تميزت عمليات غطس عدة قمنا بها بكثير من المتعة والإثارة مع أسماك القرش الممرضة والقرش الليموني وقرش الأحياد الكاريبية في مياه جزيرة غراند بهاماس. حتى إن بعضها يُعتبر جنونًا. كذلك شملت رحلة الأيام الستة تلك عمليات غطس إلى باخرة كانت تنقل الدبس عمرها 100 سنة تُدعىSugar Wreck، فضلاً عن عدد من عمليات الغطس الليلية المميزة.كذلك قابلنا على الأحياد الكثير من الكائنات المميزة، مثل سلاحف البحر الضخمة الرأس والصقرية المنقار، السمك المبوّق، السمك الملائكي، وأسماك التنين والشرغوف والينم السريعة التنقل. أعتبر عملية الغطس الأولى إلى باخرة الدبس الفضلى. تقع الباخرة على عمق سبعة أمتار فقط، ما أتاح لنا الاستمتاع باستكشاف حطامها القديم طوال 90 دقيقة. كان النور ساطعًا. وقد أحاطت بنا السلاحف الصقرية المنقار وأسماك القرش الممرضة ومئات أسماك الينم والشرغوف. كذلك استقرت تلك الباخرة على رمل أبيض وفي موقع لا تعبره تيارات مائية كثيرة. فحظينا بعملية غطس ممتعة في مياه استوائية.بعدما غطسنا مرات عدة لاستكشاف حطام الباخرة، انطلقنا للبحث عما أتينا لمشاهدته: أسماك قرش النمر. قصدنا بادئ الأمر بقعة نائية تغطيها الرمال تُدعى شاطئ النمر. لكن الحظ لم يحالفنا. إلا أننا صادفنا أنواعًا أخرى من القرش، وخصوصًا الليموني. لم نشعر بالخطر مطلقًا، مع أن كثيراً من أسماك القرش الكبيرة بدت أكثر نشاطًا من المعتاد. فصدمت عددًا منها بزعانفها وأنفها وشدّة زعانفنا. وكانت سيدة ممن شاركونا الغطس تحمل لعبة تتدلى من قارورة الأوكسجين. فسحبتها إحدى أسماك القرش، وضعتها في فمها، ثم بصقتها.كائنات جميلةأمضينا ساعات مع تلك الأسماك المفترسة الجملية واللماعة. لكننا أردنا رؤية أنواع مختلفة. كانت عمليات الغطس التي قمنا بها ليلاً رائعة وطريقة مميزة أخرى لمشاهدة الأحياد. ففي الليل تخرج كائنات جميلة وغريبة. وبدا حطام الباخرة مكانًا مختلفًا تمامًا بعد حلول الظلام. فقد غزته أعداد كبيرة من حيوانات التوتيا وأسماك القرش الممرضة. كذلك استمتعنا برؤية سلاحف البحر الضخمة الرأس والصقرية المنقار العملاقة، الكركند الذي يبدو خارجًا من عصور ما قبل التاريخ، والكركند الكاريبي الرمادي المبقّع.توقفنا في مواقع عدة أخرى، بما فيها حيد جنة القرش، حيث صادفنا عددًا من أسماك قرش الأحياد الكاريبية الفضولية والمفعمة بالحياة، والتي لم تخف منا. فراحت تصطدم بنا لتتعرف إلى أولئك الدخلاء الغريبين.غطسنا أيضًا في موقع إل كابيتان، حيث حملنا التيار إلى عمق 27 مترًا تقريبًا. وكان هذا العمق الأكبر الذي بلغناه طوال ذلك الأسبوع. لكنني لم أستمتع خلال عملية الغطس هذه كثيرًا. فقد طفنا حول 9 أمتار من الحياد، وحاولنا أن نبقي الفريق معًا في تيار بحري قوي جارف.يضم موقع ميني وول حيداً مزدوجًا رائعًا تفصل بين قسميه قناة رملية يصل عمقها إلى 24 مترًا. يصل عمق الجزء الأول من الحيد إلى 9 أمتار، ومن ثم تعبر الرمل إلى الحيد الثاني الذي يصل عمقه إلى 18 مترًا. كان بعض أجزاء هذا الحيد يمتد فوق الغطاسين أحيانًا. وقد فوجئ كثيرون منا حين رأوا بغتةً سمكة قرش ليمونية كبيرة وفضولية على بعد أمتار قليلة منهم.أما حيد هوغفيش، فيضم الكثير من سمك الخنزير البري الإسباني، فضلاً عن عدد من سمك قرش الأحياد الكاريبية والسمك المبوّق والملائكي. كذلك امتاز هذا المكان بمعالم مميزة مع نتوءاته الغريبة وجروفه الرملية.عدنا بعد ذلك إلى شاطئ النمر، حيث كانت أسماك القرش الليموني قد ألفتنا. نتيجة لذلك، تمكنا من تأمل بعض طرق تصرفها المميزة. لاحظت أن إحدى هذه الأسماك تقبلت أو حتى تجاهلت اقترابي منها فيما كانت ممددة بين الرمال. كانت تفتح فمها الكبير. وراحت تنتظر بصبر فيما دخلته سمكة لشك طولها 20 سنتمترًا وراحت تنظف بين أسنانها المتلاصقة.أنهينا رحلتنا الممتعة هذه بعملية غطس ليلية أخرى تحبس الأنفاس إلى الحطام حيث بدأنا مغامرتنا. فرأينا المزيد من السلاحف الضخمة الرأس، وكانت إحداها تتعرض لمضايقة مستمرة من سمكتي لشك. لكن السلحفاة اختبأت في النهاية تحت صفائح معدنية في الحطام لتبعدهما عنها. ثم توجهنا للمرة الأخيرة إلى سلالم الغطس، بعدما ملأنا يومياتنا بمغامرات مميزة لا تُنسى.إذا قصدت هذا المكانCarib Dancer أحد يخوت أسطول Aggressor Fleet and Dancer يقصد نحو 15 موقعًا للغطس في العالم، من بليز إلى تايلاند وجزر غالاباغوس وغيرها. ركبنا هذا اليخت بعد رحلة مباشرة ومريحة من منطقة شارلوت في نيويورك إلى فريبورت في جزر البهاماس.يبلغ طول هذا اليخت نحو 30 مترًا وينطلق عادةً من ناسو. وهذا اليخت المخصص للغطس مزود بمعدات تكفي 14 غطاسًا يمكنهم القيام بخمس عمليات غطس يوميًّا، بما فيها عمليات غطس ليلية. والمميز في هذا اليخت أنه يتيح لك القيام بعمليات غطس كثيرة وبلوغ أماكن تعجز عن الوصول إليها من البر.يخصص اليخت نحو ثلاثة أسابيع من كل صيف لأحياد حزر البهاماس بغية السماح لمحبي أسماك القرش، بالغطس في منطقة شاطئ النمر التي قلما تتلقى الزوار قبالة الطرف الغربي من جزيرة غراند بهاماس. للحصول على مزيد من التفاصيل، زر موقع www.aggressor.com.
توابل
الغطس مع سمك القرش في البهاماس
03-12-2013