حاول زكي المهندس، عميد كلية دار العلوم، وعضو المجمع اللغوي إبعاد ابنه فؤاد عن العمل في الفن، حينما ظهر عشقه لهذا المجال، لكن سعيه باء بالفشل، وشارك فؤاد في أول أعماله المسرحية بدور صغير، وما إن شاهده والده وتأكد من إجادته التمثيل حتى بارك له بهذه الخطوة، وسمح له بمتابعة العمل فيها.

Ad

كانت مشاركة المهندس في مسرحية {على كف عفريت} بمثابة الشرارة الأولى لعمله في الفن، إذ شاهده الفنان نجيب الريحاني، وأثنى على أدائه، وضمه إلى فرقته المسرحية، التي كانت بمثابة مدرسة له، تعلم فيها أبرز قواعد الكوميديا، وتشكلت فيها شخصيته الفنية. لكن لم يستمر تعاون المهندس مع الريحاني طويلاً بسبب وفاة الأخير، فشكَّل فرقة {ساعة لقلبك} في الخمسينيات، وانطلق منها في عالم التمثيل مع مجموعة من نجوم الكوميديا أمثال خيرية أحمد.

ورغم موهبة المهندس العظيمة فإنه لم يكن من السهل عليه أن يصعد سلم النجومية في ظل وجود نجوم كبار لهم جماهيريتهم أيضاً، أمثال إسماعيل ياسين وعبد السلام النابلسي وعبد الفتاح القصري وحسن فايق، لذا كان عليه أن يبذل مجهوداً ليستطيع إثبات قدراته التمثيلية الكبيرة للمخرجين، كي يسندوا إليه أدواراً وسط المنافسة الشديدة، ساعده في ذلك صديقه عبد المنعم مدبولي، الذي عرَّفه إلى كيفية استخدام إمكاناته الفنية.

تعلّق المهندس كثيراً بالمسرح كأحد أبرز الفنون الجماهيرية آنذاك، وقدم على خشبته مجموعة أعمال مسرحية لاقت استحسان المتفرجين، وانطلق منها إلى الإذاعة والسينما، فقدم في الأولى عدداً من المسلسلات والبرامج الإذاعية أشهرها {كلمتين وبس}، وفي السينما مجموعة أفلام كبيرة غلب على معظمها الطابع الكوميدي، وهي النوعية التي تميز بتقديمها، نظراً إلى تمتعه بخفة ظل وقبول من المشاهدين، ومن أعماله السينمائية {شنبو في المصيدة}، {أرض النفاق}.

كان أداؤه اللافت سبب تميزه في تقديم الأدوار الثانية. حتى في الأعمال التراجيدية كان المهندس سر ابتسامة المشاهدين، ومن هذه الأفلام {الشموع السوداء}. كوّن ثنائياً ناجحاً مع شويكار التي عرض عليها الزواج أثناء تقديمهما إحدى العروض المسرحية، وشاركته أفلاماً مثل {سفاح النساء} و{اعترافات زوج} و{العتبة جزاز} و{مطاردة غرامية} و{عودة أخطر رجل في العالم}، كذلك مسرحيات مثل {سيدتي الجميلة}. حتى بعد انفصالهما استمر هذا الثنائي، لا سيما أن الجمهور كان قد اعتاد مشاهدتهما سوياً.

كان لأستاذ الكوميديا، كما لقبه النقاد والجمهور، الفضل في مساعدة النجوم الشباب قديماً أمثال عادل إمام الذي قدمه للجمهور في مسرحية {أنا وهو وهي}، وحينما بدأ نجم المهندس في الخفوت، كان إمام قد بدأ ينال حقه من النجومية حتى شاركه بدور ثانٍ في {خمسة باب}، و{خلي بالك من جيرانك}، و{زوج تحت الطلب}.

عاش المهندس حالة من الاكتئاب الشديدة بعد حريق منزله، لا سيما في ظل معاناته من أمراض الشيخوخة، إلى جانب وفاة عبد المنعم المدبولي، إلى أن توفي في 16 سبتمبر 2006، تاركاً خلفه مدرسة كوميدية متميزة يتعلم منها شباب الجيل المقبل من ممثلي الكوميديا.