بعد تأييد كبار حلفائه في الخارج لقرار تكليف حيدر العبادي تشكيل حكومة عراقية جديدة، وتخلي معظم مؤيديه في الداخل عنه، رفع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي أمس راية الاستسلام، وأمر قوات الأمن، التي سبق أن نشرها في بغداد، بعدم التدخل في "الأزمة السياسية" والعودة إلى مواقعها.وحث المالكي، في بيان نشره مكتبه على موقعه الإلكتروني، "القادة الضباط ومنتسبي الأجهزة الأمنية على الالتزام بواجباتهم الأمنية والعسكرية لحماية البلاد، وأن يُترك هذا الموضوع للشعب والسياسيين والقضاء"، واعتبر تكليف الرئيس فؤاد معصوم لمرشح التحالف الوطني (الشيعي) انتهاكاً مرفوضاً للدستور، متهماً واشنطن بالتورط في المسألة، وأنها "تقف إلى جانب خرق الدستور". جاءت تصريحات المالكي بُعَيد إعلان الجيش العراقي أن ولاءه للوطن لا للأفراد، وتبعته قيادة عمليات بغداد بتأكيدها تطبيق القانون بحزم ضد كل من يحمل السلاح خارج إطار الدولة، مطمْئنة إلى أن الوضع في العاصمة لا يدعو إلى القلق.وعززت إيران موقف العبادي في مواجهة المالكي، حيث قال أمين عام المجلس القومي علي شمخان أمس، إن "الجمهورية الإسلامية تدعم العملية القانونية التي جرت لتعيين رئيس الوزراء العراقي الجديد".ودعا شمخاني، وهو أيضاً ممثل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي في المجلس، "كل المجموعات والتكتلات في العراق إلى وحدة الصف، للحفاظ على المصلحة الوطنية، مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع الحساس في العراق، من أجل التصدي للتهديدات الخارجية".وبينما رحب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس بخروج العراق من النفق المظلم بتسمية رئيس حكومة جديد، وجّه الرئيس الأميركي دعماً قوياً للإدارة الجديدة، مشدداً على أن العراق اتخذ خطوة واعدة.وإذ طالب أوباما العبادي بتشكيل حكومة تدمج الجميع، دعا نائبه جو بايدن رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني إلى العمل مع رئيس الوزراء الجديد على تشكيل حكومة لا تقصي أحداً.وحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس رئيس الوزراء المكلف على الإسراع في تشكيل هذه الحكومة، مشدداً على أن "الولايات المتحدة مستعدة لدعمها في قتال مسلحي الدولة الإسلامية".وبينما رحب أمين الجامعة العربية نبيل العربي بتعيين العبادي، أعلنت طوكيو تشجيعها وترحيبها، وقالت الخارجية التركية: "إنه تطور إيجابي ومهم، وعلى الزعماء السياسيين العمل بشكل توافقي لدعم الحكومة الجديدة".ميدانياً، دمرت طائرة أميركية بلا طيار أمس مدفع هاون يستخدمه تنظيم الدولة ضد القوات الكردية، في حين سقطت مروحية عراقية أثناء قيامها بعملية إجلاء للفارين من الأقلية الأيزيدية في جبل سنجار، ما أدى إلى مقتل أحد أفراد الطاقم وجرح خمسة بينهم النائبة الأيزيدية فيان دخيل.وأوضح مصدر أمني أن "المروحية، وهي من طراز مي 17، كانت تنقل مساعدات للنازحين في جبل سنجار، وسقطت بسبب تهافت النازحين وارتفاع معدل الحمولة فيها".(بغداد ـ أ ف ب، رويترز)
آخر الأخبار
المالكي يخضع... ويسحب قواته من بغداد
13-08-2014