اعتبر محللون عسكريون أمريكيون إعلان إيران عن إرسال سفنها الحربية قرب السواحل الأمريكية يهدف إلى توجيه رسالة "علاقات عامة"، في الوقت الذي استبعدوا فيه أن تشكل تلك السفن أي تهديد للبحرية الأمريكية الأقوى في العالم.

Ad

وفيما استبعد مراقبون اقتراب سفن حربية تحمل العلم الإيراني من ساحل الولايات المتحدة، فقد دعوا إلى عدم الذعر في حالة إذا ما ظهرت بالفعل، مؤكدين أن الهدف الأساسي من مثل هذه المهام، هو مجرد محاولة لاستعراض للقوة، لا تتضمن أي تهديد.

وقال المحلل العسكري الأمريكي، أنطوني كوردسمان، في تصريحات لـCNN: "ما يعنيه ذلك، بالنسبة للأشخاص الذين لا يعرفون أي شيء عن القوة البحرية، وهم عدد غير كبير من الناس في العالم النامي، أن هذه الخطوة ربما تنطوي على تغيير كبير ما."

وتابع كوردسمان، رئيس قسم الاستراتيجية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، بقوله: "في إطار ما ضمن السياسات الإيرانية، عمد الحرس الثوري مراراً، إلى ترويج مزاعم بأن إيران يمكنها إلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة."

وأضاف أن التقارير التي تشير إلى إرسال إيران تشكيلاً بحرياً، بقيادة سفينة متهالكة، أوشكت البحرية الأمريكية على إغراقها في وقت سابق، لا يمكن أن تشكل تهديداً على أكبر قوة بحرية في العالم، واصفاً التشكيل البحري الإيراني بأنه بمثابة "متحف بحري."

وكانت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء قد نقلت عن قائد القوات البحرية، الأدميرال أفشين رضائي، قوله في وقت سابق هذا الأسبوع، إن تشكيلاً إيرانياً سوف يبحر قريباً من الحدود البحرية للولايات المتحدة، رداً على زيادة البوارج الأمريكية في مياه الخليج.

وأضاف المسؤول الإيراني أن التشكيل، الذي يضم مدمرة بحرية، وحاملة مروحيات، وسفينة إمداد، قد أبحر بالفعل الشهر الماضي، ووصل إلى مياه المحيط الأطلسي، عن طريق "رأس الرجاء الصالح"، في طريقه للإبحار قرب السواحل الأمريكية لأول مرة.

وقال مسؤول عسكري أمريكي، طلب من CNN عدم الكشف عن هويته، إنه ليس هناك معلومات متاحة حالياً للتأكد من المزاعم الإيرانية، مشيراً إلى أن إيران كانت قد أعلنت عن خطط سابقة لإرسال سفن إلى الحدود البحرية للولايات المتحدة مرتين منذ عام 2011.

وبحسب ما ذكر تلفزيون "برس"، التابع للحرس الثوري الإيراني، في يناير الماضي، فإن المدمرة "سابلان"، وسفينة الإمداد وحاملة المروحيات "خرج"، ستتوجهان إلى مياه المحيط الأطلسي، بهدف "توفير الحماية للسفن التجارية الإيرانية في المياه الدولية، ولغرض تدريب الخريجين الجدد."

ودخلت السفينة "سابلان"، التي يبلغ طولها حوالي 300 قدم، الخدمة في عام 1972، وتعرضت لأضرار جسيمة أثناء مناوشة مع القوات الأمريكية عام 1988، أثناء قيام البحرية الأمريكية بتأمين خطوط نقل النفط في مياه الخليج، في فترة الحرب العراقية الإيرانية.