في «ستار أكاديمي» تخرجت، إلا أن الأضواء التي وفرها لها البرنامج لم تبهرها ولم تعمِ بصيرتها، فأدركت منذ اليوم الأول لمغادرتها الأكاديمية أن الحفاظ على الأضواء يتطلب عملا دؤوباً محفوفاً بالصعوبات. آمنت الفنانة العراقية رحمة بموهبتها فمشت خطواتها الأولى متسلحة بثقتها بنفسها، فنجحت أحياناً وتعثرت أحياناً أخرى إلى أن وصلت إلى بر الأمان مع تولي شركة «ميوزك إز ماي لايف» إدارة أعمالها.

Ad

عن كليبها الجديد «بوسة» الذي تعاونت فيه مع المخرج اللبناني جاد شويري، وتقييمها لمسيرتها الفنية، كان اللقاء التالي معها. 

أخبرينا عن {بوسة}.

أغنية خليجية، أعتبرها بطاقة تعريف لشخصيتي الفنية، خصوصاً أنها الأولى مع شركة {ميوزك إز ماي لايف} ومتفائلة بها إلى أبعد الحدود. أتمنى أن تحقق نجاحاً على غرار الأعمال التي قدمتها سابقاً. صحيح أن عنوانها {بوسة} قد يكون جريئاً، لكن مضمونها ينبض بالحب والمشاعر والدلع الراقي.

لماذا اخترت جاد شويري لإخراج الكليب؟

لو لم أثق بجاد الذي سبق أن قدّم أعمالا ناجحة وفريدة، لما أقدمت على التعاون معه في هذه الأغنية، جاد مخرج جريء وأحببت فيه أنه يجتمع مع الفنان أكثر من مرة قبل التصوير، ويحضران التفاصيل سوياً، المهم في النهاية تقديم فكرة جديدة تليق بذوق الجمهور.

تطلين بشكل مختلف مع شويري!

صحيح، إطلالتي مختلفة عن الكليبات السابقة، لم يفرض علي جاد آراءه بل اقترحت أنا عليه أفكاراً، وقلت له ما هو مسموح وما هو ممنوع عندي، فتقبّل  ذلك برحابة صدر، أتمنى أن تكون النتيجة عند حسن ظن الجمهور.

كيف تفسرين الجرأة وأين تقف حدودك فيها؟

أنا مع التغيير ومع أن يُصدم الجمهور بجرأة معينة، لكن بشكل إيجابي وليس بشكل مبتذل، قد يكون الفنان جريئاً بفكرة الكليب، وليس من الضروري أن تأخذنا كلمة جرأة إلى العري وغيره من أمور سخيفة لا مكان لها في حياتي الفنية. جمهوري بمعظمه عراقي وخليجي وعلي احترام ذوقه وعاداته وتقاليده. تقف حدودي عند خدش حياء أي مشاهد خليجي عراقي وعربي. ثمة أمور عاديّة بالنسبة إلي، لكن أعرف أن الجمهور لن يقبلها، فابتعد عنها واختار الذي يرضيني ويرضيه في آن.

تعاملت في هذه الأغنية مع الملحن فايز السعيد، كيف تصفين هذا التعاون؟

فايز السعيد فنان محترم والتعامل معه أكثر من جميل وسهل، وساعدني في اختيار الأغنية، بصراحة أثق به لأنه فنان وله باع طويل في الأعمال الناجحة وهو صاحب ذوق رفيع ورؤية صائبة.

ألم تؤثر الظروف السياسة على مشاريعك الفنية؟

أثرت في نفسيتي قبل أن تؤثر في عملي، لكني أؤمن بإرادة  الشعب العربي في عيش السلام والهناء. الفن، في النهاية، رسالة أمل وتفاؤل بالمستقبل، ومن واجبنا كنجوم أن ننشر الفرح بين الناس، عندما شاركت في إحدى الحفلات في العراق لم أصدق البهجة التي لمستها عند الناس والتحدي الذي يعيشونه للاستمرار في الحياة، رغم أن ثمة شهيداً  في كل بيت.

هل ندمت يوماً على دخولك مجال الفن؟

لم يكن ندماً، لكني مررت بمرحلة شعرت فيها بتعب كبير، لأني كنت بمفردي من دون شركة داعمة، مع ذلك لم أتخلَّ عن الفن لأنني لا أتخيل نفسي إلا فنانة، فقررت التحدي، وأنا بطبعي لا أحب الفشل وصبورة ولدي أمل في الحياة. أغني منذ 14 سنة وشاركت في {سوبر ستار} و}ستار أكاديمي}  وغيرهما من برامج الهواة، ما يؤكد إصراري على خوض مجال الفن، وأكملت الطريق بعد ستاراك، إلى أن وجدت شركة داعمة تثق بي وبموهبتي، وبأنه سيكون لدي مستقبل باهر، إن شاء الله.

من يدعمك راهناً؟

طبعا شركة {ميوزك إز ماي لايف} التي تهتم بإدارة أعمالي، فضلا عن أسرتي فهي ترشدني والداعم الأول لي، كذلك الجمهور الذي لولا وقوفه إلى جانبي لما استطعت الاستمرار.

أين تجدين نفسك أكثر في اللون  الرومانسي أم الشعبي؟

أنا رومنسية بطبعي، لذا أميل إلى الأغاني الكلاسيكية الهادئة، لكن لا يمنع ذلك من تقديم أغنيات ايقاعية، خصوصاً أن إمكاناتي الفنية تسمح لي بتقديم ألوان غنائية مختلفة.

ثمة اختلاف واضح في الشكل مع الشعر الأحمر، هل تواكبين الموضة باستمرار؟

معروف عني أنني أعشق  الجرأة والموضة ويغلب على ثيابي، في معظمها، طابع الجنون، لكني لم اتجرأ يوماً على القيام بتغيير جذري في شعري. هذه المرة أردت الإطلالة  بشكل جديد ومختلف، وكانت الفكرة بتغيير لون شعري إلى الأحمر، فوافقت رغم أنني أميل إلى الكلاسيكية في الشعر.

كيف كانت ردة فعل الناس تجاه هذا التغيير؟

 أحبوه ويعبرون لي عن ذلك عندما ألتقيهم في الأماكن العامة، أظن أنني سأعود إلى لون شعري الطبيعي، بعد فترة.

كيف تصفين نفسك؟

واقعية وصريحة مع نفسي، أعرف تماماً أنني لست من نجمات الصف الأول، بل مجرد فنانة أتكل على ربي ونفسي، لذا حققت جماهيرية حتى قبل أن أتعاقد مع شركة {ميوزك إز ماي لايف}، وألمس ذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بي، فأنا أتواصل من خلالها مع الجمهور ونتحدث سوياً بصدق ومن دون مجاملة.

كيف تقيمين علاقتك بناصيف زيتون زميلك في {ستار أكاديمي}؟

أمضينا سوياً ثلاثة أشهر في الأكاديمية، وهذا أمر يسعدني. بصراحة هو  الشخص الأول الذي أسمعه اغنياتي الجديدة، وحين يحقق نجاحاً أشعر بأن هذا النجاح هو دعم لي وللشركة التي ننضم إليها، ما يمنحني  تفاؤلاً بالمستقبل.

هل من الممكن أن يكون ثمة ديو بينكما؟

أكيد، الفكرة واردة وتحدثنا فيها، لكن ليس في المستقبل القريب، يعود هذا الأمر إلى الشركة.

كيف تقيمين برامج الهواة التي تعرض على الشاشات؟

ثمة أصوات جميلة لكنها للأسف تواجه صعوبات بعد تخرجها في هذه البرامج، كونها لا تجد شركات داعمة لها، وهنا تكمن المشكلة، حين تكون الأضواء موجهة على الشباب في البرنامج، يشعرون بأنهم وصلوا إلى النجومية، وحين يخرجون تكون الصدمة الكبرى، إذ يجدون أنفسهم بمفردهم لا شهرة ولا أضواء تلاحقهم.  لذا عليهم أن يعرفوا أن طريق الفن صعب ويتطلب تعباً وصبراً.

تخرجت في برنامج {ستار أكاديمي} كهاوية وغنيت هذه السنة على مسرحه كضيفة، ما كان شعورك؟

شعور مخيف وأعادني بالذاكرة إلى الوراء، لكن المخرج طوني قهوجي الذي أوجه له الشكر  ساعدني وشجعني ومدّني بالقوّة وكان فرحي كبيراً.

هل أخذك الفن من حياتك العاطفية؟

نوعا ما، أتمنى أحياناً أن يكون شخص في حياتي يهتم بي ويسأل عني، لكن الفن يتطلب تفرغاً وتركيزاً، وأنا  في مرحلة دقيقة لا أريد أن اظلم أي شخص معي، لذلك الحب مشروع مؤجّل (تضحك).