بدا أمس أن موسكو تستغل الأزمة الأوكرانية لتصفية حسابات قديمة مع واشنطن، في حين ظهر أن الغرب غير قادر على التأثير في الأزمة حتى الآن، وأن تهديداته المتواصلة بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا لن تثني هذه الأخيرة عن المضي في مخططاتها لفصل جمهورية القرم الذاتية الحكم عن أوكرانيا.

في هذا السياق، أعلن نواب البرلمان المحلي لجمهورية القرم أمس استقلال شبه الجزيرة عن أوكرانيا، مستبقين بهذه الخطوة الاستفتاء الذي سيجرى الأحد المقبل للانضمام إلى روسيا، واستند النواب في قرارهم إلى ما أسموه "سابقة كوسوفو" لتبرير خطوتهم من وجهة النظر الدولية، في خطوة بدت كأنها انتقام روسي متأخر من تأييد واشنطن لاستقلال كوسوفو بالرغم من معارضة روسيا التي كانت تدعم صربيا، والتي لم تعترف حتى الآن بدولة كوسوفو.

Ad

وفي موسكو، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن إعلان الاستقلال الذي وافق عليه البرلمان القرمي "شرعي تماماً"، وبدأ التلفزيون الحكومي الروسي أمس ببث تقاريره من القرم باعتبارها "جمهورية القرم" المستقلة.

في المقابل، أعلن رئيس حكومة القرم سيرغي أكسيونوف، نية الجمهورية تأميم شركة النفط والغاز الحكومية والأسطول الحربي، بينما استولت الميليشيات الموالية للروس أمس على مطار سيمفروبول، الأبرز في شبه الجزيرة، ومنعت كل الرحلات باستثناء تلك القادمة من موسكو أو المتجهة إليها.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف أبلغ نظيره الأميركي جون كيري أمس أن أي حل للأزمة الأوكرانية يجب أن يأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأوكرانيين في كل المناطق واحترام حق سكان القرم في تقرير مستقبلهم. وأضافت الوزارة في بيان أن كيري ولافروف "تبادلا وجهات النظر بشأن مقترحات محددة طرحتها روسيا والولايات المتحدة لتحقيق السلم والوفاق المدني" في أوكرانيا. ولم تذكر الوزارة أي مؤشر على توصلهما إلى اتفاق، لكنها قالت إنهما سيواصلان المشاورات. وكان لافروف كشف أمس الأول أن كيري طلب تأجيل زيارة له للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

(كييف، موسكو - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)