{فرقة العميري للفنون الشعبية} إحدى الفرق الأهلية التي تأسست في أوائل الستينيات ومستمرّة لغاية اليوم من دون توقف، بل تطورت وزادت في نشاطها سنة بعد سنة، حتى أصبحت إحدى أبرز الفرق الشعبية في الكويت في تقديم أعمال متنوعة من الفنون الأصيلة. من ضمن خطتها في الاستمرار في العطاء، أخذت على عاتقها تشجيع عناصر شبابية من العازفين والمطربين والنهامة الشباب الذين لديهم خبرة جديدة، فاجتازوا البدايات، وأصبحوا عناصر أساسية في تشكيل الفرقة، مع المحافظة على الرواد من أعضائها والاهتمام بهم.

Ad

 بدايات

محمد سعد سالم العميري، أول رئيس لـ{فرقة العميري للفنون الشعبية}، عمل في البحر مطلع شبابه، والتحق بالفرق البحرية التي مارست فنونها المتوارثة من الأجداد، وكان في بداية عمله الفني عضواً في {فرقة اللنقاوي} ثم التحق بـ {فرقة حمد بن حسين للفنون الشعبية}، وكوّن معها فرقة واحدة. إذ كان يمتلك {عدة بحر} آنذاك، وبعدما كبرت {فرقة حمد بن حسين للفنون الشعبية} زادت الخلافات بين أفرادها، فانشق عنهم وكون فرقة {العميري} (1961)، مقرها في الدعية وما زال لغاية الآن.

في بداية التأسيس ضم إلى فرقته عناصر شبابية وطعّمها بخبرات أصيلة مثل الفنان راشد الجيماز، أحد أقدم النهامين في الكويت وله شهرة كبيرة. يذكر أن لمحمد سعد سالم العميري أبناء حملوا رسالة الفن في حياته وبعد وفاته وهم: خليفة، عبدالله، سعد، عبدالعزيز، وابن شقيقه نجم سالم العميري.

تكونت الفرقة، في بداية تأسيسها، من 40 عضواً. في السنوات التالية كان العدد يقلّ ويزيد بفعل دخول عناصر جديدة وانتقال أخرى إلى فرق شعبية أو توقفت عن ممارسة الفنون الشعبية. كذلك أخذ التغيير مساره في الفرقة، وتحتلّ العناصر الشبابية أركانها اليوم، ما يساعدها على الاستمرارية في ممارسة نشاطها مستقبلاً.

فن بحري

حول الفرقة قال محمد العميري: {كانت فرق الفن البحري قديماً كثيرة، وكان فنها زاخراً ولها شعبية، لكنها بدأت تتقلص، ويقل عددها، مع مرور الوقت وانتشار الفن الحديث وموضة الأغاني القصيرة، وعدم اعتراك الشباب بالبحر مثلنا ليشعروا بوحشة إليه وإلى فنونه وأغانيه ونهماته وسامره، لذلك ليس مستغرباً أن نجد الآن أربع فرق فحسب للفن البحري هي: {حمد بن حسين وفهد بن حسين ومعيوف والعميري}، ولولا رعاية الدولة لهذه الفرق لاندثرت هي الأخرى، ونأمل أن تزيد الدولة من رعايتها لنا}.

 أضاف العميري: «اللنقاوي وفرقته، أشهر فرق الفنون البحرية، وكانت تضم معظم الفنانين البحريين الحاليين، أمثال: حمد بن حسين راشد والجيماز، وكنت أنا من ضمنهم، أيضاً، كعضو منتظم في ديوانية اللنقاوي».

يعد الفنان راشد الجيماز أحد أقدم النهامين في فرق الفن البحري، ومن أبرز النهمات واحدة من تأليفه يقول فيها:

هود الليل وأنا في ونيني

وأقبل الصبح وأنا في نواحي

يا عديل النظر ليتك تجيني

تنظر بحال خلك كيف داعي

يرأس الفنان خليفة العميري «فرقة العميري للفنون الشعبية» راهناً، ويؤدي دوراً في البحث عن كل ما يثبت فرقته ويجمع أعضاءها الذين يشكلون فئة الرواد، وأكثرهم من الشباب من بينهم ابنه زيد خليفة العميري الذي يتابع نشاط الفرقة داخلياً وخارجياً، ومجموعة من الشباب، أمثال إخوانه سالم وعيسى وجاسم وأحفاد الفنان خليفة العميري: خليفة زبير، براك سالم، عبدالوهاب زبير، خليفة جاسم.

ص. غ