هل يجب أن تتناول الأسبرين؟ وإذا كان الجواب نعم، فأي نوع؟

Ad

يُعتبر الأسبرين غالباً دواء عجيباً بفضل مساهمته في الحدّ من النوبات القلبية والسكتات الدماغية الناجمة عن الجلطات. ولكن نصف مَن قد يستفيدون من تناول جرعة منخفضة من الأسبرين يوميّاً يفعلون ذلك، في حين أن آخرين يأخذونه مع أنه غير ملائم لحالتهم.

إذا لم تكن مصاباً بمرض القلب، إلا أنك تعاني ارتفاع ضغط الدم أو عوامل خطر أخرى، فلا تفترض تلقائيّاً أن تناول الأسبرين يوميّاً فكرة جيدة. يذكر الدكتور كريستوفر كانون، طبيب قلب من مستشفى Brigham and Women›s وبروفسور متخصص في الطب في كلية الطب في جامعة هارفارد: {يتناول كثيرون الأسبرين، مع أن هذا ليس ملائماً لهم. يفترض الجميع أن الأسبرين غير مضر. وهذه بالتأكيد فكرة خاطئة}. ففي حالة البعض، تفوق مساوئ الأسبرين، وخصوصاً النزف في المعدة والأمعاء، فوائده.

إليك ما يجب أن تعرفه عن الأسبرين، وخصوصاً الجرعات، التركيبات، وتقرر تعزيز فوائد الأسبرين والتخفيف من مخاطره.

مَن يجب أن يتناول الأسبرين؟

إذا عانيت نوبة قلبية أو سكتة إقفارية (ناجمة عن جلطة في الدماغ)، فمن المفيد أن تتناول جرعة منخفضة من الأسبرين (81 مليغراماً) يوميّاً. وينطبق الأمر عينه إن كنت تواجه خطر الإصابة بنوبة قلبية، على سبيل المثال، إذا كنت تعاني ألماً في الصدر نتيجة مرض القلب أو خضعت لجراحة مجازة أو رأب الوعاء لتوسيع أحد شرايين القلب المتضيقة.

يمنع الأسبرين الصفيحات من التكتل معاً في الدم والتسبب بجلطة. تحدث معظم النوبات القلبية حين تعيق جلطة تدفق الدم في وعاء دموي يغذي القلب. لذلك يحدّ من خطر تعرضك لانسداد مماثل بكبح عملية تشكّل الجلطات.

كي تقيّم خطر تعرضك لنوبة قلبية أو سكتة دماغية خلال السنوات العشر المقبلة، يمكنك الاستعانة بإحدى أدواتنا المتوافرة على موقع www.health.harvard.edu/147. إذا كانت القيمة التي تسجلها %10 أو أعلى، فقد يكون من الأفضل أن تتناول جرعة منخفضة يومية من الأسبرين. ولكن يجب أن تتخذ هذا القرار بعد مناقشته مع طبيبك، الذي يستطيع أن يقيّم الحالات الصحية الأخرى التي تعانيها والأدوية التي تتناولها، فضلاً عن وزنك.

ماذا عن النزف؟

بالإضافة إلى خفض قدرة الدم على التجلط، يعيق الأسبرين أيضاً مواد جيدة تحمي بطانة المعدة الدقيقة، ما يؤدي إلى تأثير سلبي مزدوج. نتيجة لذلك، تشعر باضطراب في المعدة أو بنزف في المعدة أو الأمعاء. لذلك إن كنت تتناول الأسبرين يوميّاً وشعرت باضطرابات في المعدة، فاتصل بطبيبك، حسبما ينصح الدكتور كانون. عند حدوث نزف طفيف، يُظهر فحص الدم تراجعاً في عدد كريات الدم الحمراء (فقر دم). ولكن إذا كان النزف خطيراً، فيصبح البراز داكن اللون وتفوح منه رائحة كريهة. وفي حالات نادرة، تتقيأ دماً، ما يستدعي دخول المستشفى والخضوع على الأرجح لعملية نقل دم.

قد يكون من المفيد تناول الأسبرين خلال الوجبة أو مع أدوية حرقة المعدة التي تساهم في حماية معدتك. تشمل هذه مضادات الحموضة، مثل Tums، حاصرات الأحماض، مثل فاموتيدين (Pepcid، Fluxid، وغيرهما)، مثبطات مضخة البروتون، مثل الأوميبرازول (Prilosec، Zegerid، وغيرهما). كذلك ستتوافر  حبة تجمع بين الأسبرين والأوميبرازول في الصيدليات قريباً.

علاوة على ذلك، يستطيع مَن يتناولون جرعة منخفضة من الأسبرين يومًّيا الحد من مخاطر النزف في المعدة والأمعاء بتفادي مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين والنابروكسين.

سواء كنت تتناول جرعة منخفضة من الأسبرين يوميّاً أو لا، أبقِ القليل من الأسبرين العادي القوي (325 مليغراماً) في متناول يدك. لماذا؟ إذا ظننت أنك تعاني نوبة قلبية، ينصحك الطبيب بمضغ حبة أسبرين بعد اتصالك بالإسعاف. أما إذا لم تكن تملك حبوباً تحتوي على 325 مليغراماً من الأسبرين، فتناول أربع حبات منخفضة الجرعة دفعة واحدة. وإذا لم تفعل ذلك، فسيعطيك المسعفون حبة خلال نقلك إلى المستشفى أو عندما تبلغ غرفة الطوارئ.

يسرّع مضغ الحبة إدخال المواد المضادة للتجلط إلى مجرى الدم، مقارنة بالاكتفاء ببلعها. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن نشاط الصفيحات يتراجع بنحو 50% خلال الخمس الدقائق الأولى بعد مضغ الأسبرين. ولكن عند بلع حبة الأسبرين، يستغرق هذا التأثير عينه نحو 12 دقيقة.

أي نوع من الأسبرين؟

تُعتبر معظم أنواع الأسبرين المنخفضة الجرعة التي تُباع في الولايات المتحدة مغلفة بطبقة آمنة. يتيح هذا الغلاف للأسبرين عبور المعدة إلى الأمعاء قبل أن يذوب بالكامل. ومن المفترض أن هذه الطريقة تقلل من آلام المعدة. لكن الأسبرين يؤثر رغم ذلك في كامل الجهاز الهضمي من خلال مجرى الدم.

يذكر الدكتور لورن لاين، خبير في أمراض الجهاز الهضمي وبروفسور متخصص في الطب في جامعة يال: {لا تزيد حبوب الأسبرين المغلفة خطر النزف في المعدة أو الأمعاء، مقارنة بالأسبرين غير المغلف}. وينطبق الأمر عينه على الأسبرين الممزوج مع مادة مضادة للحموضة، مثل كربونات الكالسيوم (في Tums) أو هيدروكسيد الألمنيوم (في Maalox).

تتوافر أدلة على أن جزءاً فحسب من الأسبرين في الحبوب المغلفة يدخل مجرى الدم، ما يحد من تأثيراته الإيجابية في القلب. لذلك قد يكون الخيار الأفضل الأسبرين المنخفض الجرعة القابل للمضغ، الذي تتذكره على الأرجح من طفولتك، أسبرين الأطفال بنكهة البرتقال.