لننظر، لدينا شركة تعرف في الأساس كل شيء عنا، وربما كان لديها أكبر شبكة حواسيب في العالم، وكونت أخيراً أحد أضخم فرق الاستخبارات الاصطناعية في العالم -شركة على درجة من القوة بحيث تستشعر الحاجة إلى تخفيف هيمنتها عبر الشعار غير الرسمي «لا تكن شريراً».

و»غوغل» التي اشترت شركة روبوتات حربية مقاتلة تدعى بوسطن دايناميكس Boston Dynamics، وهي ليست مثل أي شركة أخرى تصنع الروبوت هذه المرة، كانت قد اشترت دون أي ضجة 7 شركات أخرى خلال السنة الماضية، لكي توفر إلى رئيس أندرويد السابق اندي روبن فرصة أخرى لإطلاق مشروع قمري. ولكن لا، فبخلاف صناع الروبوت الآخرين تصنع هذه الشركة آلات تدعى بيغ دوغ وأطلس وشيتا تستطيع قذف كتل حمم وجمر 17 قدماً. وهكذا تتوافر لديها امكانية وجود روبوت قاتل يعرف مكانك ويستطيع مهاجمتك حيث يعثر عليك.

Ad

وبعيداً عن كل النكات حول سكاي نت وترمينيتورز وروبوكوبس، فإن الاستحواذ الأخير يثير أسئلة خطيرة حول ما تنوي «غوغل» القيام به. يبدو كأنها تسعى الى مشروع جنوني آخر ليست له علاقة بهدفها المتمثل في تنظيم معلومات العالم وجعلها متوافرة ومفيدة عالمياً. وهي تحاول الآن إنتاج سيارات ذاتية القيادة والتوصيل إلى المنازل وحواسيب ترتدى وتقنيات مقاومة للشيخوخة.

من الواضح أن الوقت حان كي تحدث «غوغل» مهامها، فضلا عن «الأشياء العشرة التي نعرف أنها حقيقية»، وهي قائمة تشمل جوانب بالية مثل «الأفضل أن تتقن عمل شيء واحد».

 وفي الآونة الأخيرة أوضح الرئيس التنفيذي لاري بيج أن مهمة غوغل الأوسع -التي لاحظ أنها ذكرت في أول رسالة بعثت غوغل بها إلى المساهمين، هي تحسين حياة الناس. وبقدر قليل من التحديد، لاحظت صحيفة نيويورك تايمز ان بيج «جادل في أن التقنية يجب أن تستخدم حيثما أمكن لتحرير البشر من أهداف شاقة وتكرارية». وهكذا ربما توجد طريقة لمشروع «غوغل» السالف الذكر ليس منفصلاً تماماً عن أعمالها الإعلانية الحالية البالغة 40 مليار دولار.

لنفكر في السيارات ذاتية القيادة، التي بدت خارج نطاق المهام نفسها. وفيما استمرت لسنتين الآن لا تبدو ملائمة تماماً ضمن أعمال «غوغل» الأساسية، ونحن نشهد الآن فوائدها في جهودها الرامية إلى جمع معلومات حول العالم الحقيقي، وإنتاج رؤى جديدة معمقة في الاستخبارات الاصطناعية التي يمكن أن تطبق على نطاق أوسع في البحث -وحتى توفير وقت قيادة السيارة وتجنب التعرض للموت في حوادث سير، لتمكين الناس من تمضية مزيد من الوقت أمام الشاشة.

حسن، هذه الطروحات ليست مقنعة، ولكن يتعين السؤال كيف ينسجم الروبوت مع مهمة «غوغل». في ما يلي، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، كيف ينظر روبن وغيره داخل «غوغل» إلى امكانات الأجل القريب: «الأهداف المتوقعة للشركة تكمن في التصنيع- مثل تجميع الإلكترونيات، وهي عملية يدوية الى حد كبير الآن- والتنافس مع شركات مثل أمازون في بيع التجزئة، بحسب العديدين ممن لديهم معرفة محددة بالمشروع».

 وحسب العديد من الاختصاصيين فإن الخطوة الواقعية تتمثل في أتمتة أجزاء من سلسلة التموين القائمة التي تمتد من أرض المعمل إلى الشركات التي تشحن وتقوم بتوصيل البضائع الى بيوت المستهلكين.

ولكن ذلك يظل بعيداً عن ميدان العمل الأساسي، وقد يمثل ذلك اشارة على جدية «غوغل» إزاء مشروع التوصيل الى المنازل، وربما تفكر في مسألة التقنية كطريقة من أجل تحقيق نشاط أكبر في صنع أجزاء المخدم -سيرفر- في حواسيبها.          

* (مجلة فوربس)