يبكي الطفل حين ينفصل عن ثدي أمه أو زجاجة الحليب لكنه يهدأ تلقائياً بفضل المصاصة. إنه أمر طبيعي جداً. يشعر بحاجة ماسة إلى عملية المص خلال الأشهر الأولى من حياته، لأنها تشكل مصدر أمان أساسي بالنسبة إليه. إنها إحدى أوائل مصادر المتعة في حياته ويساهم تكرار حركة المص في تهدئته.بما أن بضعة أيام تكفي لتصبح المصاصة أداة لا غنى عنها كي يهدأ الطفل أو ينام، من الأفضل تجنب استعمالها بشكل مفرط. قد تصبح المصاصة سبب اضطراب النوم. في كل مرة يفقدها الطفل أثناء النوم، قد يستيقظ ويطالب بإعادتها إليه. يجب ألا يقوم الأهل بذلك إلا في البداية، حتى يتمكن من إيجادها بنفسه. بحلول الشهر السادس يجب أن يتعلم ضرورة أن ينفصل عنها بهدوء. في البداية، يمكن حصر استعمالها بوقت النوم، ثم يمكن أن تشرح له أمه أنه أصبح كبيراً ولم يعد بحاجة إليها خلال النهار. رفيق ممتعهل ما زال ابنك الذي يبلغ سنتين متعلقاً بمصاصته ليلاً نهاراً ويصاب بنوبة بكاء حين يفقدها؟ ما هي أهميتها بالنسبة إليه؟ عملياً، هي تؤدي الدور نفسه مثل اللعبة القماشية، بمعنى أنها تساعده على خوض المرحلة الانتقالية التي يعيشها وتضمن له الشعور بالأمان. لتهدئة القلق الناجم عن انفصاله عن أمه، يتعلق الطفل بغرض معين كي يحل مكانها في أوقات غيابها. تسمح له المصاصة باستعادة الأمان العاطفي الذي يحتاج إليه في ظل غياب والدته.يحذر أطباء الأطفال من ميل الأهل إلى استعمال المصاصة لإسكات الطفل. بعد عمر الثلاث سنوات، لا تعود المصاصة مفيدة للطفل، لذا يجب أن تختفي من حياته بهدوء. لكن يجب ألا نحرم الطفل منها بين ليلة وضحاها. إذا كان يطلبها ليلاً كي ينام، يمكن أن نقترح عليه أن يقدمها إلى شخص عزيز عليه.حلول عمليةتحديد تاريخ الوداع: كي يستوعب الطفل أنه أصبح كبيراً، وبالتالي يجب أن ينفصل عن مصاصته، حددي له تاريخاً معيناً مثل عيد ميلاده أو العطلات الطويلة... حين يحل ذلك اليوم، نظمي له احتفالاً صغيراً كي يشعر بأهمية تلك اللحظة. اقترحي عليه أن يغلّف المصاصة في علبة صغيرة قبل أن يدفنها في الحديقة أو يرميها من النافذة أو في البحر، أو يمكن أن يقطّعها بنفسه قبل توديعها.حيلة فاعلة: إذا تجاوز طفلك الست سنوات ولا يزال متعلقاً بمصاصته في وقت النوم، ضعي بعض الخل في داخلها واثقبيها بإبرة ساخنة. قد يتابع طفلك مصّها خلال بضع ليال إضافية. لكن بعد تلك المرحلة، سيعيدها إليك لأنه لم يعد يحبها.قصة خيالية: إذا كان طفلك يحب الرسوم المتحركة، يمكن أن تسردي له قصة عن شخصيته المفضلة التي أتت ليلاً وأخذت مصاصته لأنها تحتاج إليها أكثر منه.نقاط جيدة: استعملي نظام النقاط الجيدة وأبلغي طفلك بأنه سيحصل على نقطة جيدة حين ينام من دون مصاصته وأنك ستدوّنين عدد النقاط التي يحصدها في دفتره الصغير. وحين يجمع عشر نقاط جيدة، يحق له باختيار كتاب يحبه.الفأرة: أخبري الطفل بأن الفأرة الصغيرة التي تجلب الهدايا حين يسقط أول سن من فمه تتولى أيضاً أخذ مصاصة الأولاد حين يكبرون. في إحدى الليالي، ضعي مصاصته تحت وسادته. وحين يغفو الطفل، خذيها واستبدليها بهدية جميلة.
توابل
لماذا أصبح متعلقاً بالمصاصة؟
24-05-2014