أكد المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي ان استضافة الكويت للمؤتمر الثاني للمانحين في الـ15 من الشهر الجاري تنطلق من شعورها بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب السوري الشقيق، وهو الامر الذي انطلقت منه استضافتها للمؤتمر الاول في يناير العام الماضي.

وأعرب السفير العتيبي في مقابلة مع "كونا" أمس عن أمله في نجاح المؤتمر لدعم الوضع الانساني في سورية وحشد الأموال اللازمة للمساعدة على تخفيف معاناة الشعب السوري الشقيق في الداخل والخارج متمنيا أيضا نجاح مؤتمر (جنيف 2) في التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية.

Ad

المسؤولية الأخلاقية

وقال إن قبول سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد استضافة المؤتمر ينطلق من شعور الكويت "بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية" التي تحتم عليها الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق في هذه الظروف العصيبة والسعي إلى حشد الدعم الدولي الذي تحتاجه الأمم المتحدة ووكالاتها لتمويل أنشطتها الإنسانية في سورية والدول المجاورة لها.

وأضاف أن اختيار الكويت في حد ذاته اعتراف بسياسة الكويت المتوازنة تجاه الأزمات التي تعصف ببعض دول المنطقة وتقدير دورها في السعي إلى حلها كما أنه يعكس العلاقة المتميزة التي تربط الكويت بالأمم المتحدة وتعاونها مع منظماتها ووكالاتها المتخصصة خاصة في المجالين التنموي والإنساني.

وذكر أن الكويت سبق وتبرعت بـ300 مليون دولار في المؤتمر الأول للمانحين الذي عقد أيضا في الكويت في يناير الماضي حيث تبرعت بـ275 مليون دولار لوكالات الأمم المتحدة وأجهزتها ومنظماتها المتخصصة وبـ25 مليون دولار إلى لجنة الصليب الأحمر الدولية.

وأعرب عن أسفه لأن الأسباب التي دفعت الأمم المتحدة إلى عقد المؤتمر الأول في يناير 2013 لا تزال قائمة بل أن الظروف الحالية وأوضاع النازحين السوريين داخل سورية واللاجئين خارجها أسوأ بكثير مما كانت عليه في يناير من العام الماضي إذ ارتفع عدد اللاجئين من 600 ألف إلى 2.2 مليون لاجئ وبلغ عدد النازحين 6 ملايين شخص.

المجتمع الدولي

واضاف: كما ان أعمال العنف والاقتتال بين المعارضة وقوات النظام السوري تواصلت بل أن بعض أطراف المعارضة أصبحت تتقاتل فيما بينها وتدهورت الأوضاع المعيشية في سورية وأصبح ملحا أكثر من أي وقت مضى أن يتخذ المجتمع الدولي الخطوات اللازمة لحشد وتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين.

وقال السفير العتيبي ردا على سؤال إن المؤتمر الأول كان ناجحا بكل المقاييس فقد فاقت التبرعات المعلنة المبلغ المستهدف وتجاوزت المساعدات التي وصلت بالفعل إلى الشعب السوري سواء بشكل ثنائي أو عن طريق المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة نسبة الـ70 في المئة من تلك التبرعات المعلنة.

واعتبر ان تلك النسبة ناجحة "لأنه نادرا ما تتلقى الأمم المتحدة جميع التبرعات المعلنة لأسباب تعود إلى طول وتعقد الإجراءات الإدارية في تسديد التبرعات التي تتعهد بها البلدان".

وأشار الى أن الاحتياجات التي حددت لهذه السنة وفقا لخطة الاستجابة التي أعدتها الأمم المتحدة عالية جدا وتبلغ 6.5 مليارات دولار وهي أول مرة تعلن فيها الأمم المتحدة عن خطة بهذه الضخامة، مضيفا "لكن المبلغ الذي يسعى المؤتمر الثاني للمانحين إلى تحقيقه هو على الأرجح نصف ذلك المبلغ".

المنطقة العربية

وأعرب عن أمله في أن تساهم الدول من داخل المنطقة العربية ومن خارجها بسخاء خصوصا بالنظر إلى ضخامة الأزمة وحجم المعاناة والاحتياجات الإنسانية في سورية وفي الدول المجاورة.

وقال إن الشعب السوري يعول ولا شك على إخوانه العرب أكثر من تعويله على البلدان الأخرى.

وذكر السفير الكويتي أن الكويت كانت تأمل أن تحل المشكلة في سورية وأن تتوقف فيها أعمال العنف وألا تكون هناك حاجة لمؤتمر ثان للمانحين لكن المأساة ما تزال مع الأسف مستمرة ما يملي على الكويت كدولة في المنطقة وقريبة من المأساة التي يعانيها الأشقاء في سورية أن تستمر في أداء الدور الذي أخذته على عاتقها بتقديم كل المساعدة الممكنة إلى الشعب السوري.

وأعرب عن أمله في أن يكون مؤتمر (جنيف 2) بداية لعملية تضع إطارا لحل سياسي للأزمة السورية بناء على ما تم الاتفاق عليه في (جنيف 1) لأن المسألة السورية "يجب أن تحل بطرق دبلوماسية وسياسية"، مشددا على أن هذا هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة التي "نتمنى أن تنتهي في أسرع وقت ممكن".

ووصف السفير العتيبي (جنيف 2) بأنه "الأمل في التوصل إلى حل سياسي وليس هناك أي خيار آخر غيره".

قوى المعارضة

وأوضح أن الكويت تؤيد المؤتمر معترفا بوجود الكثير من الصعوبات من أبرزها عدم وجود اتفاق بين قوى المعارضة على من يمثلها في المؤتمر، مؤكدا أن هناك رغبة قوية من المجتمع الدولي والأمين العام بان كي مون والممثل المشترك الاخضر الإبراهيمي في أن يعقد المؤتمر وأن تبدأ العملية السياسية.

وأضاف أن هناك قناعة بأن البيان المعتمد في (جنيف 1) هو أساس المفاوضات التي ستعقد في (جنيف 2)، معربا عن الأمل في أن يتم الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تفضي إلى اتفاق بين الأطراف السورية.

وعن زيارة الأمين العام بان كي مون للكويت ليرأس المؤتمر الثاني للمانحين يوم الاربعاء المقبل قال السفير العتيبي إن هذه هي زيارته الخامسة للكويت خلال السنوات القليلة الماضية وإن لقاءاته سيتم الترتيب لها.

واشار الى ان بان سيجري خلال زيارته مباحثات حول سبل تعزيز العلاقة الخاصة التي تربط الكويت بالأمم المتحدة "ونحن راضون جدا" على مستوى تلك العلاقات ونعتقد أن الكويت خطت خلال السنوات القليلة الماضية خطوات كبيرة في مساندة الأمم المتحدة وارتقت في تلك العلاقات إلى مستويات عالية جدا من التنسيق والتعاون المباشر معها في دعم أنشطتها وزيادة المساهمة الطوعية في المساعدات الإنسانية وفي استضافة عدد من مكاتبها الأممية وبعثاتها السياسية.

وأوضح أن وجود الكويت في مقدمة الدول النامية التي تدعم أنشطة الامم المتحدة في مختلف المجالات يعكس حرص المسؤولين في الكويت وتقديرهم لدور الأمم المتحدة كمنظمة دولية متعددة الأطراف مسؤولة عن صيانة السلم والأمن الدوليين.

ونوه السفير العتيبي اخيرا بدور الأمم المتحدة في تحرير الكويت ومعالجة وإغلاق ملفات كثيرة كانت تشوب العلاقات مع العراق وبالمساعدة التي قدمتها المنظمة إسهاما في تخطي الكثير من تلك المسائل.