رغم انتعاش الآمال في عقد مؤتمر "جنيف 2" بعد الدفعة الروسية التي أعقبت الاتصال الهاتفي بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الأسد، اشتعلت جبهات المواجهة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحة أمس خصوصاً في مدينتي حلب وحمص، اللتين شهدتا خلال الساعات الماضية قصفاً عنيفاً ومعارك ضارية عززت ميل كفة الميزان لمصلحة قوات النظام.

وتمكنت القوات النظامية، التي تنفذ عمليات واسعة منذ ثلاثة أسابيع استعادت خلالها بعض المناطق والمواقع الاستراتيجية مساء أمس الأول، من قتل خمسة قياديين في ألوية وكتائب المعارضة، أربعة منهم في حلب، والآخر قُتِل في قصف على حمص.

Ad

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس عن اشتباكات في محيط مطار حلب الدولي بين القوات النظامية مدعمة بضباط من "حزب الله" اللبناني ومقاتلين من "لواء أبوالفضل العباس" العراقي من طرف، ومقاتلين في جبهة النصرة و"داعش" من طرف آخر حاولوا التقدم باتجاه اللواء الـ80 ومطار حلب الدولي. وقال المرصد إن المقاتلين المعارضين تمكنوا "من السيطرة على ثلاثة معامل في منطقة قريبة من المطار واللواء".

وفي حمص، أعلنت القيادة العامة للجيش السوري أمس "عملية ناجحة ومناورات تكتيكية دقيقة تمكنت خلالها من إحكام سيطرتها على بلدات الحدث وحوارين ومهين والمستودعات القريبة منها في الجنوب الشرقي لمدينة حمص".

وبالتزامن مع احتدام المعارك على مختلف الجبهات، دعت وزارة الخارجية الروسية أمس المعارضة السورية إلى إجراء مشاورات في موسكو للتحضير لمؤتمر "جنيف 2". وللهدف نفسه يصل وفد من حكومة دمشق يوم الاثنين إلى روسيا للقاء مسؤولين روس، في حين أمل وزير الخارجية سيرغي لافروف والمبعوث الأممي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أمس، أن يتم التوافق خلال الاجتماع الثلاثي المقرر في جنيف في 25 نوفمبر على المسائل العالقة بشأن المؤتمر.

يأتي ذلك في حين أعلنت أنقرة عزم رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان القيام بزيارة رسمية لروسيا الخميس المقبل على رأس وفد رفيع المستوى للبحث في القضايا الدولية والإقليمية وخاصة سورية.

في هذه الأثناء، ألقى رفض ألبانيا أمس الطلب الأميركي السماح بتدمير ترسانة السلاح الكيماوي السوري على أراضيها، بظلاله على حسابات منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التي تأمل التخلص ومعالجة آلاف الأطنان من المخلفات السامة خلال منتصف يونيو.

وقال رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، في لقاء صحافي بث مباشرة واستقبل بصيحات الترحيب من آلاف المتظاهرين في الساحة الكبيرة وسط العاصمة تيرانا، "يستحيل على ألبانيا المشاركة في مثل هذه العملية، لأنها لا تملك القدرات"، التي تمكنها من تنفيذ هذه الخطة.

(دمشق، لاهاي - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)