أول العمود:

Ad

لا أخشى داعش... أخشى من عدم استيعاب من نظن أنهم عقلاء السنّة والشيعة.

***

لا يزال سلوك اغتصاب النساء والأطفال وقتلهم أثناء الحروب أمراً بحاجة إلى درس وتحليل، يرتبط بأسباب يبدو أنها ذات خصوصية بكل حرب على حدة، وبطبيعة المجاميع المحتربة وأسباب قيام الحرب، فالاغتصاب في العراق يختلف في مسبباته عما جرى في  رواندا والبوسنة والكونغو وسورية، ويعدّ تسطيحاً لهذه الآفة القول إن الرغبة الجنسية للجندي هي وراء اقتراف هذه الجريمة التي صنفت على أنها جريمة حرب منذ نورمبرغ 1945، فهناك سياسات ترسم من الجهات السياسية ينفذها الجيش باحترافية لتنفيذ الهدف: الإذلال العرقي، والإبادة، والتهجير، وإحباط عزيمة (العدو)، وتمزيق مسألة الشرف، وربما آخراً التسلية والترفيه! وأنصح هنا بمشاهدة بعض الأفلام المؤثرة حول هذا الموضوع لتقريب الصورة مثل Schindler”s List , The Whistleblower) (In the Land of Blood and Honey ,

قمة لندن التي جرت في 31 مايو الماضي الموسومة "ضد العنف الجنسي في الحروب"، جاءت بعد عمل طال عامين قاده وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ والسفيرة الأممية إنجلينا جولي، وحضرها 1200 مسؤول رفيع، ونشطاء من 150 دولة، استطاعا خلالها الحصول على توقيع 141 دولة تلتزم من خلاله بإنهاء العنف الجنسي.

 ويهدف المؤتمر إلى وضع آلية واضحة لبحث وتوثيق العنف الجنسي وإمداد الناجين بالمساعدات ومعاقبة الجناة، والحد من استخدام الاغتصاب كسلاح مضاف للعتاد التقليدي في الحروب، وهي أهداف نبيلة قد تضمد جراح أرشيف قاتم من الاغتصاب أثناء الحروب (الكونغو 200 ألف مغتصبة، و400 ألف في رواندا، و60 ألفا في سيراليون، و20 ألفا في البوسنة) وهي أرقام رشحت عن المؤتمر.

يبقى القول إن موضوع الاغتصاب أثناء الحروب يأتي كجزء من مسألة معقدة جداً، وهي الحرب ذاتها، وهي الجديرة بالدرس وابتكار خطط لمنعها.