كان صديقي يفكر بطريقة إبداعية وجميلة وهو يشرب كوباً من الشاي بالنعناع على ضفاف شاطئ جدة الجميل الرائع الذي يشبه ضفاف شاطئ ميامي، "بسم الله على شواطئنا من العين والحسد"، يعني بصراحة ألوم وأعاتب دول الخليج على عدم استفادتها من جمال شواطئنا وعملها الذي لا يضاهيه أي شاطئ من شواطئ دول الخليج!! كلامي هذا ليس من باب المزح حقاً شاطئ جدة رائع بمعنى الكلمة.سألت صديقي فيمَ تفكر؟ فقال لي بصوت المتفائل ليتني وزير!! ضحكت أو بالعامي قللته هين؟ فقال لي لو كنت وزيراً للتجارة فلن يكون في عهد وزارتي أي غلاء في الأسعار لأنني سأعمل على فتح مراكز تسوق حكومية، وذلك لإيصال معلومة للتاجر الذي يرفع الأسعار دون مبرر بأن الحكومة مستعدة لتعويض المواطن بآليات شراء مخفضة تناسب دخله الشهري، عندها "أتحدى أي تاجر يحاول رفع الأسعار لأنه يعرف أن الحكومة سترد عليه بسرعة". طبعاً لم أعلق على كلامه اكتفيت بالتصفيق لوزير المستقبل!! وقال لي أيضا لو كنت وزيراً للخدمة المدنية فلن يكون هناك خريج عاطل من حملة الدبلوم لأن حلها كما يقول صديقي الوزير القادم: إحلال فوري للشباب السعودي بدلاً من الأجانب في الجامعات والكليات والوزارات والشركات الكبرى، عندها لن يكون هناك عاطل في المملكة، وكل الوظائف التي يعمل بها الأجنبي يستطيع السعودي وبسهولة عملها وبإبداع وتكلفة راتبه أقل من الأجنبي!! طبعاً هذا الصديق يبي يستولي على كل الوزارات ما شاء الله عليه.وقال لو كنت وزيراً للتربية والتعليم لجعلت خريجي التعليم العام في المملكة يصلون إلى جوائز نوبل وجوائز عالمية أخرى لأن التعليم العام لدينا في مأساة حقيقية، فهو يذكرني بحكومات لبنان المتعاقبة، "ما فيه حكومة جابت فائدة للشعب، وتعليمنا الحالي لم نستفد منه سوى حصة التربية البدنية، حتى هذه الحصة صارت بدون إبداع، بس طق كورة والحقها".يقترح صديقي جعل المدارس بيئات جاذبة للطلاب ولا تقتصر على التلقين فقط، بل التدريب والتعليم والتربية مع دمج برامج تدريب وحرف مهنية ومواد إبداع وتفكير ومسابقات يومية للفصول، ودورات للطلاب، وتكون المدرسة بهذا الزخم من البرامج مفتوحة حتى المساء، ولماذا تقفل الساعة الواحدة ظهرا، فإذا ظلت مفتوحة إلى المساء عندها سنصبح دولة قوية بسواعد أبنائها!!سألت صديقي كم تحتاج من الوقت لو أصبحت وزيراً لتنفذ خططك قال لي مبتسماً: سنتين.حلول سهلة يمكن أن تنفذها أي وزارة ولكن لماذا هي لا تعملها؟!السؤال: لو أصبح صديقي وزيراً أو حتى أنا إن شاء الله فهل سننفذ ما نقول؟!* السعودية
مقالات
يا ليتني وزير!!
08-02-2014