بعبارات واضحة وصريحة، يؤكد وزير الدفاع السابق ومدير وكالة الاستخبارات المركزية ليون بانيتا بدقة ما يقوله النقاد المحافظون، المشرعون، المسؤولون السابقون، الخبراء التكتيكيون، والمسؤولون العسكريون عن العراق: نُصح الرئيس أوباما بإبقاء قوة في العراق بعد الانسحاب وحُذر من العواقب في حال لم يقم بذلك. لكنه فضّل الالتزام بتعهده خلال حملته وسحب القوات كافة. نتيجة لذلك، سمح البيت الأبيض للمفاوضات بشأن اتفاق وضع القوات بأن تخفق، وتفاخر بأنه سحب كل الجنود. لكن العراق انهار اليوم. استقرار هشفي مقتطفات من كتابه الجديد نُشرت في مجلة Time، يكتب: {عندما أعلن الرئيس أوباما نهاية مهمتنا القتالية في أغسطس 2010، أقر بأن علينا إبقاء الجنود لبعض الوقت. ولكن مع اقتراب المهلة النهائية، اتضح لي ولكثيرين آخرين أن سحب كل قواتنا سيهدد الاستقرار الهش الذي كان مضعضعاً أساساً في العراق}. فحاول بانيتا ونائب وزير الدفاع ميشيل فلورنوي من بين كثيرين إقناع البيت الأبيض أن هذا ضروري، إلا أن البيت الأبيض رفض اتخاذ خطوات واضحة لإبقاء الجنود:قدمت فلورنوي الحجج المؤيدة لرأينا هذا. واعتبر مَن يقفون إلى جانبنا أن البيت الأبيض تواق للتخلص من العراق، حتى إنه مستعد للانسحاب بدل التوصل إلى اتفاقات قد تصون نفوذنا ومصالحنا.كنا نتناقش مع المالكي، فيما كنا نتناقش أيضاً في ما بيننا. وكان الوقت قد بدأ ينفد. انتهت المهل في شهر سبتمبر، علماً أن نائب وزير الدفاع آش كارتر استمرّ في الدفاع عن رأينا، مطيلاً المهلة النهائية لكي يتخذ العراقيون الخطوات المناسبة، على أمل أن نتمكن من تحقيق اتفاق في اللحظة الأخيرة، وأن يدركوا أنهم، عندما ترحل قواتنا، لن يستطيعوا الالتفاف والعودة إلى الوراء. وما أثار استيائي حقاً أن البيت الأبيض نسق المفاوضات، إلا أنه لم يعقدها مطلقاً. فقد بدا المسؤولون هناك مكتفين بالتصديق على اتفاق، في حال نجحت وزارة الدفاع في التوصل إليه. ولكن من دون دعم الرئيس القوي، سُمح للمالكي بتحقيق مآربه. نتيجة لذلك، لم تبصر الصفقة النور. وما زلت أعتقد حتى اليوم أن القوة الأميركية الصغيرة، التي كانت ستبقى في العراق، ستستطيع تقديم النصائح بفاعلية للجيش العراقي بشأن كيفية التعاطي مع تمرد تنظيم القاعدة والعنف الطائفي الذي يلف البلد. (وبما أن أوباما يحتاج اليوم إلى إعادة إدخال الجنود إلى العراق، قبِل بالتأكيد بالتمثيل الشخصي ذاته من المالكي الذي كان قد قُدم له عام 2011).تضليل وخداعباختصار، يتعمد أوباما تضليل الأميركيين والعالم عندما يُنكر اختيار سحب كل القوات. فلو قال الحقيقة لاضطر إلى تحمل اللوم لتجاهله مستشاريه، مبدّياً وعده خلال الحملة على الأمن القومي، ومرسلاً العراق والمنطقة على درب كان سيقود لا محالة إلى الكارثة الراهنة.تلجأ هيلاري كلينتون، أيضاً، إلى الخداع السافر عندما تدعي أن النتيجة كانت محددة سلفاً بسبب إدارة بوش والعراقيين. يجب أن يسألها أحد عما إذا كانت قد أعلمت أوباما بتأييدها اقتراح بانيتا حول التوصل إلى صفقة بشأن بقاء قوة صغيرة في البلد ({كان باستطاعتنا، مثلاً، التهديد بسحب مساعدات إعادة البناء إلى العراق، إن لم يدعم المالكي بقاء نوع من الوجود العسكري الأميركي})}.إذاً، فضح بانيتا خداع الرئيس الأميركي وهيلاري كلينتون. كان يجب أن يُرغما على الرد على ادعاءات بانيتا. صحيح أننا لا نستطيع القيام بأي أمر حيال إلقاء أوباما اللوم دوماً على الآخرين، إلا أن كلينتون ستقدم نفسها قريباً كخلف محتمل له. وكما أشرنا، يجب أن يحمّل بانيتا كلينتون هذه المسؤولية وأن يترشح نيابة عنها. فهو يستطيع التفاخر بأن رأيه كان مصيباً، وأنه قال الحقيقة، بخلاف أوباما أو حتى كلينتون.
توابل - ثقافات
كتاب ليون بانيتا يفضح الأكاذيب بشأن العراق
14-10-2014