أكد الرئيس التركي أن علاقات بلاده مع الكويت تستند قبل كل شيء إلى ماضٍ مشترك، مضيفاً: «نشترك مع الكويتيين في القيم الدينية والثقافية التي تعزز الروابط القائمة بين شعبينا الشقيقين».

Ad

قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انه «لا فرق بين امن واستقرار الكويت وامن واستقرار تركيا»، مؤكدا اتفاق الجانبين على ضرورة احلال الامن والاستقرار والرفاهية في المنطقة.

واكد اردوغان، في مقابلة مع «كونا»، قبيل زيارته المقررة اليوم الاثنين الى الكويت ان بلاده تولي اهمية كبيرة للتشاور مع الكويت في القضايا الاقليمية.

واستباقا لمباحثاته مع سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد اعتبر اردوغان زيارته فرصة سانحة لتبادل الآراء حول الازمات الاقليمية، وعلى رأسها اليمن وفلسطين وسورية.

وعن الازمة في اليمن، قال ان تأسيس الاستقرار في اليمن امر مهم، مؤكدا دعم بلاده لقوات تحالف عملية «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية والتي تضم الكويت ايضا.

ورأى انه بعد اكتمال هذه المرحلة، وهي الاولى التي غلب عليها طابع العملية العسكرية فإن نجاح المرحلة الثانية التي ستقوم على اساس الحل السياسي امر في غاية الاهمية، داعيا الى اطلاق حوار سياسي شامل وتأسيس مناخ للاستقرار والسلام بمشاركة الجميع في اليمن. وشدد على اهمية وقف الاعمال العدوانية التي تقوم بها الميليشيات الحوثية وارجاع الاسلحة الثقيلة والمشاركة في العملية السياسية كطرف سياسي، مستدركا بالقول «وهذا ما تتطلع اليه تركيا والمجتمع الدولي برمته».

العلاقات التركية - الكويتية

وأوضح ان العلاقات التركية - الكويتية تستند قبل كل شيء الى ماض مشترك، مضيفا: «نشترك مع الكويتيين في القيم الدينية والثقافية التي تعزز الروابط القائمة بين شعبينا الشقيقين».

واشار الى تضامن تركيا الكامل مع الكويت اثناء تعرضها للاحتلال، واستمرار روح التضامن معها، معربا عن تقديره الكبير لدور الاعتدال والمصالحة الذي يؤديه سمو امير البلاد في منطقة الخليج «بقيادته الحكيمة وبصره الثاقب».

العلاقات التجارية

وعن العلاقات التجارية بين البلدين اشار الرئيس التركي الى ان حجم التبادل التجاري بلغ 569 مليون دولار العام الماضي، مؤكدا سعي بلاده الى زيادته الى مليار دولار عام 2016.

وبين ان بلاده شكلت الجانب التركي الذي سينضوي تحت مجلس الاعمال التركي الكويتي، معربا عن امله في تشكيل الجانب الكويتي قريبا لإتمام الخطوات التي ستسهم في رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين الى المستوى المطلوب.

واشار الى انه سيبحث امكانية عمل شركات المقاولات التركية في انجاز مشاريع البنى التحتية في الكويت وكذلك فرص جذب رؤوس الاموال الكويتية الى الاقتصاد التركي.

ولفت الرئيس التركي الى ان عدد الكويتيين الذين زاروا تركيا في العام الماضي وصل الى 130 الف مواطن، وقال انهم اقبلوا على تملك العقار في تركيا بأعداد كبيرة.

العلاقة مع «الخليجي»

وعن العلاقات التي تربط بلاده بدول مجلس التعاون الخليجي، قال اردوغان ان «مشاعر الاخوة التي تربط بين شعوبنا تؤدي الى التضامن بيننا بشكل طبيعي»، مشددا على ان امن واستقرار هذه البلدان جزء لا يتجزأ من امن واستقرار تركيا.

واكد عدم وجود مشكلات تتخلل العلاقات بين تركيا ودول الخليج، مضيفا: «لدينا وجهات نظر متشابهة في معظم القضايا الاقليمية واختلافات في بعض وجهات النظر وان الاختلاف في بعض المسائل يجب الا يؤثر في العلاقات الثنائية».

الأزمة السورية

وعن الوضع الانساني للاجئين السوريين، قال الرئيس التركي ان بلاده تستضيف 1.7 مليون لاجئ سوري حتى ابريل 2015 منهم 260 الفا يقيمون في 25 مركزا للايواء، موزعة على 10 مدن تركية في حين يتوزع البقية على مختلف المدن الأخرى.

واعلن اردوغان ان تركيا انفقت اكثر من 5.5 مليارات دولار على السوريين القادمين اليها، مشيرا الى ان عدد العراقيين الذين لجأوا الى تركيا بسبب الوضع المتوتر في العراق بلغ 300 الف لاجئ.

وانتقد الرئيس التركي موقف المجتمع الدولي الذي قال انه «ظل متفرجا على الوضع المأساوي في سورية» وقتل الابرياء دون رحمة.

وناشد دول العالم «التصدي لظلم رئيس النظام السوري بشار الاسد والطائفية والمنظمات الارهابية التي تتغذى بالفوضى هناك مثل تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) اذ ادى كل ذلك الى سقوط الابرياء وتشريد ملايين الناس».

وحول زيارته الاخيرة لطهران، نفى اردوغان توقيع اي اتفاق بشأن الطاقة، معربا عن استعداد بلاده لتطوير التعاون مع ايران في هذا المجال، حسب ما ورد في الاعلان المشترك بين البلدين.