بات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على بعد أميال قليلة من بغداد بعد دخوله ليل الخميس- الجمعة مدينة جلولاء في محافظة ديالى المتاخمة للعاصمة العراقية، بدون مقاومة من قوات الأمن التي تركت مواقعها هناك.

ومع الحشد والحشد المضاد، دعا المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني جميع العراقيين إلى حمل السلاح ومقاتلة المسلحين الجهاديين، بهدف وقف زحفهم المتواصل نحو بغداد.

Ad

وطالب ممثل السيستاني، عبدالمهدي الكربلائي في خطبة الجمعة من كربلاء المواطنين "بحمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم عبر التطوع والانخراط في القوات الأمنية لتحقيق هذا الغرض المقدس"، مفتياً بأن "من يضحي في سبيل الدفاع عن بلده وأهله وأعراضه يكون شهيداً".

في موازاة ذلك، أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن واشنطن تراقب الوضع في العراق، وستقدم كل المساعدة الممكنة للقوات العراقية لكنها لن ترسل قوات. وأشار إلى فشل القادة العراقيين في تجاوز الخلافات الطائفية، ما تسببب في وضع هش في العراق. وقال إن "أي عمل أميركي يجب أن ترافقه جهود لإنهاء الخلافات الطائفية".

 وخاض الجيش العراقي صباح أمس، اشتباكات واسعة مع مسلحي "داعش"، الذين يتجهون نحو قضاء المقدادية في طريقهم إلى مدينة بعقوبة شرق بغداد مركز ديالى.

وفي بغداد التي يسودها التوتر والترقب، وضعت السلطات خطة أمنية جديدة تهدف إلى حمايتها من أي هجوم محتمل. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن "اليوم الوضع استثنائي، وأي تراخ قد يسمح للعدو بأن يحاول مهاجمة بغداد، ويجب أن يكون هناك استعداد".

وأكد معن أن الخطة تشمل "تكثيف انتشار القوى، وتفعيل الجهد الاستخباراتي، وزيادة استخدام التقنية مثل البالونات والكاميرات والأجهزة الأخرى، إضافة إلى التنسيق مع قيادات العمليات في محافظات أخرى، ورفع الروح المعنوية للمقاتلين".

في غضون ذلك، حث زعيم الكتلة الوطنية في البرلمان العراقي أياد علاوي أمس، الشعب العراقي على "الالتزام باللحمة الوطنية ونبذ الخلافات، لتجنيب بلدنا المزيد من الانزلاقات والانحدار نحو التقسيم الذي طالما حذرنا منه ومن نتائج سياسات التفرد والعنجهية، التي تفتقر إلى الحكمة والرؤية في إدارة بلد شديد التعقيد مثل العراق"، محذراً دول الجوار والعالم من محاولات إشعال الفتنة، وتحويل العراق إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية.

إلى ذلك، قال مصدر في وزارة الاتصالات العراقية أمس، إن الحكومة الاتحادية قررت حجب عدد من المواقع الإلكترونية، خصوصاً فيسبوك وتويتر ويوتيوب في عموم البلاد.

ولم يكشف المصدر عن سبب حجب المواقع، غير أن بعض المراقبين يرون أن الإجراءات تأتي في إطار الجهود الحكومية لمواجهة الزخم الإعلامي لتنظيم "داعش" في العراق.

وكان التنظيم نشر العديد من الأفلام والصور عبر هذه المواقع، للترويج لتحركاته في وسط البلاد وشمالها.

في السياق، كشف عضو المكتب الإعلامي في القيادة العامة لـ"المجلس العسكري العام لثوار العراق" مصعب العبيدي أمس، أن الأمين العام لحزب البعث الرجل الثاني في نظام صدام حسين عزة الدوري سيوجه بياناً للشعب العراقي يؤكد فيه أن ما يحدث في الموصل "ثورة شعبية".

وأكد العبيدي في تصريحات صحافية أن الدوري سيشدد على حرمة الدماء، وعدم التعرض لأي من الذين يسلمون أسلحتهم، وسيطالبهم بطي صفحة الماضي، لافتاً إلى أن الدوري اجتمع بالثوار أمس الأول، وقال لهم "إن هذه الثورة المباركة هي إهداء إلى الشعب المصري والرئيس عبدالفتاح السيسي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية".

على صعيد آخر، حمّل رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مسؤولية سقوط مساحات واسعة من الأراضي في شمال العراق في أيدي المتشددين الإسلاميين.

وقال الفيصل في اجتماع للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في روما إن "الوضع في منطقة الأنبار في العراق يغلي منذ بعض الوقت، وبدا أن الحكومة العراقية ليست متقاعسة عن تهدئة الغليان هناك فحسب، بل تحث على انفجار الأمور في بعض الحالات".

وأضاف: "من السخريات المحتملة التي قد تقع هو أن نرى الحرس الثوري الإيراني يقاتل جنباً إلى جنب مع الطائرات الأميركية بدون طيار لقتل العراقيين، هذا شيء يفقد المرء صوابه ويجعله يتساءل إلى أين نتجه؟"، مؤكداً أن الرياض تعارض بشدة تنظيم "داعش"، لأنه مدرج على قائمة الإرهاب في السعودية.

(بغداد - أ ف ب، رويترز، كونا)