أخصص الوقت خلال فحص الولد لأوضح للأهل (والأولاد الأكبر سناً) الرسم البياني لنمو الطفل. يرتكز هذا الرسم على وزن الولد وطوله، فضلاً عن مؤشر كتلة الجسم للأولاد بدءاً من سن الثانية. يثير هذا الرسم البياني، الذي يُظهر كيفية نمو الطفل، اهتمام الأهل، بما أنهم يستطيعون مقارنة نمو ولدهم بالمعايير المتبعة عموماً.أستغل الرسم البياني لنمو الطفل، غالباً، كمدخل لأناقش مع الأهل مسألة الوزن وما يُعتبر وزن ولدهم الصحي. أفضّل، عموماً، بدء هذه المحادثة بعد بلوغ الولد السنة من عمره، عندما يكون قد توقف عن الرضاعة الاصطناعية وبدأ تناول وجبات عادية والاستمتاع بطعام المائدة. تصبح هذه المناقشة خلال السنوات التالية من حياة الولد بالغة الأهمية، بما أن الأدلة المتراكمة تؤكد أن زيادة الوزن السريعة، حتى في هذه الفئة العمرية، ترتبط بالسمنة وبعض الأمراض في المستقبل. لذلك من الضروري مناقشة تحسين عادات الطعام مع الأهل وإسداء النصائح لهم في شأن ممارسة الولد النشاط، واتباعه نظاماً غذائياً سليماً.عثرت في مجلة Archives of Pediatrics (عدد يوليو) على مقال مثير للاهتمام يتناول هذا الموضوع. فقد ركزت دراسة، أجرتها جامعة ماريلاند، على نظرة الأهل إلى وزن طفلهم (من 12 إلى 32 شهراً)، فأفاد الباحثون أن 87% من أمهات الأولاد الذين يعانون زيادة في الوزن لا يملكن نظرة دقيقة إلى وزن الأولاد عموماً، بخلاف أمهات الأطفال الذين يتمتعون بوزن صحي.فضلاً عن ذلك، أشارت الدراسة إلى أن 82% من أمهات الأولاد الذين يعانون الوزن الزائد كن راضيات عن وزن أولادهن. لكن المثير للاهتمام أن المقال عينه يشير إلى أن 4% من أمهات الأولاد الذين يعانون الوزن الزائد و21% من أمهات الأولاد الذين يتمتعون بوزن صحي يتمنون أن يزداد أولادهن وزناً.يعود هذا المفهوم الخاطئ، في جزء منه على الأرجح، إلى واقع أن الزيادة في الوزن باتت شائعة. لكن هذا واقع مؤسف يُبتلى به مجتمعنا اليوم.كشفت أبحاث إضافية أن أكثر من 75% من أهل الأولاد الذين يعانون زيادة في الوزن يذكرون أنهم {لم يسمعوا مطلقاً أن أولادهم يواجهون هذه المشكلة}، فضلاً عن أن هذه النسبة ترتفع في حالة الأطفال الأصغر سناً. نتيجة لذلك، علينا نحن أطباء الأطفال أداء عملنا بإتقان أكبر.
توابل
تنبهوا لوزنه في سنّ مبكرة
16-08-2014