تحوّلت كارثة سقوط الطائرة الماليزية، ومقتل جميع ركابها البالغ عددهم 298، في منطقة شرق أوكرانيا، التي تشهد أكبر أزمة بين روسيا والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة، من مأساة إنسانية هزت العالم إلى قضية دولية خطيرة، بعد أن تأكد سقوط الطائرة بصاروخ، وتبادلت كييف وموسكو الاتهامات بشأن المسؤول عن إطلاقه.

ووسط توافق دولي على ضرورة إجراء تحقيق نزيه وشفاف في الحادث، أقرت أوكرانيا وروسيا بأن طائرة الركاب الماليزية دمرت بصاروخ بوك (أرض - جو) الروسي أمس الأول في منطقة دونتسيك، التي تشهد حرباً مفتوحة بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لموسكو.

Ad

وهذه المنظومة تمتلكها السلطات الأوكرانية والروسية على حد سواء، وانضم إليهما الانفصاليون الموالون لموسكو باستيلائهم على منصة لهذه الصواريخ في يونيو الماضي.

وقالت الاستخبارات الأوكرانية إنها تنصتت على مكالمات هاتفية بعد دقائق قليلة من سقوط الطائرة، أبلغ خلالها المتمردون الانفصاليون الجيش الروسي بأن ميليشيات من القوزاق نفذت القصف.

كما اتهم رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك الروس بالوقوف وراء هذه "الجريمة الدولية"، مشدداً على أنهم "ذهبوا بعيداً جداً. ويجب أن يحاكم المسؤولون عن الجريمة في لاهاي".

وفي وقت سابق، نفى الرئيس بترو بوروشينكو إطلاق قواته المسلحة "النيران باتجاه أي أهداف في الجو"، واصفاً الحادث بأنه "عمل إرهابي هو الثالث في الأيام الأخيرة بعد إسقاط طائرتي أنطونوف-26 وسوخوي-25 الأوكرانيتين من داخل الأراضي الروسية".

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن منظومة الصواريخ الأوكرانية كانت مفعلة الخميس، يوم تحطم الطائرة، مؤكدة أن "أجهزة الرصد سجلت نشاطاً لها في محطة ردار كوبول التابعة لمنظومة صواريخ بوك - إم 1"، التي لا تبعد كثيراً عن موقع السقوط في محيط مدينة دونيتسك.

وبعد تحميله كييف "مسؤولية المأساة الرهيبة"، دعا الرئيس فلاديمير بوتين إلى تسوية سريعة للأزمة، مشدداً خلال اتصال هاتفي قدم فيه التعازي للرئيس الأوكراني، على أنه "من الضروري إجراء تحقيق معمق وموضوعي في هذه الكارثة".

وفي تصعيد ناجم عن التوتر المتزايد على الحدود، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن بلاده سترد في حال استهداف أراضيها بصواريخ أوكرانية بشكل متعمد "عبر تدمير نقطة إطلاق الصواريخ".

إلى ذلك، أعلنت هولندا أن عدد مواطنيها الذين كانوا على متن الطائرة المنكوبة 173. وكان على متن الطائرة 43 ماليزيا (15 منهم من الطاقم) وطفلان رضيعان، و27 أستراليا بينهم اثنان من أصل لبناني، و12 إندونيسياً بينهم رضيع، و9 بريطانيين، و4 بلجيكيين، و4 ألمان، و3 فلبينيين، وكندي واحد، بحسب آخر حصيلة أعلنتها الخطوط الجوية الماليزية، التي أشارت إلى أنها مازالت تتحقق من هوية بقية الضحايا.

(كييف، موسكو- أ ف ب، رويترز، د ب أ)