تؤثر الحالة المعروفة باسم «ارتفاع ضغط الدم الرئوي» على الرئتين والقلب. يبذل الجانب الأيمن من القلب جهداً أكبر لضخ الدم إلى الرئتين. في الوقت نفسه، يعني تضرر الأوعية الدموية الصغيرة داخل الرئتين تراجع كمية الأوكسجين التي تصل إلى الدم. مع مرور الوقت، يتغير شكل البطين الأيمن للقلب ولا يعود قادراً على تقديم أداء فاعل بحسب قول الطبيب برادلي مارون، اختصاصي في أمراض القلب والأوعية الدموية في مستشفى بريغهام للنساء التابع لجامعة هارفارد: «حين يحصل ذلك تسوء حالة الفرد، فيمرض ويقصد المستشفى ويصبح متوسط عمره أقصر من العادة».

عند الإصابة بارتفاع ضغط الشريان الرئوي، تصبح الشرايين المتصلة بالرئتين متصلبة وغير مرنة. نتيجةً لذلك، يضطر الجانب الأيمن من القلب إلى بذل جهد أكبر لضخ الدم إلى الرئتين. ثم يصبح العضل سميكاً وسرعان ما يتعب مع مرور الوقت.

Ad

أصل المشكلة

قد يصعب تشخيص ارتفاع ضغط الدم الرئوي لأن الأعراض (ضيق التنفس، تعب، دوار، تورم، خفقان القلب) تكون عامة. غالباً ما تُنسَب إلى مشاكل أكثر شيوعاً مثل الربو وأمراض الرئة بسبب التدخين أو حتى نوبات القلق. الطريقة الموثوقة الوحيدة لرصد ارتفاع ضغط الدم الرئوي تقضي بدس أنبوب القسطرة داخل الجانب الأيمن من القلب وقياس ضغط الدم مباشرةً في الشرايين الرئوية.

كذلك، قد يرتبط ارتفاع ضغط الدم الرئوي بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية. في معظم الأحيان، تنجم المشكلة عن مرض كامن في القلب أو الرئة. وفي بعض الحالات، يرتفع ضغط الدم الرئوي نتيجة تخثر الدم الذي ينمو على جدار الشريان. توفر الجراحة في شرايين الرئة علاجاً نهائياً في هذه الحالات.

علاجات الجيل المقبل

في عام 2013، صادقت إدارة الغذاء والدواء على دوائين جديدين لمعالجة ارتفاع ضغط الدم الرئوي وعلى وسيلة أسهل لأخذ دواء ثالث. من بين المنتجات الجديدة، ينتمي دواء «ماسيتنتان» («أوبسوميت») إلى فئة معروفة باسم مضادات مستقبلات الأندوثيلين، وهو يُعتبر مهماً لأن التجارب العيادية أظهرت أنه يستطيع تأخير تقدم المرض. الدواء الجديد الثاني هو «ريوسيغات» («أديمباس») الذي يستهدف مساراً جديداً من المؤشرات لإرخاء جدران الأوعية الدموية. يشبه أثره على الشرايين مفعول مثبطات الفسفودايستراز 5 (PDE5)، وقد يكون فاعلاً بالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يتجاوبون جيداً مع الفئة الأقدم من الأدوية. المنتج الثالث هو عبارة عن أقراص من دواء «بروستاسيكلين»، واسمه «تريبروستينيل» («ريمودولين»). في السابق، كان هذا الدواء يُعطى مباشرةً في الوريد عبر استعمال مضخة مزروعة.

شكل نادر

يقول د. مارون إن شكلاً نادراً من هذه الحالة، واسمه «ارتفاع ضغط الشريان الرئوي»، قد يكون حاداً على نحو خاص: «يصيب الناس الأصغر سناً بشكل عام، لا سيما النساء المصابات بأمراض النسيج الضام مثل تصلب الجلد أو داء الذئبة. في معظم الحالات، يبقى سبب المشكلة مجهولاً. لكنه قد يرتبط بعوامل وراثية وجزيئية من شأنها أن تقضي على البنية الطبيعية للأوعية الدموية الرئوية».

تستهدف علاجات معظم أشكال ارتفاع ضغط الدم الرئوي وظيفة القلب أو تزيل انسداد الشرايين الذي يسبب المشكلة. بالنسبة إلى المصابين بارتفاع ضغط الشريان الرئوي، ما من أجوبة سهلة. لكن في السنوات الأخيرة، تحسّن الوضع بفضل أدوية جديدة تستهدف الأوعية الدموية الشائبة مباشرةً.

توسيع الشرايين

كانت أولى الأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الشريان الرئوي تتألف من البروستاسيكلين الذي يساعد الأوعية الدموية على الاسترخاء. منذ ذلك الحين، انضمت أدوية أخرى إلى اللائحة، بما في ذلك العلاجات التي تساهم في منع تشنج الأوعية الدموية (اسمها «مضادات مستقبلات الأندوثيلين»). تشمل أنواع أخرى مثبطات الفسفودايستراز 5 (PDE5) التي تفتح الشرايين، مثل الفياغرا، وهي معروفة على نطاق أوسع بمعالجة ضعف الانتصاب.

لا يزال الطريق طويلاً قبل المصادقة على علاج ارتفاع ضغط الشريان الرئوي بحسب رأي د. مارون. العلاجات مكلفة ولا تناسب جميع الناس وقد تترافق مع آثار جانبية خطيرة. لكن مع توسّع إمكانات العلاجات الفردية، يمكن البدء بالعلاج في مرحلة أبكر عند الأشخاص الذين يستطيعون تحمّل هذه الأدوية.