يتسم النظام التعليمي في الوقت الراهن بالزيادة المستمرة في أعداد التلاميذ، مما أدى إلى اتساع الفروق الفردية بينهم، وأصبحت الفصول الدراسية تضم تلاميذ يتفاوتون في قدراتهم على التعلم، فمنهم الفائقون ومنهم العاديون، ولقد ظلت الممارسات التربوية مقيدة بنظرة محددة عن الذكاء، حيث إنها تعد ذكاء المتعلم عبارة عن قدرة واحدة ونوعين فقط من القدرات، هما القدرة الرياضية المنطقية، والقدرة اللغوية.

لذلك ظهرت في السنوات الأخيرة الكثير من النظريات والدراسات السيكولوجية لتثبت أن الذكاء الإنساني يشتمل على عدة مهارات، ويجب أن تتم مراعاة القدرات المختلفة لدى التلاميذ في الأنظمة المدرسية.

Ad

ولعل من أهم هذه النظريات نظرية "الذكاءات المتعددة" للباحث الأميركي هاورد جاردنر، والتي يشير فيها إلى أن الإنسان يمتلك ثمانية ذكاءات أو أكثر.

ولهذه النظرية مبادئ وفوائد تربوية مثبتة من خلال الدراسات والبحوث المختلفة باختلاف المراحل والمواد الدراسية، ولهذه النظرية إسهامات عديدة في مجال التعليم عموماً، وفي مجال تعليم اللغات خصوصاً، فهي تقترح على المعلم أن يستخدم ويطور من أساليب وفنون التدريس الموجودة لديه، لكي يتمكن الطلاب من تحقيق أقصى إفادة من هذا التدريس.

بمعنى آخر يحتاج المعلمون إلى تنويع وإثراء الأساليب والأدوات والاستراتيجيات المتاحة لديهم، لتطبيق هذه النظرية بالشكل السليم.

لذلك يجب أن تتجه الدراسات والبحوث في مجال المناهج وطرق التدريس إلى إعادة تقديم محتوى المناهج الدراسية، بشكل يراعي ذكاءات المتعلمين وما لديهم من قدرات، وذلك من خلال تقديم أنشطة متنوعة ومثيرة تتجاوب مع الذكاءات المتعددة للمتعلمين.

الطالبة: الجازي عبيد الرشيدي

ماجستير مناهج وطرق تدريس