يصوّر عمرو واكد دوراً رئيساً في فيلم «لوسي» مع مورغان فريمان وسكارليت جونسون، وكان قدم، في السابق، أدوارا متنوعة في الأهمية في أفلام أميركية وفرنسية، فيما يشارك  خالد النبوي في مسرحية أميركية بعد مشاركات في أفلام أجنبية.

Ad

مادلين طبر التي كانت لها مشاركة في السينما الأميركية، من خلال «الأقنعة الثلاثة»، الذي ينتمي إلى أفلام السينما المستقلة، ترى أن تكرار ظاهرة  عمر الشريف في السينما العالمية أمر صعب بل مستحيل، لأن الظروف التي رافقت عمر الشريف مختلفة عن تلك التي يخوض فيها واكد والنبوي التجربة وتعتبر أصعب بكثير.

 تثني على محاولات واكد والنبوي لأنهما اجتهدا في الوصول، رغم محدودية المشاركة، مضيفة أن {النبوي لم يكن، في بدايته، يجيد أي لغة، إنما اجتهد  ليصل إلى مكانة عمر، وهذا الاجتهاد جدير بأن نحييه عليه. أما واكد فمجتهد في محاولاته الأكثر أهمية من النبوي وفي تنوع الأدوار وتطور الأداء}.

تتابع: {تتطلّب مخاطبة السينما العالمية الانتقال إلى هناك، كما فعل عمر الشريف، وعدم المشاركة في أي عمل في مصر، وهذا أمر لم يفعله النجمان}.

حلم العالمية

يرى الناقد نادر عدلي أن محاولات الفنانين المصريين في السينما العالمية ليست وليدة اللحظة، فقد شارك يوسف وهبي في أكثر من فيلم، ومن بعده كانت  محاولة وحيدة لفاتن حمامة وأحمد رمزي وآخرين.

 يعزو  هذه المشاركة إلى حلم بالعالمية راود كثيرين، بعضهم حقق نجاحاً، والبعض الآخر لم يحقق سوى المشاركة، فضلا عن أن السينما الأميركية تخاطب المنطقة العربية والخليج، بمشاركة نجوم عرب، ليحظى الفيلم باهتمام، لأن هذه المنطقة، بالذات،  أحد أهم أسواق السينما الأميركية.

 يضيف: {الإرهاب الذي انتشر في العالم جعل لمشاركة الفنانين العرب أهمية خاصة في أداء أدوار محددة. صحيح أن واكد والنبوي لهما موقع مهم في المشاركة بالسينما العالمية، لكنهما لن يصلا إلى ما حققه عمر الشريف لاختلاف الظروف، ولأن عمر دخل السينما من باب النجومية، بمعنى أنه كان يملك مقومات النجم العالمي، أما واكد والنبوي فدخلا من باب الموهبة والتميز، وفي هوليوود لا تكفي الموهبة وحدها للوصول، في النهاية علينا دعمهما في محاولاتهما}.

أما الناقد طارق الشناوي فيلاحظ أن كلا النجمين يفتقدان إلى التواصل مع الجمهور، بدليل أنهما ليسا من نجوم الشباك في مصر، ما يجعل وصولهما إلى العالمية أمرا صعباً، وستبقى مشاركتهما محدودة ومجرد محاولات تختلف من ممثل إلى آخر.

 يضيف أن {واكد قدم أعمالا أهم من النبوي، لكنه لا يجيد الدعاية ومخاطبة الإعلام، كما فعل النبوي، الذي أثار ضجة إعلامية عن وصوله إلى  العالمية ومشاركته في أفلام  ضخمة وحصوله على البطولة، وبعد مشاهدة ما قدمه اكتشفنا أنه دور ثانوي}.

أما عن وصول أي منهما إلى مكانة عمر الشريف في السينما العالمية، يؤكد الشناوي أنه أمر صعب، لأن عمر يمتلك مقومات النجم، وهو ما جعله  يخقق النجومية في مصر وفي هوليوود.

تجارب مهمة

تقول الناقدة ماجدة خير الله: {ثمة تجارب مهمة وجيدة مثل عمرو واكد الذي شارك في أفلام كبيرة وبأدوار رئيسة، في حين أن خالد النبوي شارك في أدوار ثانوية وفي أفلام محدودة الإنتاج، حتى إنه شارك في إنتاج {المواطن}.

تضيف: {هذه المحاولات لن ترقى إلى ما قدمه عمر الشريف في السينما العالمية، لأن الظروف وقتها كانت متاحة له، وكانت السينما الأميركية بحاجة إلى ممثل بمواصفات عمر الشريف، ليؤدي أدواراً لاتينية أو إيطالية وبالطبع شرقية، أما الآن فيتوافر مكسيكيون وإسبان في هوليوود، وبالتالي لم تعد ثمة حاجة لممثل من الشرق، إلا إذا كانت القصة فيها دور لعربي، كما حدث في معظم أفلام واكد والنبوي، بالإضافة إلى أن مواصفات النجم المتوافرة عند  عمر غير موجودة لدى النجوم الحاليين}.

تتابع أن عمر الشريف شارك في أفلام ضخمة الإنتاج مع أبطال ونجوم عالميين، وكان حاضراً بينهم بقوة، سواء في حجم الدور أو ترتيب الأسماء، كل ذلك غير متاح في تجارب الفنانين الحاليين، لذا من الصعب وصول أحدهم إلى مكانة عمر الشريف، لافتة إلى {أن مشاركتهم لم تضف إلى السينما العالمية شيئا يمكن أن نشعر بأننا نفتقده بغيابهم، عكس عمر الشريف}، موضحة أن {عمر  شكل أكبر دعاية للسينما المصرية وهذا لم يحدث مع واكد والنبوي، لكن تبقى تجارب جيدة ومحاولات ربما تسفر عن شيء جيد لهما}.

أما المخرج محمد فاضل فيلاحظ أن للفيلم العالمي شروطاً، وليس كل فيلم ناطق بلغة أجنبية يعتبر عالمياً، {الإنتاج الضخم والتوزيع في معظم دول العالم والأسماء الكبيرة، كلها عناصر تميز الفيلم العالمي، وهذا غير متوافر في معظم محاولات النجوم الشباب خارج المنطقة العربية، باستثناء تجربة واحدة أو اثنتين لعمرو واكد، بينما باقي تجاربه وكل تجارب النبوي لا تعتبر أفلاماً عالمية إنما أجنبية  فحسب، بالتالي لا مجال للحديث عن الوصول إلى العالمية، ولكن الجهد الذي بذله كل من واكد والنبوي للوصول إلى هذه المرحلة هو جيد ومحاولة لا بأس بها، وأرجو أن تستمر لعلها تؤدي إلى شيء}.

 يضيف أن الحديث عن الوصول إلى مكانة عمر الشريف أمر صعب، لاختلاف المرحلة التي كانت أسهل، بالنسبة إلى عمر الشريف، فضلا عن أن مقومات النجومية كانت متوافرة له في حين غابت عن واكد والنبوي لأنهما ليسا من نجوم الشباك في مصر.

أخيراً توضح الناقدة ماجدة موريس أن عمرو واكد فنان مجتهد ودؤوب وحريص على أن يحسن أدواته الفنية كممثل، وهذا أيضاً واضح في أفلامه المصرية آخرها {الشتا اللي فات} الذي حصد جوائز وشارك في مهرجانات عالمية من بينها: مهرجان البندقية، فهو حقاً فنان مجتهد وممثل جيد.

تضيف: {شاهدت الأفلام الأجنبية التي قدمها من بينها:  {الأب} و{الغريب} و{سريانا}، وكانت تجارب مميزة، فنحن أمام فنان يتقدم فنياً ويركز على العمل، بعيداً عن الدعاية لنفسه مثلما يفعل البعض، بالتالي أرى أن فيلمه الجديد {لوسي} مجرد تحصيل حاصل واستمرار لتقدمه، لأنه ليس البطولة الأولى له ولا العمل الأول له في السينما العالمية}.

تتمنى موريس أن {يكون لدينا فنانون على مستوى عمر الشريف، وأن يتكرر مرة أخرى، وعلى نجومنا السعي والتفكير في السينما غير المصرية والتفاعل مع الثقافات الأخرى، لأن هذا يؤكد أن هذا البلد يقدم فناً جيداً وسينما جديرة بمنافسة الآخرين، وأنه ذات حضارة عريقة} .