لماذا تزعج نفسك بربط أجهزة إحساس مع أشياء فعلية؟ ان «إنترنت الأشياء» أو فكرة ربط كل الآلات والأبنية والمواد في شبكة معلومات كبيرة للاستشعار والتسجيل تحظى باهتمام كبير في عالم هذه الصناعة في الوقت الراهن. وبينما تعمد شركات مثل جنرال الكتريك وسيسكو الى خلق عقد رابطة بين الأشياء، فإن «إنترنت الأشياء» بات بالنسبة الى البعض جزءاً من الماضي. وينطوي المستقبل على فكرة أكثر ابداعا، تدعى «الغبار الذكي».

ذلك صحيح. «ذكي» و»غبار». ماذا يعني ذلك؟ يشرح دان راونسكي ذلك بالقول «إنها أجهزة الإحساس التي تسبح في الهواء عبر المدينة كلها، وترصد الحركة والمؤشرات الإحصائية، وتغير درجات الحرارة والتركيب الكيميائي لكل شيء في المدينة»، ذلك أفضل كثيراً من أجهزة احساس هنا وهناك.

Ad

وضع أجهزة احساس على مواد عملية يبعث على الملل. ماذا لو وضعت في الهواء، وفي كل مكان؟ في وسعها مراقبة كل شيء- درجات الحرارة، والرطوبة والأثر الكيميائي، والحركة وموجات الدماغ– بل كل شيء.

صنع الغبار الذكي ليس سهلاً. ويتعين أن يكون لكل نقطة أجهزة احساس خاصة بها مع «نظام تشغيل مجهري»، وقدرة على التواصل مع محطة القاعدة. وتعمل فرق من جامعتي بيركلي وستانفورد على معالجة أجزاء مختلفة من هذه المشكلة. ويقول راونسكي «الهدف هو جعل الحزمة كلها في أصغر حجم ممكن، وأن تستمر أطول مدة ممكنة، فيما تتمكن من دعم نظام تشغيل مجهري يمكن من عمل الأشياء كلها «. ويحذر من أننا قد نشهد أولاً الغبار الذكي في سياق عسكري، ولكن يمكن بعد ذلك أن تكون له استخدامات مدنية لائقة أيضاً. وهذا ما يقوله علماء جامعة كاليفورنيا:

يمكن نشر الغبار الذكي فوق منطقة من أجل تسجيل معلومات عن الأحوال الجوية، والبحوث الجيوفيزيائية أو الكوكبية. وقد يستخدم لقياس البيئة حيث لا يمكن استخدام أجهزة الإحساس السلكية أو انها تفضي الى قياس خطأ... وفي البحث البيولوجي يمكن استخدام الغبار الذكي لمراقبة تحركات الحشرات أو الحيوانات الصغيرة الأخرى.

* (كوايكزست)