المعهد العربي للتخطيط يستضيف رئيس جامعة حضرموت

استضاف المعهد العربي للتخطيط- المؤسسة العربية الإقليمية المشتركة والمتخصصة في دعم المسيرة التنموية بالدول العربية- أمس وفدا من جامعة حضرموت في اليمن، واتفق الجانبان، بعد جولة مباحثات، على التعاون في عدة مجالات ذات طابع تنموي مرتبطة بصلب اختصاصات المعهد، تتويجا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين في سبتمبر الماضي.

وقال رئيس الجامعة د. محمد خنبش، عقب اللقاء، إن هذه الزيارة شكلت محطة رئيسية على طريق التعاون بين المعهد والجامعة، حيث تم الاتفاق على برنامج عمل متكامل يتولى بموجبه المعهد مد الجامعة بكل ما يرتبط باختصاصاته الرئيسية في مجال تأهيل الكوادر الوطنية وبناء القدرات واللقاءات العلمية والبرامج التدريبية، بما ينسجم مع استراتيجية الجامعة التي تصب في إطار دعم الخطط التنموية.

وأشار د. خنبش إلى أن هذا التعاون يشكل قيمة مضافة للمؤسسات المعنية في المجال التنموي، بما فيها المؤسسات الأكاديمية نظرا إلى ما يملكه المعهد العربي للتخطيط من خبرات طويلة في مجال الاستشارات الفنية والتدريب، وما يضمه من كوادر بشرية ممثلة بالهيئات العلمية والخبراء المتخصصين، إضافة إلى ما يوفره من بنية تحتية متطورة تخدم اختصاصاته، ما ساهم في تعزيز دوره كبيت للخبرة والمشورة في مجال التخطيط والتنمية على المستوى الإقليمي.  

وأضاف ان هذا الدور المميز، الذي يلعبه المعهد العربي للتخطيط، هو نموذج يحتذى به للدعم التاريخي للكويت والمتواصل للجمهورية اليمنية في المجال الاقتصادي والاجتماعي، سواء عبر المؤسسات والأجهزة الحكومية المعنية بمجالات التنمية أو من خلال الاستثمارات المهمة التي يملكها القطاع الخاص في اليمن في عدة قطاعات مهمة.

ولفت إلى أن الدور الريادي، الذي لعبته الكويت في هذا المجال، كان له الأثر الهام في مواجهة التحديات التي تواجه اليمن ودعم جهوده في تحقيق الإنماء الاقتصادي، لاسيما خلال السنوات الثلاث الماضية، وما رافقها من ظروف صعبة.

وتوجه بالشكر الى الإدارة العامة للمعهد على إعداد برنامج متكامل لزيارة الوفد للكويت، والتي شملت بعض المؤسسات المعنية بالتنمية كالصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، معهد الكويت للأبحاث العلمية وجامعة الكويت.     

لقاءات مستمرة

بدوره، أوضح مدير عام المعهد العربي للتخطيط د. بدر مال الله أن اليمن يعد من الدول الأعضاء المؤسسين للمعهد، وما يعنيه من تجربة طويلة من الدعم الفني والعمل التنموي المشترك بين المعهد ومختلف الجهات الحكومية المعنية بملف التنمية، وفي مقدمتها وزارة التخطيط والتعاون الدولي.

ولفت مال الله إلى أن اللقاء مع وفد جامعة حضرموت يأتي ضمن سلسلة اللقاءات المستمرة بين المعهد العربي للتخطيط وكل الدول العربية والإدارات المعنية فيها في مجال التنمية بالمعهد، بما ينسجم مع دور المعهد ونشاطاته الرئيسية.

وأضاف أن التعاون مع جامعة حضرموت سيتضمن محورين مهمين؛ الأول: تولي المعهد تدريب قيادات وكوادر الجامعة على المهارات الأساسية في مجال التخطيط والتنمية وبناء القدرات، من خلال برنامج تدريبي جرى إعداده وسينفذ الشهر المقبل، ويركز على عدد من القضايا المحورية والهامة كالتخطيط الاستراتيجي في مؤسسات التعليم العالي، واقتصادات التعليم، ومدى ملاءة مخرجات التعليم لمتطلبات سوق العمل، تتويجا للمذكرة السابقة الموقعة بين الجانبين وبما يمكن الجامعة من الاستفادة من الخدمات والبرامج التدريبية المنضوية تحت مظلة الخطة السنوية التدريبية للمعهد في دولة المقر.

أما المحور الثاني فسيترجم من خلال تنظيم مؤتمر إقليمي ضمن خطة المعهد لعام 2014-2015 في تنظيم اللقاءات العلمية، ويركز على التخطيط الاستراتيجي في التعليم العالي.

مرصد حضري للتنمية

إلى ذلك، يعد التعاون بين المعهد العربي للتخطيط وجامعة حضرموت جزءا من منظومة شاملة بين المعهد وجمهورية اليمن والمؤسسات الحكومية المعنية بالتنمية الاقتصادية فيها، واستكمالا لهذا الدور فقد تم الاتفاق بين المعهد العربي للتخطيط ومحافظة حضرموت، وبناء على طلبها، على توفير المعهد الدعم الفني والمؤسسي لتأسيس مرصد حضري للتنمية المحلية، يكون بمنزلة مركز فني متخصص يوفر قاعدة بيانات ومعلومات خاصة بمؤشرات التنمية الاقتصادية الرئيسية في المحافظة.

ويهدف المرصد إلى تطوير نظم ومؤشرات التنمية في المحافظة لقياس الأهداف ومتابعة أداء المؤشرات الاقتصادية الرئيسية، وتحديد الأولويات والتحديات التنموية في المحافظة.

ومن المتوقع أن يؤسس هذا المرصد لنقلة نوعية في إدارة التنمية في المحافظة، إلى جانب تطوير القدرات المؤسسية، كما يساهم في تشخيص الواقع التنموي واتجاهاتها، ويساعد متخذي القرار على اتخاذ قراراتهم بناء على مؤشرات ومعلومات دقيقة، كما سيشمل التعاون مع مجلس المحافظة تنظيم المعهد عددا من البرامج التنموية في مجال تطوير وتنفيذ سياسات التنمية المحلية لأعضاء المجالس المحلية في المحافظة.