في صباح يوم ربيعي فوجئ إمام المسجد الكبير بـ"كييف" بشاب أوكراني يدعى ديميتري بولياكوف، وهو فيزيائي مشغوف بالبحوث العلمية، يدخل عليه المسجد بعد انتهاء الصلاة، طالباً منه بهدوء أن يلقنه الشهادتين لينطقها الإمام ومن بعده يرددها ذلك الشاب الوسيم: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله".

Ad

وقبل أن يعلن أحد الحضور دهشته بدأ ديمتري يشرح رحلته للإسلام قائلاً إنه يعمل ضمن فريق أبحاث علمية في مجال الفيزياء الفراغية بقيادة البروفيسور نيكولاي كوسينيكوف أحد العلماء الأفذاذ في هذا المجال وإنهم قاموا بعمل نماذج أجروا عليها اختبارات معملية لدراسة نظرية حديثة تفسر دوران الأرض حول محورها واستطاعوا إثبات هذه النظرية، لكنه علم أن هناك حديثاً نبوياً يعرفه جميع المسلمين ويدخل في صلب عقيدتهم يؤكد فرضية النظرية ويتطابق مع خلاصتها، أيقن أن معلومة كهذه عمرها أكثر من 1400 عام المصدر الوحيد الممكن لها هو خالق هذا الكون.

أضاف: لاحظنا أن القطب المغناطيسي للأرض حتى عام 1970 كان يتحرك بسرعة لا تزيد على 10 كيلومترات/ السنة، لكن في السنوات الأخيرة زادت سرعته حتى بلغت 40 كلم/ السنة، بل إنه عام 2001 انزاح القطب المغناطيسي للأرض 200 كلم مرة واحدة، وهذا يعني أنه تحت تأثير هذه القوى المغناطيسية فإن قطبي الأرض المغناطيسيين سيتبادلان موقعيهما، ما يعني أن حركة الأرض ستدور في الاتجاه المعاكس، حينها ستخرج الشمس من مغربها.

هذه المعلومات لم يقرأها ديميتري في كتاب أو يسمع بها وإنما توصل إليها بيديه عبر البحث والتجربة والاختبار، وحينما بحث في الكتب السماوية وفي الأديان المختلفة لم يجد ما يشير إلى هذه المعلومة سوى في الإسلام... وجد الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): "من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه"، حينئذ لم يحل بين ديميتري وبين أن يعتنق الإسلام إلا أن يأتي إلى المركز الإسلامي وينطق بالشهادتين وهو ما فعله وقد كان حديث النبي (ص) آية وعلامة يسرها الله له لتدله إلى الطريق وقد وصل إليه... وهو الآن أمام نبع ذاخر يغترف منه فيملأ روحه وعقله.

لم ينقطع ديميتري عن مركز الأبحاث بعد إسلامه فأمامه رسالة دكتوراه يود إكمالها، لكنه سيكملها بروح جديدة هي روح العالم الفيزيائي المسلم الذي يدرك في مختبره عظمة الخالق فيسبح بحمده.