«شوارعنا» إحدى أهم الفرق المصرية التي حققت نجاحاً في السنة الماضية، من خلال ظهورها في برامج عدة أبرزهاArabs Got Talent، ووصلت إلى التصفيات النهائية ونالت إعجاب الجمهور ولجنة التحكيم، بأغانيها واسكتشاتها الفكاهية التي تناقش مشاكل المجتمع والشباب خصوصاً.تؤكد فرقة {شوارعنا} أن أعمالها تعتمد بشكل كامل على مراقبة ما يحدث حولها في الشارع العربي وأحيانا الدولي، ورصد التطورات لتأتي أغنياتها كردة فعل لهذه الأحداث، أو بتعبير أدق تختار منها ما يمكن طرحه في أغنياتها وبطريقتها الساخرة التي تميزها عن غيرها من الفرق. تتنوّع خياراتها بين القضايا السياسية كعلاقة السلطة بالفرد، أو القضايا السياسية المطروحة على الساحة، خصوصاً بعد ثورات الربيع العربي، أو القضايا الاجتماعية، مثل السلوك الاجتماعي لفئة معينة أو لشخص ما، ورصد تلك السلبيات وآثارها على المجتمعات، ذلك كله بشكل ساخر يجنح إلى المبالغة في بعض الأحيان.{لايك جيلي}تعتمد فرقة {لايك جيلي} نوعاً مختلفاً من الموسيقى يصعب تصنيفه، فهي مزيج بين الروك والشعبي المصري والراب والبوب. يقول يوسف عطوان، أحد أعضاء الفرقة، لـ {الجريدة}، إنهم بدأوا طرح إبداعاتهم عام 2005 من باب الهواية التي يحبون ممارستها، من ثم اتسعت شهرتهم، وأصبح لديهم جمهور خاص يحب نوعية الموسيقى المميزة التي يقدمونها في الأماكن الثقافية المصرية التي ترعى الفن المستقل، وتفتح أبوابها ليقدموا إبداعاتهم.يضيف أن الفرقة تشعر بسعادة بالغة عندما تكتب أغنية تعبر فيها عن أفكارها وتجاربها الشخصية، وتلقى ردود فعل إيجابية بعد غنائها في حفلة أو تحميلها على الإنترنت، وهذا كل ما تتمناه من عملها في الموسيقى والغناء.تنتقد أغاني {لايك جيلي} الأوضاع السياسية والاجتماعية، وكانت الفرقة قدمت فقرات في برنامح {البرنامج} مع الإعلامي باسم يوسف، ما أدى إلى اتساع دائرة انتشارها، لتنهال من بعدها العروض عليها، فقدمت حفلات في بعض الدول العربية والأوروبية مثل عمان وإسبانيا، وسجلت أخيراً {اليوستفندي} أغنيتها الأولى داخل الأستوديو. كذلك أدت الفرقة، في إحدى حفلاتها، دويتو مع يسرا الهواري، مطربة شابة وعازفة أكورديون وصاحبة أغنية {السور} التي حققت جماهيرية بين أوساط مستمعي الفن المستقل بمجرد تحميلها على موقع {يوتيوب}، وهي تناقش فكرة الأسوار التي يبنيها الإنسان بينه وبين الآخرين سواء كانت مادية أو نفسية.تجارب شخصيةرغم أنها درست الموسيقى منذ صغرها، وكانت تؤلف كلمات أغانيها وتلحنها لتعبر من خلالها عما يدور في داخلها، إلا أن يسرا الهواري لا تعتبر نفسها مطربة ولم تتخيل أنها ستقدم أغانيها يوماً أمام جمهور حقيقي، حتى استمع إليها أصدقاؤها وشجعوها لخوض التجربة.ودفعتها ردود الفعل الجيدة إلى المشاركة في الحفلات أو طرح أغنياتها على مواقع {سواند كلاود} و{يوتيوب}، وأشارت في هذا المجال إلى أنها تغني لأن في داخلها أموراً تسعى إلى التعبير عنها، وعندما لا يعود لديها شيء فلن تغني.أما الناقد محمود مصطفى كمال فيوضح أن فرقة {بلاك جيلي} تشبه مطربين وفرقاً أجنبية انتشروا منذ فترة طويلة في الخارج. رغم عدم تمتع معظمهم بصوت غني بالطبقات، فإنهم يكتبون أغانيهم بأنفسهم ويعبرون بصدق عما بداخلهم من غضب تجاه أوضاع سياسية أو اجتماعية، من دون التفكير بمعايير تجارية أو إنتاجية، لذا يصلون إلى الجمهور سريعاً لأن الصدق يفتح الأبواب الموصدة، كونه يتلامس مع أوجاع من يجدون أنفسهم وآلامهم وأحلامهم في تلك الأغنيات.
توابل
الفرق المستقلة... تمويلها ذاتي وأغنياتها تتمرد على الواقع
08-01-2014