ليس هناك قانون واحد في الدنيا ينظم مشاعر الحزن أو الفرح، ولن تجد، ولو جهدت، نصاً قانونياً واحداً في كل هذه المعمورة يضع شروطاً "حزنية" أو "فرائحية" تلزم قلبك الذي بين أضلعك على الالتزام بها، وإلا وقع تحت طائلة العقوبة، لا يا سادة القلب "منطقة حرة" لا يقع إلا تحت طائلة أنامل مشاعره العازفة على "آلة قانون بشريته". والعرب قبلاً كانت تسمي آلة القانون "نزهة"، وأي نزهة تلك التي يقضيها قلب على شاطئ ذكرى؟! وأي أنشودة تلك التي خيوط قوافيها نور قمر ينسج على "نول" أمواج بحر ذكريات، تصوغ لنا مغازلها أثواب كليمات تستر عورة صوت أضلعنا الصاخب؟! هي قصيدة ينشدها بحر شاعر على وزن بحور مشاعر ليردد ألف نبض ونبض بعدها: لا فض "موجك"! حزنت على "عياد الحربي"، الصديق والزميل والشاب، لم أحزن على مستقبله، فالمستقبل بيد الله، بل حزنت على حاضره الذي لا نعلم إن كان بيدنا أم بيد ماضي سنوات الغليان، تلك اليد الماضية التي دكت أسوار حاضرنا، فتساقط الشباب من حافة سوره إلى حافة الهاوية أو حافة الهوى، سنوات كان وقودها الشباب، عياد وغيره ممن لا يعرف أحد حتى أسماءهم، ولن ألوم هنا الحكومة حتى لو كانت القفاز الذي تلحفت به يد الماضي، ولن ألوم المعارضة حتى لو كانت هي من دمرت في غضبة شمشونية معبد السياسة فوق رؤوسنا لتحيله أحجاراً تحذفها باتجاه خصومها.
دعونا نترك "القفازات" و"الحذفات" جانباً ونتفرغ لاحتواء هؤلاء الشباب الذين صار مستقبلهم أرخص "وقود سياسي" يقدم في مسيرة ديمقراطيتنا، دعونا لا نناقش إن كان عياد على "صواب" أم "خطأ"، فحكم القضاء صدر ولا مجال لرده، كما أن السؤال هنا ليس سؤالاً موضوعياً لتكون صيغته: ضع دائرة حول إجابة "صح" أو "خطأ"، السؤال الصحيح لا بد أن تكون صيغته "علل" دوافع هؤلاء الشباب؟ ولا بد أن تكون إجابته: إن الشباب قطعة من جمر يجب ألا نطفئها بدموع حزن أو فرح على ضياع مستقبلهم، بل يجب أن نوقد بها مشعلاً ينير للوطن دربه، فاحتواؤهم مهم، وكما احتوت كويت الماضي أخطاء الدكتور أحمد الربعي رحمه الله وغيره تستطيع أيضاً احتواء عياد وغيره، فالوطن مشفى لا يداوي شبابه بــ"العقاب" بقدر ما يداوي جروح أجنحتهم ببلسم العفو والصفح، ليحوموا بها متكسرة حول حماه "صقوراً" للمستقبل. قد يكون ذنب عياد وغيره من الشباب كبيراً، لكننا لا نشك لحظة واحدة أن قلب سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، أكبر وأكبر، فسموه كان وما زال وسيبقى كبيرنا و"آمين" دعواتنا وآمالنا.
مقالات
خارج السرب: سمو الأمير الأكبر
31-05-2014