• مواجهات واشتباكات على مدخل العاصمة • الحكومة تهاجم المؤتمر وتقر قانوناً لمكافحة الإرهاب

Ad

رغم الدعوات الدولية المتواترة إلى الحوار بين مختلف القوى السياسية، بلغ التوتر في ليبيا أشده أمس مع استهداف بنغازي بقصف صاروخي استهدف قوات النخبة، واندلاع مواجهات عنيفة في طرابلس بين ميليشيا درع ليبيا والقوات الحكومية.

بينما أعلن الناطق باسم قوات "الجيش الوطني الليبي" محمد حجازي أمس، أن عملية "كرامة ليبيا" التي أطلقها اللواء محمد حفتر متواصلة، وانه ليس لديها جدول زمني للانتهاء من العمليات، تعرض معسكر تابع لقوات النخبة المنضمة حديثاً إلى حملة حفتر في مدينة بنغازي إلى قصف صاروخي.

وذكر مصدر عسكري في بنغازي لـ"وكالة أنباء التضامن" أن ثلاثة صواريخ غراد على الأقل سقطت في المعسكر مساء أمس الأول، مبيناً أنها "لم تسفر عن سقوط ضحايا، نظراً لسقوط الصواريخ في ساحته".

كما أصيب عشرون مدنياً بجروح ليل الخميس- الجمعة بقذيفة أخرى سقطت على أحد المنازل في بنغازي.

مواجهات وتظاهرات

ومع تصاعد التوتر، خرجت تظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة مؤيدة لحملة اللواء حفتر، وطالب المتظاهرون الذين تقدمتهم النساء، بخروج المسلحين من العاصمة وحل البرلمان.

في الأثناء، اندلعت أمس مواجهات عنيفة على المداخل الجنوبية الشرقية للعاصمة طرابلس، حيث تحاول ميليشيا "درع ليبيا"، التي استدعاها رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبوسهمين بعد اقتحام مسلحين مبنى المؤتمر يوم الأحد الماضي، دخول العاصمة، وبين القوات الحكومية التي منعتها من الدخول.

الحكومة والبرلمان

واتهمت الحكومة الليبية المؤقتة البرلمان بتعريض أمن ليبيا للخطر، داعية إلى تحمله عواقب أوامره بتحريك قوات "درع الوسطى" إلى العاصمة.

وناشدت الحكومة، في بيان تلاه أمس الأول وزير الثقافة الحبيب الأمين في مؤتمر صحافي، قيادات الكتائب المسلحة في نطاق طرابلس الكبرى إلى الخروج منها، والابتعاد عن المشهد السياسي، مشددة على ضرورة رأب الصدع ووحدة الصف.

وفي مؤتمر صحافي آخر نشرته أمس وكالة الأنباء الليبية (وال)، كشف وزير العدل صلاح الميرغني عن إقرار الحكومة لمشروع قانون لمكافحة الإرهاب في البلاد وتقديمه إلى المؤتمر الوطني للموافقة على إصداره، أو مجلس النواب القادم الذي يمكن أن يكون أول قانون ينظر فيه.

علي زيدان

ووصل إلى القاهرة أمس رئيس وزراء ليبيا السابق علي زيدان قادماً من الأردن في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين والشخصيات المهمة، لبحث تطورات الأوضاع في بلاده.

وكان زيدان، الذي غادر ليبيا في مارس الماضي بعد قيام المؤتمر الوطني العام في ليبيا بعزله وتعيين وزير الدفاع في المنصب، صرح قبل يومين بأن "الأوضاع في ليبيا الآن لن تنجلي إلا بإزاحة المؤتمر الوطني العام، وتكليف هيئة كتابة الدستور القيام ببعض مهامه على أن يكون هذا التكليف محدوداً".

تحركات القاهرة

من جهته، أجرى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي سلسلة جديدة من الاتصالات شملت وزراء خارجية كل من روسيا الاتحادية سيرغي لافروف، والإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، والسودان علي كرتي، بالإضافة إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبدالعاطي، في بيان أمس، أن الوزير فهمي أكد خلال الاتصالات اهتمام مصر البالغ بتطورات الأوضاع في ليبيا، باعتبارها دولة جوار وبلدا شقيقا يرتبط بعلاقات تاريخية مع مصر، مجدداً التأكيد على "موقف مصر الثابت والداعم للحفاظ على وحدة التراب الليبي واستقرار أوضاعه".

تحذير روسي

إلى ذلك، حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في كلمة ألقاها أمس في مؤتمر موسكو الثالث للأمن الدولي، من تفكك ليبيا وظهور بؤر جديدة للتوتر في منطقة الساحل، معتبراً أن الوضح الحالي يثير قلقاً متزايداً، حيث من الواضح أنه وصل الى طريق مسدود.

كما دعا وزراء خارجية مجموعة "خمسة زائد خمسة" المكونة من عشر دول هي دول المغرب العربي الخمسة، وخمس دول أوروبية مساء أمس الأول في لشبونة، إلى الحوار بين مختلف القوى السياسية في ليبيا.

استقالة وخسارة

على الصعيد ذاته، أعلن مصدر في المؤسسة الوطنية للنفط أمس تقديم رئيس مجلس الإدارة نوري بالروين استقالته من منصبه وعين مكانه أحد الأعضاء، مبيناً أن ذلك "لا علاقة له بالأزمة السياسية".

من جهة أخرى، خسر أنس الليبي القيادي البارز المزعوم في تنظيم القاعدة أمس الأول طلباً لإسقاط التهم الموجهة إليه في ما يتعلق بتفجيرات عام 1998 في سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا.

(طرابلس، بنغازي، موسكو، القاهرة - أ ف ب، رويترز، د ب أ)