دعت المعارضة الاوكرانية المؤيدة للتقارب مع الاتحاد الاوروبي الى تنظيم تظاهرة كبيرة في كييف الاحد بعد ايام على توقيع الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش هذا الاسبوع اتفاقات اقتصادية مهمة مع روسيا اثارت خيبة امل لدى المحتجين.وفي ساحة مايدان (الاستقلال) حيث تتمركز المعارضة منذ شهر، يتساءل المحتجون اليوم عن مستقبل حركتهم قبل ساعات من التجمع، على اثر التقارب مع موسكو الذي خيب املهم. ويفترض ان توضح هذه التظاهرة الاستراتيجية المقبلة للمعارضة ومستقبل ساحة الاستقلال التي تحولت رمزا لحركتها واحاطها المتظاهرون بحواجز.ودعت المعارضة الى هذه التظاهرة عند الساعة 10,00 بتوقيت غرينتش من اليوم الاحد. وكان مئات الآلاف من المحتجين تظاهروا في هذه الساحة في ايام الاحد الثلاثة الماضية بعد تراجع حكومة فيكتور يانوكوفيتش عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي.وقالت ليسيا بانتشوك (23 عاما) التي قدمت من منطقة تشيرنيفتسي (غرب) وكانت بين حوالى 500 متظاهر تجمعوا في الساحة منذ الصباح، لوكالة فرانس برس ان "المعارضة يجب ان تتحرك بنشاط اكبر. يجب ان يقولوا ماذا علينا ان نفعل لنتوصل الى اقالة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش".من جهته قال اوستاب نيكيتين وهو طالب في كييف ان "مايدان في مأزق. المتظاهرون فعلوا ما بوسعهم. الآن على المعارضة العمل في الكواليس لاضعاف السلطة".اما فاسيل غولي (49 عاما) وهو متعهد من تيرنوبيل (غرب)، فهو ناقم على اوروبا لانها لم تتبن موقفا حازما بدرجة كافية بعد اعمال العنف التي قامت بها الشرطة ضد المتظاهرين في نهاية نوفمبر في كييف.وقال انه "كان يمكن لاوروبا ان تضغط على السلطة لكنها تخلت عن اوكرانيا".واثار توقيع اتفاقات اقتصادية مع موسكو تنص على تخصيص 15 مليار دولار للاستثمار في اوكرانيا وخفض في سعر الغاز الروسي بمقدار الثلث لبلد على حافة الافلاس، غضب قادة الحركة الاحتجاجية التي لم تشهد اوكرانيا مثيلا لها منذ الثورة البرتقالية الموالية للغرب في 2004.وقد اتهموا يانوكوفيتش عند توقيع الاتفاق الثلاثاء بانه "رهن اوكرانيا" وتساءلوا عن مضمون الوثائق التي وقعت. لكن رفض التقارب مع روسيا لم يعد واردا بين مطالب المعارضة.وقال المحلل السياسي المستقل فولوديمير فيسينكو ان "انضمام اوكرانيا الى الاتحاد الجمركي الذي ترعاه موسكو كان يفترض ان يثير غضب المعارضين، لكن من الصعب انتقاد السلطة على خفض اسعار الغاز". واضاف ان "المعارضة لن تقوم بتعبئة ضد موسكو".وكان وزير الداخلية السابق والمعارض حاليا يوري لوتسينكو صرح انه بعد اتفاقات موسكو ان "محاولات تشكيل +حكومة تكنوقراط+ لتوقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي لم يعد واردا"، معتبرا ان "تمرد الاوليغارشية خنقه السعر المناسب للغاز".ودعا الى توسيع الحركة الاحتجاجية.وبدا ان حكومة يانوكوفيتش اضعفت بعد تفريق تظاهرة طلابية في 30 نوفمبر بعنف، عرضت محطات تلفزيونية تسيطر عليها شخصيات قريبة من دوائر السلطة لقطات منها. لكن يبدو ان الحكومة تمكنت من تعزيز موقعها مجددا.وكتبت الصحيفة الاوكرانية الاسبوعية النافذة دزيركالو تينيا السبت ان حركة الاحتجاج في ساحة مايدان هي "واقع مواز في نظر يانوكوفيتش ولا تخيفه".وقال فيسينكو ان "السلطة اليوم اقوى مما كانت عليه في 2004" عندما اسقطتها الثورة البرتقالية.وتشهد كييف منذ اكثر من شهر تظاهرات بعد تراجع السلطات عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي يجري الاعداد له منذ ثلاث سنوات، من اجل تعاون اقتصادي مع موسكو.واكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت ان "بنى التكامل الاورو-آسيوي" التي وضعتها موسكو "مفتوحة" لاوكرانيا.ويفترض ان يزور الرئيس الاوكراني موسكو الاسبوع المقبل للمشاركة في قمة حول التكامل "الاورو-آسيوي".وكان القادة الاوروبيون عبروا خلال قمتهم في بروكسل هذا الاسبوع عن استيائهم من الحكومة الاوكرانية.وقالت الرئيسة الليتوانية داليا غريباوسكايتي التي تتولى بلادها رئاسة الاتحاد الاوروبي حاليا ان الاتحاد يبقي الباب مفتوحا "امام الشعب الاوكراني ولكن ليس بالضرورة لحكومته".
آخر الأخبار
تجمع جديد للمعارضة في كييف بعد الاتفاقات الاقتصادية مع موسكو
22-12-2013