زيارتي للكويت لتقديم الشكر والامتنان للأمير والقيادة والشعب لدعمهم مصرقال الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور إن زيارته للكويت ولقاءه مع سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد تأتي في إطار حرص مصر على تقديم الشكر للكويت أميراً وقيادة وشعباً على دعمها الشعب المصري بعد ثورة 30 يونيو ومساندة إرادته وتفعيل العلاقات الوطيدة بين البلدين التي تفردت بدرجة عالية من الخصوصية منذ عقود طويلة. وأضاف الرئيس منصور في حوار صحافي مع رئيس مجلس الإدارة المدير العام لـ«كونا» الشيخ مبارك الدعيج بمناسبة زيارته للكويت في نهاية الأسبوع الماضي أن مصر استعادت عافيتها بعد فترة قليلة في أعقاب ثورة 30 يونيو وستظل دولة قوية متلاحمة قادرة على مواجهة أي تهديدات أمنية داخلية أو خارجية. وأشار إلى أن كثيراً من دول العالم رفعت الحظر على سفر أبنائها الى مصر بعد التحسن الملموس في الأوضاع الأمنية. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء • كيف تنظرون إلى لقائكم مع سمو الامير الشيخ صباح الاحمد خلال زيارتكم للكويت وما أهم القضايا مثار البحث؟- تأتي زيارة الكويت ولقاء سمو الامير في اطار حرص مصر على تقديم الشكر والامتنان للكويت أميرا وقيادة وشعبا على دعمهم للشعب المصري بعد ثورة 30 يونيو ورفضهم المساس بأمن واستقرار أرض الكنانة وانحيازهم الى الإرادة المصرية التي تجلت بعد ثورة الثلاثين من يونيو... فالشكر هنا واجب وليس فضيلة.كما ان زيارتي هذه مرتبطة بقرار مصر تفعيل دورها العربي على اعتبار ان الدائرة العربية تأتي ضمن أولويات توجه السياسة الخارجية المصرية في الفترة الحالية فمصر تنظر الى امن الخليج باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، اما القضايا مثار البحث فهي ترتبط بتفعيل العلاقات بين البلدين والارتقاء بها الى مستوى تطلعات الشعبين في اطار ما يواجه الامة العربية من تهديدات واخطار لا سبيل لمواجهتها دونما تفعيل واحياء مسيرة العمل العربي المشترك.العلاقات المصرية - الكويتية• كيف تقيمون العلاقات المصرية- الكويتية الوطيدة وكيف يمكن تعزيزها لتناسب طموحات وتطلعات ابناء الشعبين الشقيقين؟- لقد تفردت العلاقات المصرية مع الكويت الشقيقة بدرجة عالية من الخصوصية منذ عقود طويلة، هذه الدرجة من الخصوصية لم تكن وليدة دعم الكويت في هذه المرحلة لارادة الشعب المصري في اختيار طريق الديمقراطية والاصلاح الشامل وليست نابعة من مواقف دعم ومساندة احد البلدين الشقيقين للآخر لكنها علاقات اخوة قائمة على تبادل المصالح المشتركة وعلى مصالح الامة العربية، فضلا عن التطلع الى مستقبل افضل للاجيال القادمة في كلا البلدين، فنحن نلمس من الاشقاء في الكويت ما تحظى به مصر من مكانة متميزة لدى الشعب الكويتي، انطلاقا من الدور التاريخي الذي لعبته في الحفاظ على وحدة واستقرار الكويت وسيادة اراضيها سواء كان ذلك خلال ازمة 1961 ومحاولات عبدالكريم قاسم ضم الكويت او من خلال مشاركة مصر الفاعلة في تحرير الكويت عام 1991 كما يلمس الكويتيون حجم تقدير مصر حكومة وشعبا للموقف الكويتي الحاسم في تأييد الارادة الوطنية المصرية والذي يمثل التعبير عنه احد اهم اهداف زيارتي للكويت الشقيقة.الأوضاع الأمنية• الشعب الكويتي يكن حبا كبيرا للشعب المصري الشقيق تقديرا لمكانة مصر ويتطلع الى عودة الاستقرار الى ربوعها... فكيف تقيمون الاوضاع الأمنية في مصر بعد مرور أربعة اشهر على ثورة 30 يونيو.- من المعروف في أدبيات علم الثورات أن الفترات التي تعقبها انما تشهد تدهورا حادا في الأوضاع الأمنية ولكن نظرا لطبيعة الشعب المصري وعمق حضارته وقدرة مؤسساته على التماسك فإن الاوضاع الأمنية في مصر لم تشهد تدهورا حادا كما حدث في تجارب دول اخرى عديدة.ان الدولة المصرية التي تكون قد بدت رخوة في ماض قريب استعادت عافيتها، فمصر الجديدة في اعقاب ثورة 30 يونيو ومؤسساتها المختلفة المدعومة بشعبها بعيدة كل البعد عن ذلك وستظل مصر دولة قوية متلاحمة شعبا وحكومة وجيشا قادرة على مواجهة أي تهديدات امنية سواء على المستوى الداخلي او الخارجي، ولعلكم تتابعون نجاحات العمليات العسكرية في سيناء بصفة خاصة وحربنا ضد الارهاب بصفة عامة، هذه النجاحات والتحسن الملحوظ للحالة الامنية يعكسه قرار تخفيف عدد ساعات الحظر وتؤكده ايضا القرارات المتتالية التي اتخذتها مؤخرا العديد من الدول الاوروبية برفع الحظر المفروض على مواطنيها للسفر إلى مصر استنادا للتحسن الملموس في الوضع الامني بمصر.الاستثمارات الكويتية• هل تشعرون بالتفاؤل إزاء عودة الاستثمارات الكويتية والخليجية الى جمهورية مصر العربية الى ما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير؟- بالتاكيد هناك شعور بالتفاؤل حول مستقبل العلاقات الخليجية المصرية بشكل عام ومستقبل العلاقات المصرية- الكويتية على وجه الخصوص، ولاشك ان تعزيز العلاقات سينعكس ايجابيا على الاستثمارات في ما بينهما والتي نتطلع الى توفير المناخ الملائم لتعزيزها وزيادتها في الفترة القادمة في ظل وجود فرص استثمارية واعدة في مصر في كل المجالات سواء صناعية او زراعية او سياحية او عقارية او في مجال الخدمات، وانا شخصيا حريص على تذليل كل العقبات التي تواجه الاستثمارات الكويتية في مصر وفقا للقوانين المصرية بما يخلق مناخا مواتيا للاستثمار ويشجع المستثمرين من الكويت الشقيقة لضخ المزيد من الاستثمارات في مصر.البورصة المصرية• شاهدنا خلال الفترة الماضية ارتفاعا في تعاملات البورصة المصرية وايضا ارتفاعا في سعر الجنيه المصري وارتفاع الاحتياطي النقدي المصري، وكل هذا يعطي مؤشرات طيبة لكن في المقابل هناك تخوفات من المسؤولين بشأن الوضع الاقتصادي فما رأيكم في الوضع الاقتصادي المصري؟- يرتبط الوضع الاقتصادي بحالة الاستقرار السياسي، ولا شك ان المؤشرات التي ذكرتها تعكس تحسنا للأوضاع السياسية والامنية الأمر الذي من شأنه تشجيع المستثمرين، فهناك توجيهات صريحة للحكومة بحل كل مشكلات المستثمرين وفقا للقانون وبما يحفظ حقوق كل من الدولة المصريةوالمستثمرين، وفي هذا الاطار فإن مصر لديها بيئة جاذبة للاستثمارات الخارجية خاصة في ظل تنوع الفرص الاستثمارية وما تملكه من موقع جغرافي متميز وعمالة مدربة عالية التنافسية.• لجنة الخمسين المكلفة بإعداد الدستور شارفت على الانتهاء .. فكيف تنظرون الى اجراء الاستفتاء الدستوري في ظل المظاهرات العديدة التي ينظمها انصار الرئيس المعزول محمد مرسي وكيف يمكن تطبيق خريطة الطريق في ظل هذه الأوضاع. - هذه ليست مظاهرات شعبية وانما جماعات محدودة لا يتجاوز عددها المئات وتستهدف بالأساس ارباك الاوضاع في البلاد واعطاء الانطباع بعدم قدرة الحكومة على تسيير شؤون البلاد الا انه قد بات جليا للجميع ان قدرة تلك الجماعة على الحشد أصبحت شبه معدومة بعد ان كانوا يتمتعون بتأييد الاغلبية في وقت ليس ببعيد.التوتر الأميركي• شهدت العلاقات المصرية الاميركية توترا عقب ثورة 30 يونيو، فالى أي مستوى وصلت العلاقات بين البلدين؟ج- نحن حريصون على علاقتنا بالولايات المتحدة الاميركية بقدر حرصها على العلاقات معنا، فالسياسة الخارجية المصرية تنطلق من حقيقة واضحة تتمثل في المصالح المصرية والامن القومي المصري وبالتالي فإن علاقتنا بالدول ترتبط بقدر مراعاة تلك الدول للمصالح المصرية الحيوية والاستراتيجية، ويهمني الاشارة الى المبادئ الحاكمة لتوجهنا الخارجي في اعقاب ثورة 30 يونيو المتمثلة في استقلالية القرار الوطني المصري وتغليب المصلحة الوطنية المصرية على أي اعتبارات اخرى واستعادة مصر لمكانتها الريادية ودورها الاقليمي مرتكزة في ذلك على بعدها القومي.• ما تقييمكم للعلاقات المصرية- الأوروبية؟ج- في الواقع هناك ادراك اوروبي متزايد لحقيقة ما جرى في مصر من ثورة شعبية عبرت عنها جموع الملايين في الثلاثين من يونيو، هذا الادراك كان للمملكة العربية السعودية والكويت، والاشقاء في الخليج العربي أكدوا دورهم في ترسيخه لدى العديد من الاطراف الاوروبية، فالعلاقات المصرية الاوروبية علاقات قديمة تنطلق من حقائق الجوار المشترك والمصالح المتبادلة ونلمس مؤخرا تصويبا للموقف الاوروبي ازاء ثورة 30 يونيو وما تلاها حيث بات هناك تفهم واضح لتطورات الاوضاع في مصر واصبح الجانب الاوروبي مثله مثل مصر شعبا وحكومة يتطلع لتنفيذ خريطة الطريق بما يسهم في ترسيخ تجربة التحول الديمقراطي وتحقيق الامن والاستقرار في البلاد بما يضمن كذلك استمرار العلاقات الاقتصادية بين الجانبين لاسيما ان مصر تعد الشريك التجاري الاول للاتحاد الاوروبي وحجم التعاملات التجارية، بينهما يزيد على الـ20 مليار دولار وذلك فضلا عما تمثله مصر من حجر زاوية في استقرار المنطقة وما يعكسه استقرارها على استقرار المنطقة برمتها.المواقف العربية• كيف تنظرون الى موقف بعض الدول العربية التي سارعت الى مساندة مصر بعد ثورة 30 يونيووما تأثير هذه المواقف في تجاوز الازمة التي اعقبت الثورة؟- لا شك ان مصر عبر تاريخها الممتد لم تبخل على امتيها العربية والاسلامية بتقديم يد العون والمساعدة بل خوض الحروب اذا استلزم الأمر دفاعا عن الكرامة والارض العربية ولطالما تعددت القمم العربية الطارئة التي دعت اليها القاهرة لدعم قضايا الامة العربية، فكل هذا من منطلق التزام مصر بدورها التاريخي تجاه اشقائها، فوقوف بعض الدول العربية ومساندتها السياسية والاقتصادية للثورة المصرية يعكس اهمية مصر وادراك قادة هذه الدول ان دعم استقرار مصر وحفظ امنها هو دعم للعروبة وامنها القومي الذي يواجه تحديات واضحة في تلك الفترة الدقيقة من تاريخ الامة العربية.• قمتم بزيارة لكل من المملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية الهاشمية، فكيف تقيمون نتائج الزيارتين؟- كانت اول زيارة خارجية لي منذ توليت مقاليد السلطة في البلاد الى المملكة العربية السعودية التي كان لها موقف حاسم في تأييد ارادة الشعب المصري ولقد كان خادم الحرمين الشريفين اول من هنأني بتولي منصبي فقد تلقيت برقية تهنئة من جلالته قبل قسم اليمين، فالمملكة العربية السعودية وضعت كل ثقلها السياسي والاقتصادي في مساندة ودعم ارادة الشعب المصري التي تجلت بعد 30 يونيو رافضة المساس بأمن مصر واستقرارها او التدخل في شؤونها، وهو ما عكسته كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 16 اغسطس 2013 الداعمة لمصر والتي مثلت نقطة تحول واضحة للكثير من المواقف الدولية ازاء ثورتنا، ثم كانت زيارتي بعد ذلك للاردن بهدف تعزيز اواصر العلاقات العربية العربيةوتقديم الشكر للملك عبدالله الثاني على موقفه الداعم لمصر ونبذه للعنف والارهاب ورفضه المساس بأمن مصر واستقرارها، وكما تعلمون فإن جلالة الملك عبدالله اول من زار مصر من القادة والرؤساء بعد ثورة 30 يونيو.• كيف يمكن مواجهة التحديات المتزايدة التي تتعرض لها المنطقة العربية؟- يجب ان تعي المنطقة العربية ما يهددها من اخطار فهناك العديد من التحديات التي تواجه المنطقة سواء كانت تحديات نابعة من البيئة الاقليمية او من البيئة الدولية ولاشك ان مواجهة هذه التحديات تأتي من خلال قراءة متأنية لمصادر التهديد الحالية والتي تتضمن تهديدات امنية وارهابية وتهديدات متصلة بالهوية من خلال ايديولوجيا متطرفة تجد في حالة السيولة و عدم الاستقرار السياسي في بعض دول الاقليم الى جانب ضعفها الاقتصادي والمؤسسي وعدم قدرتها على الوفاء بمتطلبات التنمية سبيلا للنفاذ الى الشعوب، وعلى مستوى الوطن العربي فإن ذلك يعني ضرورة تكاتف الجهود العربية لمواجهة التحديات المحتملة في بيئة اقليمية ودولية لا نراها بالضرورة مواتية.حوار خليجي- إيراني• وزير الخارجية المصري نبيل فهمي اعلن امكانية تبني حوار خليجي- ايراني، فهل هناك خطوات فعلية اتخذت بهذا الشأن ام انها مجرد فكرة؟- مصر ترحب بعلاقات طبيعية مع كل دول العالم بما في ذلك ايران الا ان ذلك يجب ان يأتي مرتبطا بحرصنا على دعم امن الخليج العربي على اعتبار انه جزء لا يتجزأ من امننا القومي وبالتالي فإن اعلان وزير الخارجية عن امكانية تبني حوار خليجي انما يعني استعداد مصر للاسهام في توفير الارضية اللازمة لمثل هذا الحوار لمن يرغب في ذلك من الدول الخليجية كون امن الخليج بالنسبة لمصر مسؤولية قومية اعتبارنا شركاء في الهوية.• جددت مصر دعوتها الى انشاء منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الاوسط، الى أي مدى يمكن تحقيق ذلك في ظل التعنت الاسرائيلي والمساندة الدولية؟- تمثل هذه الدعوة المتجددة والرامية لإخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل رغبة مصر في ارساء معايير موضوعية، فإخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل سيصب في دعم السلام والاستقرار الاقليمي وتحويل كل ما ينفق على هذه الاسلحة لخدمة اغراض التنمية التي ستستفيد منها شعوب المنطقة وهذا الامر مرتبط بطبيعة الحال بمسألة اصلاح منظومة المؤسسات الدولية وفي مقدمتها مجلس الامن حتى يتسنى بلورة هذه المبادرة على ارض الواقع، وهنا اعود مرة اخرى الى مسألة ازدواجية المعايير الدولية ولعل في تناول المجتمع الدولي لقضية الاسلحة الكيميائية السورية ما يعكس هذه الازدواجية فإخلاء المنطقة يجب ان يتضمن كل دولها بلا استثناء وان يتعلق بكل اسلحة الدمار الشامل سواء كانت كيميائية او نووية.الجماعات الإرهابية• اعلنت القوات المصرية نجاحات في اطار مكافحة الجماعات الارهابية في سيناء، الى اين وصلت الحملة التي تقوم بها القوات المسلحة والشرطة في سيناء؟- مصر حذرت مرارا وتكرارا من ان الارهاب لا وطن له وان الدول الراعية له ستكتوي بناره، فحربنا ضد الارهاب في سيناء مستمرة وقد استطاعنا ان نحقق نجاحات ملموسة بفضل تكاتف الجيش والشرطة وابناء الشعب المصري المخلصين الذين يقفون بالمرصاد لأي محاولة تهدد امن مصر او استقرارها لذلك فإن مصر ستنتصر في حربها على الارهاب في ظل لحمة وطنية تجمع الشعب وجيشه وشرطته، وثقتي كاملة بقدرة رجال القوات المسلحة والشرطة الاوفياء في بسط الامن والسيطرة الكاملة على كل ترابنا الوطني، فتلك الارض الغالية قد ارتوت بدماء المصريين وامتزجت على رمالها دماؤهم بدماء الاشقاء العرب، فالارهاب الذي يدنس هذه الأرض سيدحر وستعود سريعا واحة للأمن وركيزة لتنمية مصر المستقبل.• هل تشعرون ان القضية الفلسطينية تأثرت بالأحداث التي شهدتها المنطقة العربية خلال السنوات الثلاث الماضية؟- لا شك ان القضية الفلسطينية تراجع الاهتمام بها في ظل ثورات الربيع العربي، كما ان هناك من ابنائها من اساء اليها كثيرا في الآونة الاخيرة، غير ان مصر لا يمكن لها ان تتجاهل القضية الفلسطينية ابدا، فمصر تؤيد اعادة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على اساس مبدأ الارض مقابل السلام واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وستظل مصر على عهدها بالقضية الفلسطينية وعلى عهدها كدولة تؤمن بالسلام بين الشعوب، ان مصر ترحب باستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية على اسس ومرجعيات واضحة وصولا لاستحقاقات السلام وهى مسيرة ستقدم لها مصر كل الدعم والمساندة.الوضع السوري• كيف تنظرون الى الوضع في سورية في ظل استمرار العنف والدمار الذي تشهده منذ ثلاث سنوات؟- نتفهم وندرك تماما الموقف الخليجي من الازمة السورية والمخاوف المشروعة التي يتأسس عليها، في تقديرنا انه لا حل عسكريا للازمة السورية وان أي تصعيد عسكري او تدخل اضافي سيكون له نتيجة وحيدة دون سواها، ألا وهي ازهاق المزيد من الأرواح السورية، فمن الضروري منح الحل السياسي الفرصة كاملة بما يعزز من تماسك الدولة السورية والحفاظ على وحدة اراضيها، ومن هذا يأتي تأييدنا لانعقاد مؤتمر (جنيف 2) فالمهم التمييز بين النظام السوري الذي ينبغي ان يرحل بحل سياسي والدولة السورية التي يجب ان تبقى... فانهيار قوة العراق ثم كسر سورية انما يمثلان خصما وانتقاصا مباشرا من رصيد قوتنا العربية.استعادة مصر لدورها الريادي إقليمياً ودولياًأوضح منصور أن مصر بدأت استعادة دورها الريادي سواء على المستوى الاقليمي والدولي، وهو دور تفرضه حقائق التاريخ وثوابت القومية العربية. وتلك المكانة التي ترسخت عبر عقود طويلة ستستعيدها مصر كاملة، بل واكثر فور تحقيقها استحقاقات خريطة المستقبل.وأضاف: «بعد أن شرعنا في مسيرة تحقيق الديمقراطية من خلال البدء في بلورة خريطة المستقبل، فإننا حريصون على ان يكون المجتمع الدولي ايضا اكثر ديمقراطية وأقل ازدواجية في معاييره على أرض الواقع»، مشيرا «من هنا كان تأييدنا لموقف المملكة العربية السعودية في اعتذارها عن العضوية غير الدائمة لمجلس الامن لما له من دلالة واضحة على ازدواجية المعايير الدولية ازاء قضايا المنطقة، ويأتي ذلك متسقا مع تبني مصر لقضية تفعيل دور الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبارها المحفل الديمقراطي الذي يعبر عن جميع الدول الاعضاء وإصلاح مجلس الأمن الذي مازال يمثل صيغة تم التوصل إليها في حقبة مغايرة لواقع عالمنا المعاصر، فضلا عن تبني مصر لقضية اخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل».وأكد أن «مصر دولة قوية ومتلاحمة، وهو أمر برهنت عليه فترة الثلاثين شهرا الماضية من تاريخنا المعاصر، ففي الوقت الذي تستعيد مصر مكانتها كان البعض يتوقع حتمية تحقق السيناريو الأسوأ، وهو ما لم يحدث ولن يحدث بفضل حكمة وتلاحم ووطنية الشعب المصري فضلا عن سماحة إسلامه».عقول مصرية رائدة في كل المجالاتأكد منصور أن قطاع الصناعة في مصر قطاع عريق، فمصر كان لها الريادة بين دول المنطقة في التوجه نحو الصناعات الثقيلة في خمسينيات القرن الماضي. وأضاف: «تواجه تلك الصناعات بعض المشكلات، لذا أصدرت توجيهاتي للحكومة بضرورة اتخاذ الاجراءات الكفيلة بحل كافة المشكلات التي يواجهها هذا القطاع الحيوي بدءا بحل مشكلات العمال والتأكيد على حقوقهم وتطوير وإعادة تأهيل مصانع الصناعات الثقيلة، فضلا عن تقديم الدعم المناسب للمصانع الخاصة المتعثرة ومساعدتها على النهوض مرة اخرى، والتي بدأ عدد كبير منها الخروج بالفعل من عثرته». وقال في حديثه مع «كونا»: «لعلكم تابعتم الاعلان عن تنفيذ المشروع القومي لتنمية منطقة قناة السويس الذي وجهت مؤخرا بالإسراع في تنفيذ مراحله الاولى مع التركيز على اعطاء الشباب فرصة للاشتراك والاسهام في هذا المشروع الوطني، وأن يتم خلاله اتاحة اكبر قدر من فرص العمل للشباب المصريين من ابناء مدن القناة وشبه جزيرة سيناء»، مبينا أن هذا المشروع يتضمن انشاء العديد من الصناعات الهامة مثل صناعة السيارات والسفن وتوفير خدمات لوجستية للسفن والبضائع بكل ما يعنيه ذلك من دعم لقدرات الصناعة والاقتصاد في مصر. وأكد أن مصر بلد زاخر بالمقومات الاساسية ومؤهل لتحقيق نهضة صناعية واعدة، فلديها الموارد الطبيعية التي حباها الله بها و»لدينا العقول المصرية الرائدة في كل المجالات، انني متطلع الى مستقبل قريب سيشهد ان شاء الله تحقيق طفرة صناعية في مصر تعزز من قدرتها الاقتصادية بما سينعكس على حياة المواطن، ويحقق لكل مصري ما يستحقه من عيش كريم وعدالة اجتماعية».
محليات
منصور: العلاقات المصرية- الكويتية تفردت بدرجة عالية من الخصوصية
03-11-2013