أسقط البرلمان العراقي أمس فقرة تكليف رئيس الجمهورية للكتلة الأكبر بتشكيل الحكومة الجديدة، في وقت كشف مسؤول إيراني كبير عن بدء بلاده التعاون مع الفصائل العراقية في البحث عن بديل لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي.

وقال المسؤول الإيراني، الذي تحدث لوكالة "رويترز" وطلب عدم كشف شخصيته: "توصلنا إلى نتيجة مفادها أن المالكي لم يعد يستطيع الحفاظ على وحدة العراق لكن آية الله (علي) السيستاني لا يزال لديه أمل"، في إشارة إلى أكبر مرجعية شيعية في العراق.

Ad

وأضاف المسؤول أن "السيستاني يؤيد الآن رؤيتنا بشأن المالكي"، مشيراً إلى أن السفير الإيراني لدى بغداد أجرى مشاورات مع الفصائل السياسية وبعض المرشحين المحتملين بخصوص هذا الأمر، لكنه أقر بأن إيجاد بديل للمالكي أمر صعب، قائلاً: "لا يوجد مرشحون كثيرون يمكن أن تكون لديهم القدرة على الحفاظ على وحدة العراق".

وفي جلسته المعلنة، بحضور 245 نائباً، قصَر البرلمان مناقشات جدول أعماله على ملفات الموازنة العامة للدولة والنازحين وتشكيل اللجان الدائمة، في حين يستمر الجدل داخل البيت الشيعي حول أحقية الكتلة الفائزة بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية، التي أجريت في العراق في 30 أبريل الماضي، بتسمية رئيس الحكومة.

ورفع رئيس المجلس سليم الجبوري الجلسة إلى غد الخميس، بعد أن تمت مناقشة أوضاع الأقليات، مشيراً إلى أن هيئة الرئاسة طالبت الكتل بتقديم أسماء نواب لعضوية اللجان الدائمة.

ميدانياً، أخذت قوات البيشمركة الكردية زمام المبادرة وتمكنت، بمساعدة الحكومة الاتحادية ليل الاثنين- الثلاثاء، من استعادة السيطرة على قضاء سنجار وناحية ربيعة الحدودية مع سورية غرب الموصل.

وأكدت مصادر عراقية أن "قوات البيشمركة دخلت مناطق في مركز مدينة سنجار، وقتلت العديد من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، فضلاً عن الاستيلاء على عدد من آلياتهم"، لافتة إلى "هروب العشرات من عناصر التنظيم إلى مناطق أخرى".

وكان المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا أعلن، أمس الأول، أن "صقور الجو دكوا مقرات التنظيم الإرهابي وأماكن تواجده في قضاء سنجار"، بعد أمر المالكي لقيادتي القوة الجوية وطيران الجيش بتقديم الإسناد الجوي للقوات الكردية.

إلى ذلك، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أمس وفاة 40 طفلاً من الأقلية الأيزيدية، إثر هجوم تنظيم "الدولة" على سنجار الأحد الماضي، في حين قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن عشرات الآلاف فروا من هذا الهجوم الوحشي.

(بغداد ـــــــ رويترز، أ ف ب، د ب أ)