يعرض فيلم Saving Mr. Banks شخصية والت ديزني (يؤدي دوره الممثل توم هانكس) الذي يحاول تنفيذ وعد قطعه على أولاده منذ 20 سنة بتحويل قصة {ماري بوبينز} إلى فيلم سينمائي طويل، فجعل الكاتبة الإنكليزية المعروفة بفظاظتها، ب. ل. ترافرز (إيما تومسون)، تأتي إلى لوس أنجليس لإقناعها بمنحه حقوق تصوير قصتها العزيزة.يرصد الفيلم المعركة الطاحنة التي دارت بين ديزني وترافرز، فضلاً عن عرض مواصفات دقيقة عن الكاتبة، مثل اشتراطها تسجيل جلساتها مع فريق ديزني الإبداعي كي تملك إثباتاً على المطالب التي فرضتها. (نصيحة للمشاهدين: لا تغادروا الصالة قبل انتهاء مرور الأسماء في نهاية الفيلم). حضرت جولي أندروز ومؤلف فيلم {ماري بوبينز} الموسيقي ريتشارد شيرمان، لإجراء مقابلة حصرية مع فريق صحيفة USA Today ولتذكّر {مخاض ولادة} ذلك الفيلم الناجح الذي تزامن مع إطلاق مسيرتهما السينمائية الأسطورية.مساومةبعد 50 عاماً تقريباً على صدور قصة {ماري بوبينز}، لا تزال تجربة المساومة مع كاتبة القصة تؤثر بشيرمان.فاز شيرمان الذي يبلغ الآن 85 عاماً بجوائز أوسكار وهو المسؤول، مع شقيقه روبرت، عن أشهر أغاني أفلام ديزني حتى اليوم، وعلى رأسها أغنية It’s a Small World After All. يسأل: {هل سبق أن أخذتم حماماً دافئاً ورائعاً وشعرتم بالراحة في الصباح؟ وحين تنتهون من الاستحمام وتستعدون لبدء النهار بكل ثقة، يأتي شخص ويسكب ماء مثّلجة عليكم؟ هكذا كان شعوري}.تفاجأت أندروز (78 عاماً) مما سمعته وهتفت: {يا للهول!}. تابع شيرمان قائلاً: {في المبدأ، كان الشعور رائعاً}. تمت استشارة شيرمان خلال تحضير الفيلم حيث يؤدي جايسون شوارتزمان دوره، وهو يتذكر اليوم الذي قابل فيه ترافرز في هذا الموقع تحديداً من بوربانك: {كنا قد تدرّبنا على طريقة تقديم العرض وكان دون داغرادي (كاتب السيناريو الذي يؤدي دوره برادلي ويتفورد) سيقرأ السيناريو بينما نغني أنا وبوب (شقيقه الذي يؤدي دوره بي جي نوفاك) الأغاني. فكانت أول جملة تفوّهت بها: {لا أعلم ما الذي دفعني إلى مقابلتكم لأننا لن نشغّل أي موسيقى في هذا الفيلم. كذلك لن يشمل أي رقص وقفز}. شعرنا بصدمة تامة}.لم يكن الوضع أفضل بكثير خلال أول اتصال بين أندروز والكاتبة (مع أن ترافرز عارضت بشكل أساسي اختيار ديك فان دايك للمشاركة في الفيلم).أوضحت أندروز التي كانت حينها متزوجة من المصمم توني والتون: {كنت قد أنجبت ابنتي إيما للتو، قبل يوم واحد. وفي صباح اليوم التالي، رنّ هاتفي في المستشفى. سألتُ: {من معي؟}. فأجابني الصوت: {ب. ل. ترافرز}.تتذكر أندروز أنها كادت تقفز من السرير: {قلتُ لها: {سيدة ترافرز، لطف منك أن تتصلي بي}. فأجابت: {نعم. فهمت أنك ستؤدين دور ماري بوبينز. يجب أن تتحدثي معي إذاً!}.راحت أندروز التي تبدو ودية وظريفة عند مقابلتها شخصياً تضحك وأضافت: {قلتُ لها: {أشعر ببعض الدوار الآن. لقد أنجبت طفلتي البارحة}. (أنجبت أندروز خمسة أولاد، منهم أربعة من زواج دام 38 سنة مع المخرج بلايك إدواردز ولديها ثمانية أحفاد). ما كان ردّ ترافرز؟ {أنت جميلة جداً طبعاً وقد تكونين مؤهلة للعمل}.حصدت تومسون جائزة {غولدن غلوب} وترشحت لجوائز {اختيار النقاد} بعد تجسيدها دور ترافرز. تقول أندروز: {ما كان يمكن أن تكون إيما لاذعة أكثر من ذلك. أحب كل ما تفعله}.في الوقت نفسه، يكشف فيلم Saving Mr. Banks عن جذور شخصية {ماري بوبينز} من خلال مشاهد تعرض ذكريات عن طفولة ترافرز في أستراليا حيث حرمها الإدمان على الكحول من والدها الجذاب والمبدع (كولن فاريل). ابتكرت ترافرز عائلة {بانكس} رداً على قصتها المضطربة واعتبرت {بوبينز} مثال قوة يمكن أن يقتدي به الأولاد.لهذا السبب، لم تثق بديزني بأي شكل واتهمته بِدس تفاهات مبتذلة في العالم الواقعي الذي أنشأته.تضيف أندروز: {لم أكن أعلم خلفية القصة. لكن بعدما شاهدت الفيلم، تبدو الأحداث منطقية}. يقول شيرمان: {كان والت رجلاً حازماً. لا أحد يستطيع أن يرفض له طلباً. وكانت باميلا ترافرز صارمة جداً بدورها. لم تشأ أن يناديها أحد باسم باميلا بل {السيدة ترافرز}. لكن قال لها والت: {حسناً يا بام، لا بأس!}. لقد قصّر اسمها ولم يأبه بها}.حقق فيلم Saving Mr. Banks علامة 81% على موقع Rotten Tomatoes، مع أن بعض النقاد تذمروا لأن رد فعل ترافرز تجاه الفيلم النهائي كان بعيداً جداً عن رد فعله الجامح على أرض الواقع. اعترفت أندروز: {لا أظن أنها أحبّت الفيلم بقدر ما أردناها أن تحبه. لكني واثقة من أنها بكت طوال فترة المشاهدة}.من كان ديزني وراء الأبواب المغلقة؟ كان رجلاً يدخن باستمرار، وقد ألمح هانكس إلى هذه العادة عبر السعال قبل دخوله إلى أي غرفة.ديزني المتحفِّظعمل الأخوان شيرمان مع ديزني في أكثر من 27 فيلماً، بما في ذلك The Jungle Book وWinnie the Pooh وThe Parent Trap. لم يشاهد شيرمان ذلك الرجل الحالم وهو يفقد أعصابه يوماً، {لكنّه كان يكره الأشخاص السلبيين أكثر من أي أمر آخر. خلال اجتماعات تطوير القصة، حين كنا نعمل على فيلم معين وينظر أحدهم إلى مشهد ولا يبدي إعجابه به، كان يثور غضباً ويقول: إذا كنت لا تستطيع اقتراح أمر لتحسين المشهد، فاخرس. يستطيع الجميع أن يعبّروا عن عدم إعجابهم. لكن من يستطيع تقديم اقتراحات لتحسين العمل!}.كان ديزني من وافق على تصوير مشاهد أولية من {ماري بوبينز} للمخرج روبرت وايز في فيلم The Sound of Music، ما سمح بفوز أندروز بدور ماريا. تقول أندروز: {لم يسبق أن فعل والت أمراً مماثلاً على الإطلاق}.كانت مجاملاته تعكس التحفظ الذي يطبع منطقة الغرب الأوسط. يوضح شيرمان: {كان يقول دوماً: {هذا الأمر سيفي بالغرض}. كانت هذه العبارة أكبر مجاملة يمكن أن يعطيها. لذا كتبتها كيلي مارسيل في السيناريو. وقد تفوّه بها توم بطريقة مثالية كما كان يقولها والت}.تضيف أندروز: {كان ديزني الحقيقي يتمتع ببريق في عينيه. كانت شخصيته المتقلبة رائعة وكانت تخفي وراءها رجل أعمال جدياً أيضاً. أظن أن توم نجح في نقل ذلك البريق}.على مدى ساعة، تذكرت أندروز كيف كانت تشاهد ديك فان دايك وهو يتدرب على رقصات خلال الأيام الحارة في الساحة الخلفية وكيف كان يطالب بإعادة تسجيل نغمة Feed the Birds (نغمة ديزني المفضلة) إلى أن فقدت أعصابها في أحد الأيام أثناء مشاهد الطيران. تقول بكل جدية: {يجب أن أعترف بأنني أطلقت بضع كلمات غاضبة}.حصدت أندروز بفضل الفيلم أول جائزة أوسكار لها، لكن وجّه النقاد في عام 1964 انتقادات لاذعة لأن فان دايك لم يبرع في التحدث بلكنة سكان شرق لندن. تقول أندروز: {كان يتذمر دوماً لأنه لا يجيد تلك اللكنة، لكنه قدم الدور بطريقة رائعة لأنه كان رشيقاً ويتمتع بجسم رائع ويحب الحياة}.يقول شيرمان: {إذا أردنا انتقاد أمر ما، يمكن القول إن لكنته لم تكن جيدة جداً. لكن ما الخطب في ذلك؟ كان مذهلاً في جميع الجوانب الأخرى}. وتوضح أندروز مازحة: {لا يبدو أن هذا الأمر أساء إلى الفيلم كثيراً بعد مرور 50 سنة}.استرجع شيرمان ذكرى مفضلة لديه، عندما خطط مع شقيقه لاستعراض جوائز الأوسكار على مكتب ديزني كعربون شكر له في صباح اليوم التالي على فوزهما عن فيلم Mary Poppins وعن أغنيةChim Chim Cher-ee: {كان يجلس هناك وراء مكتبه ويقرأ سيناريو بعد يوم على حفلة الأوسكار. فوضعنا جوائز الأوسكار الأربعة على مكتبه وانتظرنا. لكنه لم يفعل شيئاً! بل تابع قراءة السيناريوهات. ثم قال (أخيراً): {حسناً، حققتما إنجازاً هذه المرة. لكن تذكرا: المنافسة لا تزال شرسة}. هكذا كان والت وكنت أعشقه}.تدرك أندروز قيمة الدور الذي أطلق مسيرتها التمثيلية الأسطورية: {أنا السيدة المحظوظة التي طُلب منها أن تمثل في ذلك الفيلم الرائع. إنها إحدى نقاط التحول الحاسمة في الحياة وفي المسيرة المهنية. كنت أعلم ذلك حينها وما زلت أدرك ذلك حتى الآن}.
توابل - Movies
جولي أندروز تكشف أسرار Mary Poppins
24-12-2013