أبقى مستشفى جون بيتر في الولايات المتحدة حاملاً فقدت نشاط دماغها على أجهزة دعم الحياة بخلاف رغبة عائلتها، على أمل أن تتمكن من إنجاب طفل سليم. يذكر المستشفى أنه مرغم على ذلك بموجب القانون في تكساس، الذي ينص في جزء منه: «لا يحق للشخص سحب أو وقف أجهزة دعم الحياة بموجب هذا الفصل في حالة امرأة حامل».

يعتبر إريك مونوز، والدا مارليز مونوز، وعدد من الخبراء الطبيين والقانونيين أن هذا القانون لا يُطبَّق في حالة مارليز لأنها ليست {مريضة} بل ميتة. فكما أوضحت القضية المؤسفة للفتاة جاهي ماكماث (13 سنة)، يُعتبر موت الدماغ، الذي يُعرّف بأنه {توقف نهائي لكل وظائف الدماغ، بما فيه جذع الدماغ}، موتًا قانونيًّا.

Ad

تقدّم إريك مونوز بدعوى قضائية لإرغام المستشفى على فصل الآلات التي تبقي جسم مارليز حيًّا. ولكن إذا تمكن جسمها من الاستمرار حتى يحين موعد الولادة، فما هي فرص نجاة الجنين؟ من المستحيل الإجابة عن هذا السؤال. ولكن ثمة دراسة تقدّم بعض المعلومات عن ذلك.

فتش باحثون من جامعة هايدلبرغ في ألمانيا في الكتب الطبية عن حالات نساء حوامل أبقين على جهاز دعم الحياة بعدما أعلن الأطباء موت دماغهن. فتمكنوا من العثور على 19 حالة مماثلة بين عامَي 1882 و2010.

وُلد اثنا عشر من هؤلاء الأجنة بواسطة جراحة قيصرية وعاشوا فترة من الزمن بعد الولادة. مات أحد الأطفال الاثني عشر، الذي ولد قبل أوانه في الأسبوع الخامس والعشرين من الحمل، بسبب عدوى بعد 30 يومًا من ولادته. وكان ستة منهم ينمون بشكل طبيعي عند كتابة التقارير عنهم (في سن تتراوح بين 3 و24 شهرًا) مع أن بعضًا منهم عانى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة. أما حالة الأطفال الخمسة الباقين، فلم تتوافر أي معلومات عنها.

مات خمسة أجنة آخرين في الرحم، وأُجهض السادس قسرًا خلال الأسبوع التاسع عشر من الحمل.

أما الجنين الأخير فوُلد بواسطة جراحة قيصرية في الأسبوع الثاني والثلاثين من الحمل. ولكن لا تتوافر معلومات عما إذا نجا.

من بين هذه الحالات التسع عشرة، كان أحدهم في أسبوعه الرابع عشر عندما أعلنت وفاة والدته دماغيًّا، أي في السن ذاتها كما جنين مونوز. شملت هذه الحالة التي حصلت عام 1994 امرأة قُتلت في حادث سير في ألمانيا. لم يتضح كم ظلت المرأة موصولة بأجهزة دعم الحياة، إلا أن جنينها مات في الرحم.

ثمة حالتان أخريان كان الجنين فيهما في أسبوعه الثالث عشر. حدثت إحداهما في أيرلندا (2004)، وقد مات الجنين بعد ثمانية أيام من وفاة والدته بسبب جلطة في الدماغ. أما الجنين الآخر، الذي توفيت والدته في حادث سيارة في ألمانيا عام 1993، فاستمر طوال 38 يومًا قبل أن يموت نتيجة إجهاض قسري.

في حالتين أخريين كان الجنين في أسبوعه الخامس عشر عندما ماتت الأم. مات أحد الجنينين في الرحم بعد 49 يومًا، بعدما عانت والدته نزفًا قويًّا في الدماغ في إيطاليا عام 1992. أما الجنين الآخر، فظل في الرحم طوال 107 أيام (أكثر من 15 أسبوعًا)، بعدما تعرضت والدته لإصابة قوية في الدماغ في الولايات المتحدة عام 1989. وُلد هذا الطفل الذكر بواسطة جراحة قيصرية في أسبوعه الثاني والثلاثين. كان وزنه كيلوغرامًا ونصف الكيلوغرام تقريبًا. وسجل على {حرز أبغار} 6 و9 ( تشير أي علامات أدنى من 7 إلى أن المولود الجديد يحتاج إلى رعاية طبية، وفق المعاهد الوطنية للصحة). وكان ينمو طبيعيًّا بعد أحد عشر شهرًا من ولادته.

ينمو الجنين في حالة مونوز في رحم أمه الميتة دماغيًّا منذ 49 يومًا. وتشمل ست حالات مما تناولته الدراسة جنينًا بقي في رحم امرأة ماتت دماغيًّا لفترة أطول من ذلك. وفي خمس من هذه الحالات، وُلد الأطفال بواسطة جراحة قيصرية، مع أن أحدهم مات بعد ثلاثين يومًا. لكن الأربعة الآخرين نجوا. ولا تتوافر أي معلومات عن السادس.

تشمل هذه الحالات كافة جنينًا كان أكبر من جنين مونوز عند تعرض أمه للإصابة. يذكر معدو الدراسة: {ينشأ سؤال مهم: في أي مرحلة من الحمل يكون من الضروري متابعة دعم الحمل؟ يبدو في الوقت الراهن أن ما من حدود دنيا للتوقف عن دعم والدة ميتة دماغيًّا وجنينها}.

لكن الباحثين حذروا من أن معلوماتهم ناقصة ولا يمكن الاعتماد عليها لتحديد احتمال نجاة الجنين بعد موت أمه دماغيًّا. وأضافوا: {لا يمكن تحديد نسبة الحالات الناجحة لأن ما من تقارير تصف إخفاق دعم الأم المركّز من كل المراكز الطبية}. نُشرت هذه الدراسة عام 2001  في مجلة BMC Medicine.