تعرض {غاليري أيام} في بيروت مجموعة لوحات للفنان السوري خالد تكريتي بعنوان {لول} (11 سبتمبر- 24 أكتوبر)، تسلط الضوء على تطور مفهوم تكريتي الفني في الآونة الأخيرة. ويترافق المعرض مع إطلاق كتاب حول الفنان، يضم أعماله (2001 – 2014)، ومقالات كتبها الروائي والناقد والمحرر باسكال آميل، والقيّمة الفنية لدى {غاليري أيام} ميمنة فرحات.

Ad

يوسع الفنان التشكيلي خالد تكريتي أبحاثه مركزاً حالياً على المفاهيم الاجتماعية الثقافية التي عرضها في لوحته {الحرية المطلقة} (2013)، ويستخدم في أعماله الأخيرة جماليات تعود بأفكارها إلى ما بعد الحداثة عبر حساسية مفرطة وصورية مشبعة.

ترتكز الرموز والصور لدى تكريتي على وسائط عدة، فهو يفكك خصائص اللوحة التقليدية، مبتكراً شكلاً كولاجياً يميز الخطوط العريضة لتراكيبه. هكذا تندمج الشخصيات والكائنات المطروحة، بشكل أو بآخر مع المساحات الملموسة والمرسومة، موحية بدقته التصويرية وتداعيه الوهمي، المرتبط نوعاً ما بأعماله السابقة، لكن مع مزيد من الاختزال.

فوضى المسافات

 يلمّح تكريتي إلى حيلة الإعلان القائم والوسائط الاجتماعية الدارجة والثقافة الشعبية، ويبيّن من خلال هذه التشكيلة، الخط الفاصل بين الفن والفوضى الإعلامية ومعطيات الحياة المعاصرة باعتبارها لوحة واحدة اكتست عبثية مليئة بالاضطراب.

في لوحة «ميس إن بليس» (2014) تظهر فتاة تحمل مجلة في صالون تجميل. إلا أنها مهمشة المظهر، خاوية الانطباع، ومحتجبة الشكل. يشير عنوان اللوحة إلى الآلية السائدة في الموضة الرائجة، المغيبة تماماً في اللوحة لصالح تلك الشخصية الوحيدة، بملابسها الواضحة الملامح التي تعطي انطباعاً بوجود شخص حقيقي.

 وفي  لوحة «220 فولت» (2014)، تظهر شخصية فتاة يبدو أنها فوجئت من هول كومة الكترونيات عتيقة،  فأصبح رأسها جزءاً من الصورة ككل، فهو مكبر صوت وحيد.

يسيطر على المعرض طابع ساخر، ويبرز ذلك بوضوح في لوحات عدة من بينها البورتريه الشخصي «آلايس» ( 2014)، ويظهر فيها فنان يجلس باسترخاء على كرسي من طراز قديم.

تظهر جمالية الصورة عند تكريتي من خلال طرح تكوينات بالأبيض والأسود كالمطبوعات الصحافية، مثلاً، كنوع من طرح تقارب شعوري مع المسافات الموقتة المتصلة في ما بينها في أعمال مختلفة، والتأكيد على مقولة بريندان برينديفيل بأن «الواقع مجرد ورقة رقيقة» استناداً إلى الواقعية السائدة في عصر ما بعد الحداثة.

كذلك تظهر أعمال المعرض تحولاً ملحوظاً في اهتمام تكريتي برسم بورتريهات شخصية لعائلته وأصدقائه، ليبتكر اهتماماً مرتبطاً بالحالات النفسية العميقة اليومية.

نبذة

فنان سوري بارز، ولد في بيروت عام 1964. يتميز بنهجه المبتكر في رسم اللوحة، الذي يدمج بين الشخصي واستكشافات «المثال الاجتماعي» المعاصر.

تأثر الفنانون اللاحقون لجيله من العالم العربي بطريقته الجمالية الحركية. تخرج في بداياته في كلية الهندسة المعمارية في دمشق، وشغل منصباً في المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية (1995-1992)، قبل انتقاله إلى نيويورك حيث عاش لمدة عامين. بعد عودته إلى دمشق وبقائه فيها بدأت سمعته الفنية تظهر، وتدريجاً، قدم نمطاً فنياً كان فيه سباقاً في بلاده.

يقيم تكريتي في باريس منذ عام 2004، أقام معارض فردية وشارك في معارض جماعية في أنحاء العالم، من بينها: بينالي الاسكندرية وبينالي هونغ كونغ آرت.

أعماله موجودة في المتحف الوطني السوري، ولغاليري الوطني الأردني للفنون الجميلة، المتحف العربي للفن الحديث، إضافة إلى المقتنيات الخاصة والعامة.

أبرز معارضه الفردية الأخيرة كان في غاليري أيام في لندن (2013)، وغاليري أيام في دبي (2013). وله مشاركات جماعية في: متحف غاونغجو للفنون في كوريا الجنوبية (2014)، متحف الفنون الإسلامية في باريس (2014)، المتحف الإسلامي للفن الحديث في الدوحة (2011)، وفيلا ايميرج في باريس (2011).