في أوج أكبر أزمة بين الغرب وروسيا منذ انتهاء الحرب الباردة بسبب أوكرانيا، تجمع كبار قادة العالم أمس على شواطئ نورماندي لإحياء الذكرى السبعين لأوسع عملية إنزال على الإطلاق نفذتها قوات الحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية لتحرير فرنسا من أيدي قوات الزعيم النازي أدولف هتلر.

وعلى هامش مراسم الاحتفال بالعملية، التي شهدت هبوط 160 ألف مقاتل ونحو 196 ألف ملاح بحري وتجاري من الحلفاء على متن أكثر من 5 آلاف سفينة في يونيو 1944، دار حديث غير رسمي مدته 10 دقائق فقط بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما، في أول لقاء بين الرجلين منذ بدء الأزمة الأوكرانية.

Ad

وقبلها تحادث زعيم الكرملين والرئيس الأوكراني الجديد بيترو بوروشنكو للمرة الأولى في قصر بينوفيل برعاية الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ومع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وفي أول مراسم ذكرى نورماندي، كرم هولاند إلى جانب 1800 جندي من قدامى المقاتلين حضروا أمام نصب كاين أمس، الضحايا المدنيين العشرين ألفاً والأسر الفرنسية "التي عاشت الفوضى وإطلاق النار" خلال معركة النورماندي، في أول اعتراف رسمي بهؤلاء الضحايا الذين قتلوا بين السادس من يونيو و22 أغسطس 1944.

وفي خطابه، ثمّن الرئيس الفرنسي "شجاعة الجيش الأحمر" و"المساهمة الحاسمة لشعوب ما كان يسمى الاتحاد السوفياتي في انتصار الحلفاء".

وزار هولاند مع أوباما المقبرة الأميركية في كولفيل سور مير، التي ووري فيها أكثر من عشرة آلاف شخص. وبعد غداء في قصر بينوفيل، المقر الرمزي للمقاومة آنذاك، توجه القادة البالغ عددهم نحو 20 بينهم ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية إلى ويسترهام حيث أقيمت مراسم بحضور ألف من قدامى المقاتلين على شاطئ سورد بيتش.

وخلال تواجده في المقبرة الأميركية، أشاد أوباما بطريقة شعرية بالرجال الذين خرقوا "جدار هتلر" واقتحموا الشواطئ لتحرير أوروبا في النورماندي، مشيراً إلى أن تضحيتهم أوصلت إلى عهد من الديمقراطية والحرية.

(باريس، كاين- أ ف ب، رويترز، د ب أ)