تكون القيلولة، عموماً، مفيدة لأنها تفرّغ جزءاً من الضغط النفسي الذي يتراكم خلال الجزء الأول من النهار، شرط ألا تؤثر على الليلة التالية. إنه نوع من الاستعداد الجيد لفترة الليل لأن الدماغ، في موعد النوم، يكون قد أفرغ جزءاً من تراكماته. لذا يُنصح بالقيلولة للناس من الأعمار كافة!من الطبيعي أن نشعر بالنعاس وأن يتراجع مستوى أدائنا في بداية فترة بعد الظهر، فنشعر بالحاجة إلى أخذ قيلولة في هذه اللحظة بالذات. في الصين، تنصّ المادة 49 من الدستور على حق كل عامل بأخذ قيلولة. وفي اليابان، تخصص معظم الشركات الكبرى صالات للقيلولة كي يستعملها الموظفون. عادة صحية وسليمةعكس 85% من مختلف أجناس الثدييات، لا ينام الإنسان إلا مرة واحدة في اليوم. لم يتأكد العلماء بعد إذا كنا بطبيعتنا نحتاج إلى دورة واحدة من النوم (بدل الحاجة إلى دورات عدة في اليوم)، أو إذا كان المجتمع المعاصر هو الذي فرض علينا هذا الأمر. في مطلق الأحوال، تبين أن ثلث الناس يواجهون نقصاً في النوم بفعل مسار الحياة المعاصرة. لذا تُعتبر القيلولة وسيلة ممتازة لسد ذلك النقص.لكن لا تقتصر منافع القيلولة على ذلك، إذ يمكن أن تساهم، أيضاً، في إراحة الدماغ والسماح بتوسيع هامش الإبداع وتحسين وظيفة الذاكرة والإدراك والتفكير المنطقي، وذلك من خلال تعديل المزاج. تعطي القيلولة، أيضاً، منافع علاجية تفيد القلب وضغط الدم وتخفف الضغط النفسي وحتى الوزن الزائد.ما معنى القيلولة؟القيلولة مرحلة من النوم تدوم بين 10 و30 دقيقة في الحالة المثلى، وتقع بين الساعة الواحدة والرابعة من بعد الظهر. أما النوم لفترة أطول، فيعزز الشعور بالكسل، ما يعني الإحساس بالانزعاج والخمول. تشير تقديرات الخبراء إلى أن القيلولة التي تتراوح مدتها بين 10 و20 دقيقة تعيد تنشيط العقل وتجدد الطاقة. في المقابل، تطرح القيلولة التي تمتد طوال 30 دقيقة بعض المشاكل وتستلزم أحياناً وقتاً إضافياً لاستعادة التوازن المطلوب. تشير دراسات نُشرت في مجلة "النوم” إلى أن القيلولة القصيرة التي لا تتجاوز الست دقائق تعطي آثاراً إيجابية على الذاكرة.لا يُعتبر اكتشاف منافع القيلولة حديث العهد. ففي عام 1995، أثبتت دراسة أجرتها وكالة "ناسا” على الطيارين في طائرة "بوينغ 747” أن المشاركين الذين حصلوا على الإذن بأخذ قيلولة مدتها 20 دقيقة في اليوم (أي ما معدله 25.8 دقيقة من النوم) سجلوا تحسناً في أدائهم ومستوى يقظتهم بنسبة 16% مقارنةً بالمتوسط العام وبنسبة 34% مقارنةً بالطيارين الذين لم يأخذوا أي قيلولة.منافع متعددةتتعدد منافع القيلولة:تساهم في تجديد طاقة الجسم وتعزيز نشاط العضلات.تسمح بتراجع معدل الكورتيزول (هرمون الضغط النفسي) وتخفيف العصبية.تحسن أداء الذاكرة ومستوى التركيز.تشمل منافع القيلولة تراجع الضغط النفسي وتحسين الذاكرة والتركيز، ورفع مستوى الإبداع وإعادة التوازن إلى الوظيفة العصبية. بالتالي، يساهم أخذ استراحة لبضع دقائق في الحفاظ على الحيوية من خلال إعادة شحن طاقة الجسم بفاعلية. يلجأ الأشخاص الدائمو الانشغال إلى القيلولة لتقليص مدة نومهم خلال الليل: تساهم القيلولة اليومية في اكتساب ساعة أو ساعتين من النوم يومياً. للاستفادة من المنافع المنشودة، يُنصح بالاستيقاظ بهدوء بعد القيلولة، مع تخصيص وقت كافٍ للتمطط قبل النهوض. القيلولة هي لحظة تضمن الراحة واستعادة النشاط.ماذا عن الأولاد؟يدعي البعض أن منافع القيلولة لا تنطبق على الأولاد. لكن يبدو البعض الآخر مستعداً للدفاع عن الحق بالراحة للفئات كافة. في هذه الأيام، تقلّ المواضيع التي تثير هذا المستوى من الجدل بشأن مرحلة الطفولة. يشهد عصرنا الراهن أكبر ارتباك ممكن في ما يخص أفضل طريقة تسمح للأطفال والأولاد بأخذ قيلولة. يريد الأهالي والمسؤولون عن الرعاية بالأولاد أن يعرفوا الوسائل الفاعلة لإدراج القيلولة في حياة الطفل، بما يناسب حاجاته ويضمن أن تكون هذه الفترة مريحة له.في مرحلة الحضانة، تكون القيلولة شبه ضرورية للأطفال كافة. وفي المرحلة المتوسطة، يتوقف الأمر على المدارس، لكن يخصص المعلمون في مطلق الأحوال وقتاً للراحة. كل من ينام خلال هذا الوقت يكون بحاجة إلى قيلولة. إذا لوحظ أن الطفل يحتاج إلى قيلولة منتظمة بعد عمر الخمس سنوات، يجب استشارة الطبيب للتأكد من أنه ليس مصاباً باضطرابات في النوم أو لا يواجه متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم.باختصار، تسمح القيلولة بإعادة تنشيط وظيفة الذاكرة وبإعادة تنظيم الخلايا العصبية. كذلك يمكن أن تفيد المصابين بمرض الزهايمر. تتعدد الأسباب إذاً كي لا نحرم أنفسنا من القيلولة!
توابل - Fitness
القيلولة... لها منافع كثيرة
16-05-2014