للجميع، فنحن لا نميز ولا نفضل طالبا عن طالبا إلا بقدر اجتهاده، وللطالبات دور كبير في رحلة اسبانيا، حيث اشتركت ١٢ طالبة انضم معظمهن إلينا مع ولي الامر، ونحن نرحب بذلك والاساتذة حريصون على الطلبة، وبكل رحلة يكون هناك مشرف للطلبة ومشرفة على الطالبات. وقبل كل رحلة وفي مرحلة الاعداد نخاطب القائمين على سفارة الكويت في المكان المراد زيارته، وأرجو ان تتاح لي فرصة شكرهم لما قاموا به من تسهيلات وحسن استقبال و ضيافة.