أتمتع بصحة جيدة بشكل عام. لكن حين أصاب بالتهاب القصبات، يدوم السعال لأسبوعين. كنت أستعمل مضاداً حيوياً. لكن يقول طبيبي الجديد إنني لا أحتاج إليه. هل هو محق؟

Ad

نعم، طبيبك محق في عدم وصف مضاد حيوي. المضادات الحيوية لا تخفف أعراض التهاب القصبات ولا تساعد على اختفائها بوتيرة أسرع. نعلم ذلك استناداً إلى أدلة قوية قدمتها دراسات عدة.

التهاب القصبات هو التهاب في الشعب الهوائية التي تصل القصبة الهوائية بالرئتين. تنجم المشكلة في معظم الأحيان عن فيروس، ومن المعروف أن المضادات الحيوية غير نافعة ضد الالتهاب الفيروسي.

السعال مؤشر أساسي على التهاب القصبات. قد يقتصر الأمر على سعال جاف لكنه قد ينتج البلغم الأصفر أو الأخضر. تظهر مشاكل مثل الصفير أثناء التنفس وضيق الصدر أحياناً إذا أدى الالتهاب إلى تضيّق الشعب الهوائية.

بالنسبة إلى كثيرين، تدوم هذه الأعراض لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع. ومن المبرر أن يطلب المرضى من أطبائهم إعطاءهم مضاداً حيوياً. قد يكون السعال الناجم عن التهاب القصبات مصدر إزعاج وإحراج دائم. يمكن أن تمنعك الحالة من التمتع بليلة هانئة. ولا نفع من استعمال أدوية السعال الشائعة.

يبقى البعض مقتنعاً بأن المضاد الحيوي يضمن تحسنهم بوتيرة أسرع. لكن يدوم السعال وأي أعراض أخرى للفترة نفسها مع أو من دون المضاد الحيوي.

لا يعني ذلك أن العلاج لا يساعد. لكن يبرز بعض الطرق لتخفيف أعراض التهاب القصبات الحاد:

إدخال هواء دافئ ورطب إلى الشعب الهوائية: أخذ حمّام ساخن أو استعمال مرطّب للجو.

تخصيص وقت كافٍ للراحة: يمكن متابعة الذهاب إلى العمل أو المدرسة طبعاً. لكن يجب أن تخصص بعض الوقت الإضافي لنفسك كي ترتاح نهاراً وتنام ليلاً.

 

تجربة أدوية السعال الشائعة: ولا واحد منها يصنع العجائب لكنك قد تجد نوعاً يساعدك. قد يقتصر العلاج على بضع أقراص بسيطة لمكافحة السعال. اطلب رأي الصيدلي.

طلب جهاز استنشاق من الطبيب لفتح الشعب الهوائية: يشبه الجهاز ما يستعمله الناس لمعالجة الربو. هذا الحل قد يخفف السعال واللهاث.

قد يصعب عليك أن تقاوم طلب مضاد حيوي من الطبيب. لكنك ستستفيد إن لم تفعل. فهو لن ينفعك بل إنه يعرّضك دوماً لمواجهة أثر جانبي خطير مثل الإسهال الذي يدوم لأسابيع أو طفح جلدي قد يهدد حياتك.

يبلغ ابني ثماني سنوات. يسعل بشكل متقطع ليلاً منذ بضعة أسابيع ويقول إن صدره يؤلمه لكنه لا يتذمر مطلقاً من هذه المشكلة خلال النهار. هل يعقل أنه مصاب بالربو؟ كيف يمكن تشخيص الحالة؟ وإذا كانت خفيفة جداً، هل سيحتاج إلى علاج؟

استناداً إلى الأعراض التي تصفها، ربما يعاني ابنك من الربو. يمكن أن يؤكد الطبيب على هذا التشخيص عبر اختبار يقيس وظيفة الرئة ويستعمل جهاز قياس التنفس. حتى لو كانت حالات الربو خفيفة، يبقى العلاج ضرورياً لتخفيف الأعراض.

عند الإصابة بالربو، تتضيق الممرات الهوائية الصغيرة في الرئتين وتتورم وتنتج إفرازات مخاطية إضافية، ما قد يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المؤشرات والأعراض. عند الأولاد فوق عمر الثالثة، يكون الصفير أثناء التنفس أبرز مؤشر على الربو. لكن عند بعض الأولاد الآخرين، قد يكون السعال المزمن المؤشر الوحيد على المشكلة. قد يؤدي الربو إلى سعال متواصل خلال الليل، أو مرض يشمل سعالاً يدوم لأكثر من ثلاثة أسابيع، أو سعال بسبب الهواء البارد أو ممارسة الرياضة أو الضحك.

قياس التنفس

لدى الاشتباه بالربو عند طفل في الخامسة من عمره، يوصي الأطباء باختبار وظيفة الرئة عبر جهاز قياس التنفس. لإجراء الاختبار، يجب أن يأخذ ابنك نفساً عميقاً ويزفر بأكبر قوة ممكنة لبضع ثوانٍ في أنبوب موصول بجهاز قياس التنفس.

لإجراء اختبار قياس التنفس، قد يعطي الطبيب ابنك دواءً اسمه ميثاكولين. عند المصابين بالربو، يسبب الدواء انسداداً في مجرى الهواء. ثم يتلقى موسّعاً مستنشقاً للقصبات الهوائية (دواء يعكس انسداد مجرى الهواء). إذا وفّر الاختبار أدلة على حصول انسداد، فيعني ذلك على الأرجح أن ابنك مصاب بالربو، لا سيما إذا كان الانسداد قابلاً للعلاج بفضل موسّع القصبات الهوائية.

لا تكتفي نتائج الاختبار برصد الربو بل إنها تقيّم حدة الحالة أيضاً. يرتكز القياس خلال الاختبار على عاملين أساسيين: حجم الزفير القسري والسعة الحيوية القسرية.

حجم الزفير القسري هو حجم الهواء الذي يمكن إدخاله إلى الرئتين في ثانية. تكون مستويات حجم الزفير القسري في العادة أدنى من المستوى الطبيعي عند الأولاد المصابين بالربو، لا سيما حين تصبح الحالة خارج السيطرة. أما السعة الحيوية القسرية (أكبر كمية هواء يمكن زفرها بعد التنفس بعمق)، فهي لا تتغير بسبب الربو عموماً، لكنها قد تتغير بسبب مشاكل رئوية أخرى.

إذا أكد قياس التنفس على الإصابة بالربو (حتى لو كان خفيفاً)، فيمكن أن يسهم موسّع القصبات الهوائية في تخفيف أعراض السعال لدى ابنك. قد يفيد هذا العلاج أيضاً إذا شعر بضيق تنفس أو كان يصفر أثناء التنفس.

في بعض الحالات، تبرز الحاجة إلى علاج يومي للربو المتواصل. يُعطى ذلك العلاج عموماً على شكل دواء الكورتيكوستيرويد المستنشَق. هذا النوع من مضادات الالتهاب هو الأكثر فاعلية والأكثر استعمالاً للتحكم بالربو على المدى الطويل. تخفف هذه الأدوية التورم والتضيق في الممرات الهوائية الصغيرة.

إذا تم تشخيص الربو لدى ابنك، لا بد من التحدث مع طبيبه عن خطة تناسبه لمعالجة الربو. يجب أن يستفيد كل طفل مصاب بالربو من خطة مماثلة تحدد بكل وضوح العلاج الذي يحتاج إليه في المنزل والمدرسة. ويجب توزيع نسخة من الخطة على جميع الأساتذة والمعنيين برعاية ابنك كي يطّلعوا على حالته ويجيدوا التصرف عند إصابته بنوبة ربو.

د. براين لينش