فجأة ودون سابق إنذار اقترحتُ على أصدقائي في الاستراحة أن نُشكِّل مجلس إدارة للاستراحة بالانتخاب، دون محاباة أو واسطة، "الأجدر يترشّح"، ووضعنا نظاماً انتخابياً للاستراحة، وقوانين للترشح على أسس علمية، مقترحين أن يتكوّن المجلس المنتخب من رئيس ومسؤول مالي ومسؤول للعلاقات العامة.وتم تحديد موعد الاقتراع وتوقيت الحملات الانتخابية؛ لتبدأ بعده شعارات المرشحين تغزو الاستراحة، حيث تم ترشيح فريقين من الأصدقاء للمجلس وفق "نظام المرشح وفريق عمله". تسابق الصديقان على تقديم كل الحملات الانتخابية لترفيه الزملاء في الاستراحة، وتم تحديد من يحق له التصويت، ولنكون أكثر ديمقراطية تم إدخال عامل الاستراحة البنغلاديشي "بيناتو" ضمن الذين يحق لهم التصويت.قبل اليوم الأخير من التصويت لاحظنا تجديداً في الأكل والنظافة حتى توفير "بطاقات شحن" الهواتف للمصوّتين، وهناك من بادر بشراء قصائد لمدح الأصدقاء، حتى "بيناتو" البنغلاديشي اشترى له أحدهم ثوباً وشماغاً، وأحد الفريقين قام بلبس "الفوطة" هو وأعضاء مجلس إدارته حتى يُوحي بأنه لا تفرقة بين المصوّتين والمرشحين.في يوم التصويت تسابق أعضاء مجلس الفريقين للظفر بأصوات الزملاء، ثم تم التصويت وفاز أحد الفريقين الذي كانت حملته الانتخابية تركز على كلمتي "الإخلاص والأمانة".بعد أسبوع لاحظنا تَغيراً في المعاملة من قِبَل الفريق الفائز، فأصبحت أغراض المطبخ لا تتم بانتظام، ولا يتم التنسيق للحفلات الخارجية، وكثرت المطالبات بدعم الميزانية العامة للاستراحة من قِبَلنا، وعاد "بيناتو" إلى فوطته، ومُنِعَ من التشبّه بملابس السعوديين بقرار من رئيس مجلس إدارة الاستراحة.وبعد مضي شهر تغيَّر جوّال الرئيس بعد أن كان يحمل جوّال "أبوكشافة"، وأصبح مسؤول العلاقات العامة يُبذر في شراء الساعات "على حسابنا طبعاً" لزوم الاستقبالات، ومسؤولنا المالي يدعونا إلى التقشُّف، لأننا في حالة اقتصادية لا تسمح لنا بغير التقشُّف، ويردد متحدث الفريق الفائز على مسامعنا دائماً عند المطالبة بضرورة توفير احتياجات الاستراحة بأننا أفضل حالاً من استراحات الصومال ونيروبي.وبعد شهر انقلبنا على المجلس... ورجعنا إلى عادتنا القديمة كُلٌّ يرأس نفسه!* السعودية
مقالات
ديمقراطية «استراحتنا»!
23-11-2013