الدمعة حين تسقط دائماً تكون ممزوجة بمشاعر الحزن والفرح، وعند سقوطها من العين تنحدر وتهوي على الخد لترى نفسها قد انشطرت نصفين لا ثالث لهما.

Ad

وقد تمثلت في الشطر الأول بدمعة الفرح حين تهوي وترى الوجوه قد ملأتها والبهجة والسرور وأصوات التصفيق والموسيقي اللذين كانا يعبران عن تلك المشاعر.

وتمثلت في الشطر الآخر حين سقطت ورأت الوجوه قد كساها الحزن والانكسار والألم الذي أضحى يعصر القلب ويكويه بنارها.

لكن الدمعة وقفت متحيرة حين سقطت لترى نفسها وسط صحراء قاحلة جرداء لا ترى فيها أي شيء سوى السراب الذي يخدعها بوجود الماء والخضرة على بعد بضع كيلومترات، فتجري خلفه ولا ترى تلك الحقول الخضراء حتى أيقنت أنها أقوال بل أكاذيب.

سألت نفسها من الذي أسقطني وسط هذه الصحراء التي لم أعتد رؤيتها من قبل، صرخت بكل قوتها المدفونة حتى أضحى صدى صوتها يرن في أرجاء الصحراء حتى أتاها صوت مخنوق...مَن تلك؟... ها أنا هنا أيتها الدمعة، أنا موجودة منذ سنين طويلة أجري خلف ذلك السراب، بل منذ قرون ولم أجد سوى السراب، أنا التي وعدوني وعلقوني ووضعوني في هذه البقعة بخدعة الأقاويل والأكاذيب... أنا ثالث المشاعر أيتها الدمعة التي لم تعرفيني سوى الآن، أنا "دمعة الحرمان" يا دمعتي الفرح والحزن.