شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على عزم بلاده القصاص لقتلى «مذبحة الفرافرة»، داعياً الجميع للإسراع بدعم الاقتصاد المصري عبر صندوق «تحيا مصر»، مطالباً المؤسسات الدينية في مصر بالعمل على تطوير الخطاب الديني والتصدي لمحاولات تشويه الإسلام.

Ad

جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عزم بلاده القبض على منفذي مذبحة «الفرافرة» التي راح ضحيتها 22 مجندا السبت الماضي، واعداً الشعب المصري خلال كلمته في احتفالية «ليلة القدر» أمس الأول بالقصاص للقتلى، في إطار مواجهة مفتوحة تخوضها مصر ضد الجماعات التكفيرية المسلحة منذ الإطاحة بالرئيس «الإخواني» محمد مرسي، 3 يوليو 2013.

السيسي أكد أنه سيتم القصاص العادل من الجناة مرتكبي حادث «الفرافرة»، مضيفاً: «كل من قتلنا إما قبضنا عليه أو قتلناه، إحنا مستعدين للموت دون وطننا.. ودون ديننا»، وقال: «ولكم في القصاص حياة»، وأشار إلى أن «الله سبحانه وتعالى ينصر قوى الحق على الباطل».

وتطرق الرئيس المصري في كلمته إلى الشأن الاقتصادي، بالحديث عن أنه لن يتخلى عن مكافحة الفقر في مصر، باعتباره أحد الأسباب الرئيسية لمعاناة المصريين، مطالباً المصريين في الداخل والخارج بالتبرع لصندوق «تحيا مصر»، لـ «القضاء على الفقر ولبث الأمل في نفوس الشباب من خلال توفير فرص العمل، ومساعدتهم على استكمال مسيرة حياتهم بالشكل اللائق».

مضيفاً: «إحنا عندنا مشكلة كبيرة وهي العوز، وإحنا مصممين على إن إحنا نتغلب عليها، أنا لن أتخلى عن مجابهة الفقر في مصر لأنه أحد أسباب ما نحن فيه»، مشدداً على ضرورة وقوف الجميع إلى جانب مصر والمساهمة في الصندوق الذي حدد رقم 100 مليار جنيه كحد أولي للتبرعات، بينما لم يتبرع رجال الأعمال المصريون إلا بنحو 5 مليارات.

تجديد الخطاب

غير السيسي من كلمته في الاحتفال الديني الذي عقد بقاعة مؤتمرات جامعة «الأزهر»، بمدينة نصر، قائلاً: «الحقيقة أنا فيه كلمة مجهزها صحيح، لكن هتكلم كإنسان مسلم مهموم بدينه وشكل دينه وبالإساءة لدينه»، منادياً بضرورة التصدي لأية محاولة للإساءة للدين الإسلامي بالمعالجات السمحة وليس بالحلول الأمنية فقط، محذراً ممن يقتل «وهو يحفظ كتاب الله، دون وعي سليم أو فهم صحيح للدين».

وأشار السيسي إلى أن «هناك فصائل أساءت للدين الإسلامي بشكل بالغ، والخطاب الديني لابد أن يكون قادراً على التعامل مع التطورات الحياتية... ما قدمناه وما نقدمه للناس من ممارسات تعكس ديننا خلت الناس تطمع فينا وتهاجمنا»، مشدداً على ضرورة تطوير الخطاب الديني، موجهاً خطابه إلى شيخ الأزهر أحمد الطيب، «من فضلكم أنا معاكم لتقديم خطاب ديني سمح»، مضيفاً: «الأزهر دوره عظيم جداً كمؤسسة دينية وله مني ومنا كل الدعم».

سياسياً، وبينما تنتظر الأحزاب المصرية صدور قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، الذي يتوقع أن يصدر عقب إعلان حركة المحافظين، أعلن تحالف «الوفد المصري» عن استعدادات قادة التحالف الذي يضم عدة أحزاب أهمها «الوفد» و»المصريين الأحرار»، لتشكيل مجلس رئاسي لإدارة التحالف، واختيار الأمين العام للتحالف عقب الانتهاء من إجازة عيد الفطر السعيد، مؤكداً أن هذا المجلس سيكون له اختصاصات عدة، وسيضم رؤساء الأحزاب المشاركة في التحالف.

وقال المنسق الإعلامي لحزب «الوفد»، معتز صلاح الدين، إن تحالف «الوفد المصري»، قرر إعداد وثيقة تنفيذية، مضيفاً: «الوثيقة ستتضمن المعايير والهيكلة للتحالف»، لافتا إلى أن الوثيقة ستعرض على الأحزاب لمراجعتها وإدخال التعديلات عليها عقب إجازة العيد، كاشفاً أن تحالف «الوفد المصري» لا يمانع في دخول ائتلاف مع تحالف «الأمة المصرية» بقيادة السياسي المحنك عمرو موسى، باعتبار أن الهدف واحد، وهو تدشين برلمان قوي قادر على بناء مؤسسات الوطن وتحمل المسؤولية.

مقتل المنيعي

ميدانياً، أكد مصدر عسكري مصري نبأ مقتل القيادي التكفيري خالد المنيعي، شقيق القيادي بجماعة «أنصار بيت المقدس»، شادي المنيعي، بعدما أثبت تحليل الـ»دي إن إيه»، أن خالد قتل أثناء مواجهة مع قوات الجيش أمس الأول.

وقال المصدر لـ«الجريدة» إن خالد المنيعي (35 عاماً)، قتل مع اثنين آخرين أثناء تعامل عناصر من القوات المسلحة مع سيارة كانت محملة بصواريخ في طريقها إلى الحدود الدولية مع قطاع غزة، لمهاجمة الحدود الإسرائيلية والزج بمصر في أزمة دولية تتعلق بعدم قدرتها على تأمين الحدود.

ويعد خالد المنيعي من أخطر العناصر المتشددة التي تقوم بعمليات نقل وتهريب أسلحة عبر الأنفاق مع غزة، فضلاً عن استهداف عناصر من قوات الجيش والشرطة في سيناء.

وكانت الأجهزة المصرية ترغب في القبض على المنيعي حياً لاستجوابه للكشف عن طبيعة التنظيمات الجهادية في سيناء، والكشف عن مصير شقيقه شادي المنيعي الذي تضاربات الأنباء حول وفاته.

في الأثناء، جاءت مشاركة أنصار جماعة «الإخوان المسلمين»؛ المصنفة إرهابية في مصر، محدودة في تظاهرات دعا لها «تحالف دعم الشرعية»، فلم يشارك إلا بضعة آلاف في مسيرات جمعة «عيد الشهداء»، إحياء لذكرى من سقطوا في «أحداث المنصة» أمام النصب التذكاري التي اندلعت في يوليو الماضي، وأسفرت عن مقتل نحو 80 شخصاً في مواجهات بين أنصار الجماعة وقوات الأمن.