دخلت الأزمة الليبية أمس منعطفاً جديداً بعد أن وضع قائد "الجيش الوطني" اللواء المنشق خليفة حفتر مساء أمس الأول "خريطة طريق" لمرحلة انتقالية جديدة تقضي بتشكيل مجلس رئاسي مدني وحكومة طوارئ.

وطالب حفتر، الذي يقود حملة ضد الميليشيات المتطرفة تحت اسم "كرامة ليبيا"، المجلس الأعلى للقضاء بتشكيل هذا المجلس، موضحاً أن مهامه تتركز في تكليف حكومة طوارئ انتقالية، والإشراف على الانتخابات التشريعية المرتقبة.

Ad

وأشار حفتر، في بيان ألقاه من مدينة الأبيار شرق ليبيا، إلى أن المجلس الرئاسي سيسلم بعد ذلك السلطة إلى البرلمان المنتخب، الذي سيحل بدوره مكان المجلس الوطني العام المنبثق عن انتخابات يوليو 2012.

واتسقت خطة حفتر مع إعلان الإدارة الأميركية استعدادها للمساعدة في تنظيم الانتخابات التشريعية على أمل الانتقال إلى حكومة أكثر استقراراً، بحسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي.

لكن السفيرة الأميركية في طرابلس ديبرا جونز أكدت، خلال زيارة لواشنطن، أن إيجاد حل لوضع التفكك السياسي في البلاد سيتطلب عملاً شاقاً، وأنها تحاول التواصل مع "كل الجهات التي لها تأثير في المجتمع سواء كان سلبياً أو إيجابياً".

عربياً، دعت الجامعة العربية أمس أطراف النزاع إلى الحوار الوطني والمصالحة والتوافق، في حين قال رئيس الوزراء الجديد أحمد معيتيق، المشكوك في صحة انتخابه، إنه "يريد تشكيل حكومة منفتحة على كل الفصائل غير المسلحة".

في هذه الأثناء، تمكنت ميليشيا "درع ليبيا" التابعة لثوار مصراتة من دخول طرابلس بعد طلب من رئيس المؤتمر الوطني نوري أبوسهمين، الذي أمر في وقت سابق بإلقاء القبض على كل من ينضم إلى قوات حفتر.

ودخل الداعية المصري القطري المقرب من "الإخوان" يوسف القرضاوي أمس على خط الأزمة، داعياً الليبيين إلى مواجهة "من يريد إسقاط الشرعية" في بلادهم بحزم. وندد القرضاوي، في بيان، بـ"استخدام السلاح خارج إطار الحق والشرعية القائمَين على إرادة الشعب، ما يهدد الأمن والسلم داخل ليبيا وربما في المنطقة بالكامل".

في المقابل، تلقى حفتر المزيد من الدعم بعد إعلان فصائل عديدة من الجيش ووزارة الداخلية الانضمام إلى حملته ضد المتطرفين الإسلاميين، إذ أعلن وزير الثقافة حبيب الأمين أمس الأول مساندته كأول شخصية بهذا الحجم تؤيد اللواء حفتر.

وفي بيان أصدره ضباط ومراتب وثوار سبها العسكرية، أعلن منتسبو المنطقة تأييدهم وجميع وحداتهم وتشكيلاتهم "للعمل الوطني الذي قام به الجيش الوطني الليبي الحر لنصرة ليبيا ضد المارقين والخارجين على القانون بجميع مسمياتهم".

وبينما سادت العاصمة طرابلس أمس حالة من الهدوء الحذر، أغلق محتجون في بنغازي مقر الشركة التي تدير مرسى البريقي النفطي.

(طرابلس - أ ف ب، رويترز، د ب أ)