يقولون تنقسم الصحافة إلى أخبار ومقالات رأي وصورة! فالأخبار تكتب عن معاناة المواطنين تجاه ما يتعرضون له من إهمال بعض الدوائر الحكومية، وللحقيقة بعض أخبارنا المنشورة جيدة جداً، لكنها تقف عند خطوط بنيّة لا يمكن أن نتجاوزها في الكتابة!فهناك أخبار عن أحوال المجتمع الاقتصادية والثقافية والرياضية، حتى في مجالات التنمية، وهناك أخبار عن "مزاين البعارين" وبعض فنون الطبخ للمرأة، وأحياناً تتجدد الكتابة عن قمامات "الحواري" المتكررة والطرقات المتعثرة والعمالة الزائدة. أما كتّاب الرأي فحدّث ولا حرج، فمنهم الكاتب الشجاع الذي يكتب للوطن والمواطن بكل جرأة، وصنف آخر هم الكتّاب التنظيريون، وكل كتاباتهم تنظير في تنظير وكأنهم يعيشون في المدينة الفاضلة، فيأتون مرة بشنب وأخرى بلحية بحجة التغيير!وآخر أسميه الكاتب "الغثيث"، فهو "يلتّ ويعجن" في قضايا قديمة ومتكررة، وهذا النوع من الكتّاب يأتي للقراء بتسمم فكري، فهو يكتب من سنوات طويلة ويأبى إراحة القارئ من أفكاره! وصنف آخر كاتب أو كاتبة يظن أن القارئ لن "يغسل وجهه في الصباح" قبل قراءة مقاله، وهذا يعرف تلقائياً أن القارئ "يبي مفارقة وجهه"؛ لأنه كاتب يمدح المسؤول حتى لو أنشأ "دورات مياه" في مكتبه، ولكنها مكابرة وكل مقالاته لا تصلح إلا "للفّ الطعمية"!أما الصورة فهي فنّ نقل معاناة الوطن والمواطن بصورة تعبر بشكل كلي عما هو حاصل بدقة، لكن أغلبية صورنا وللأسف بورتريه للمسؤولين، وبعض الصور عبارة عن مسابقة طبخ أو إعلان مدفوع! وأخرى صورة لكتّاب المقالات، ويا كثرها، بعضها بشماغ وأخرى ببدلة!تفتقر أغلبية الصحف إلى التخصص في نشر الأخبار وكتابة المقالة والتصوير، فتجد كاتب خبر أو تقرير أو تحقيق ممرضاً أو معلم رياضيات، وعند إبداء رأي فيه بأنه يجب التخصص في الإعلام تُتهم بقتل الموهبة.
مقالات
أنواع الكتّاب!
14-12-2013