أفادت التقارير الميدانية من مدينة كوباني السورية الكردية الحدودية مع تركيا أمس بأن تنظيم داعش، الذي يهاجم المدينة، تراجع أمس، بعد قصف عنيف من مقاتلي قوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق.وقال أحد القادة الميدانيين للبيشمركة، وهو برتبة عميد، لوكالة فرانس برس، إن قواته نفذت "قصفا مكثفا" على مواقع تنظيم داعش، مؤكدا وجود "تنسيق جيد مع وحدات حماية الشعب والجيش السوري الحر، ونحن الاطراف الثلاثة متواجدون في كوباني، ونعمل معا من خلال التنسيق المباشر"، مشددا على أن "معنوياتنا عالية جدا، ونحن على قناعة بأننا سنطرد مسلحي داعش من كوباني". فابيوس وحلبالى ذلك، أطلق وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس نداء طالب فيه الائتلاف الدولي ضد تنظيم داعش بـ"تركيز جهوده على حلب"، ثاني مدن سورية المهددة من قبل قوات نظام الرئيس بشار الأسد، ومن الجهاديين في آن واحد.وكتب فابيوس، في مقالة نشرتها صحف لوفيغارو الفرنسية وواشنطن بوست الأميركية والحياة العربية، "بعد كوباني يجب إنقاذ حلب"، مؤكدا أنها "اليوم تواجه خطر الوقوع بين فكي كماشة، براميل النظام المتفجرة وسفاحي داعش".وشدد على أن "بشار الأسد وداعش وجهان لبربرية واحدة تلتقيان في إرادة مشتركة تتمثل في القضاء على المعارضة المعتدلة"، محذرا من أن "التخلي عن حلب هو الحكم على 300 ألف سوري بخيار رهيب: حصار دموي تحت قنابل النظام أو بربرية إرهابيي داعش".وأوضح أن "فرنسا لا تستطيع أن تقبل تجزئة سورية، ولا ترك 300 ألف من أبناء حلب لمصير رهيب، لهذا وجب علينا مع شركائنا في الائتلاف الدولي تركيز جهودنا على حلب بغية تحقيق هدفين واضحين: تعزيز مساندتنا المعارضة السورية المعتدلة، وحماية السكان المدنيين من الجرائم التي يرتكبها التوأمان: النظام وداعش".وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجه انتقادات حادة الجمعة في باريس الى الائتلاف، آخذا عليه التركيز على كوباني، ووافقه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على أن هذه المدينة لا تختصر كل المهمة، مؤكداً أن "حلب هي المدينة الرئيسية في المعركة".«النصرة» وإمدادات المعتدلينوعلى المقلب الآخر، احتشد مقاتلو "جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم القاعدة في بلدة سرمدا بمحافظة إدلب شمالي سورية، استعدادا للاستيلاء على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، والذي تديره الجبهة الإسلامية، ويعد طريق إمداد هاما للمقاتلين المدعومين من الغرب.وحذرت المعارضة السورية من أنه في حال السيطرة عليه ستغلق "النصرة" خط إمداد مهما لها، وكذلك منظمات المساعدات التي تستخدم المعبر لجلب مواد غذائية وإمدادات طبية.وكانت "النصرة" طردت قبل أيام "جبهة ثوار سورية"، بقيادة جمال معروف، و"حركة حزم" المعتدلة، المدعومتين من الغرب، من ريف إدلب. وانضم بعض مقاتلي الحركتين الى الجبهة التي سيطرت على ما يبدو على كميات من الأسلحة الأميركية.إطلاق وتعذيبإلى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس عن إفراج "داعش" عن 93 مدنيا كرديا من بين أكثر من 160 قام بخطفهم في فبراير الماضي عند منطقة عالية على طريق تل أبيض، عندما كانوا متوجهين إلى كردستان العراق، متهما إياهم بأنهم "كرد وموالون لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي"، الذي يقاتله منذ أكثر من شهر ونصف في كوباني.في السياق، أكدت منظمة هيومن رايتس أمس أن متشددي "داعش" أجبروا أطفالا سوريين تصل أعمارهم إلى 14 عاماً على مشاهدة مقاطع فيديو لقطع الرؤوس، وضربوهم بكابلات كهرباء خلال احتجازهم على مدى ستة أشهر.وخطف المتشددون مجموعة من الأطفال في 29 مايو خلال عودتهم إلى كوباني بعد أن خضعوا لاختبارات دراسية في حلب. وأفرجوا عن آخر 25 رهينة في 29 أكتوبر.وقالت المنظمة، نقلا عن شهادات من مقابلات مع أربعة صبية كانوا ضمن المخطوفين، إن الانتهاكات التي ارتكبت بحق اكثر من 150 طفلا، احتجز بعضهم مدة تصل إلى ستة أشهر، ترقى إلى جرائم حرب.(دمشق، باريس - أ ف ب، رويترز، د ب أ)
آخر الأخبار
«البيشمركة» تدفع «داعش» للتراجع في كوباني وباريس تضغط لضم حلب إلى عمليات «الائتلاف»
05-11-2014